الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كنت في سجن صيدنايا 19/30

شكري شيخاني

2022 / 4 / 20
أوراق كتبت في وعن السجن


تتمة.... انقضى ذلك اليوم بخير وسلام نوعا" ما والمهم أنهم أغلقوا الباب الحديدي .. ورجعت الى ممارسة عملي العادي من الرياضة ومراجعة ما حفظته من القرأن فهو يهدىء ويهذب النفس وخاصة في أوقات الشدة. .ومهما كتبت وقلت عن هذا السجن فانني لا استطيع الالمام بكل جوانبه . ولابأس أن تتعرفوا على تفاصيل السجن الاحمر كما كان يلقب من قبل المساجين
سجن صيدنايا العسكري صديقتي وصديقي القارىء هو المكان الذي تقوم الدولة السورية فيه بذبح شعبها بهدوء. ويشكل المدنيون، الذين تجرأوا على مجرد التفكير بمعارضة الحكومة، الغالبية الساحقة من الضحايا.. نعم بكل بساطة وحسب مشاهداتي التي كنت استرقها ونحن ننزل على الدرج من الطابق الثالث الى الباحة الرئيسية .. اكرر القول بأن سجن صيدنايا العسكري هو المكان الذي تقوم الدولة السورية فيه بذبح شعبها بهدوء. ويشكل المدنيون، الذين تجرأوا على مجرد التفكير بمعارضة الحكومة، الغالبية الساحقة من الضحايا.
– تم افتتاح سجن صيدنايا عام 1987، وهو سجن عسكري تابع لوزارة الدفاع، تديره الشرطة العسكرية، ويقع قرب بلدة صيدنايا شمال دمشق، على بعد نحو 30 كم من قلب العاصمة

– يتألف السجن من مبنيين، الأول هو الأقدم، وهو الشهير باسم «المبنى الأحمر»، يتألف من ثلاثة طوابق، وتم تصميمه بحيث تتوسطه كتلة رئيسية تتفرع منها ثلاثة ممرات طويلة، ليأخذ شكل شارة سيارة المرسيدس. أما الثاني فقد بني لاحقاً، وهو الشهير باسم «المبنى الأبيض»، مؤلفٌ من أربعة طوابق، وله شكل يشبه حرف L باللغة الإنكليزية.


– تم نقل كثيرٍ من معتقلي سجن تدمر إلى سجن صيدنايا عند افتتاحه، بالإضافة إلى بعض معتقلي سجن المزة العسكري، وجميعهم كانوا من المدنيين المتهمين والمحكومين بقضايا سياسية، وقضايا تتعلق بـ «أمن الدولة». كما أنه كان منذ ذلك الوقت مكاناً لاحتجاز سجناء مدنيين موقوفين عرفياً لصالح أجهزة أمنية مرتبطة بالجيش، كالأمن العسكري والمخابرات الجوية، ولصالح فرع أمن الدولة. واحتُجِزَ فيه معتقلون لبنانيون وفلسطينيون أيضاً.
– كان في سجن صيدنايا معتقلون عسكريون بسبب ارتكابهم مخالفات لنظام الجيش، وخاصة الفرار من الخدمة، وكان السجناء المدنيون يطلقون على السجناء العسكريين اسم «البلدية»، كونهم يقومون بأعمال النظافة والخدمة.
– كان المعتقلون الذين تجري محاكمتهم أمام محاكم استثنائية، أبرزها محكمة أمن الدولة العليا، يتابعون قضاء مدة سجنهم فيه بعد صدور الأحكام.
– لم يكن سجن صيدنايا هو السجن الرئيسي الذي يتم احتجاز المعتقلين السياسيين فيه في عهد حافظ الأسد، ولكن بدأ يتزايد عددهم فيه منذ مطلع التسعينيات، وبينهم بالإضافة إلى الإسلاميين سجناءٌ يساريون من تيارات وأحزاب مختلفة، كحزب العمل الشيوعي، والحزب الشيوعي/المكتب السياسي، وحزب البعث الديموقراطي.
– كان السجناء يتعرضون فيه لتعذيب أقل وحشية مما كان عليه الوضع في سجن تدمر، وكان عناصر الشرطة العسكرية يتجولون فيه حاملين السياط، ويضربون السجناء بها أحياناً. لكن هذه الممارسات بدأت بالتراجع منذ عام 1990، إذ أصبح سلوك السجانين أقل عنفاً، وسُمِحَ بدخول الصحف اليومية وأغذية خاصة للسجناء المرضى، وسمح بالزيارات لبعض فئات السجناء. وعلى كل حال، كان السجناء الإسلاميون يتعرضون فيه لمعاملة أكثر قسوة من سواهم.
– لم يكن مسموحاً بالزيارة لسجناء حركة الإخوان المسلمين ولا سجناء حزب البعث الديموقراطي إلا في حالات فردية نادرة واستثنائية، وأما السجناء الآخرون فكان يُسمَح لعائلاتهم بزيارتهم شهرياً، يشاهدونهم من خلف شبك حديدي مزدوج، بالكاد تتلامس أطراف أصابع السجناء وذويهم عبره، وتتراوح مدة الزيارة بين 15 و20 دقيقة. غير أنه سُمحَ لاحقاً بالزيارة الخاصة في غرفة حسب دورٍ تم ترتيبه، وكانت الأدوار متباعدةً جداً.
– لم يكن سجن صيدنايا مكاناً لتنفيذ أحكام الإعدام في تلك المرحلة– بدأ عدد السجناء في سجن صيدنايا يتناقص منذ العام 1996، نتيجة إطلاق سراح معظمهم تباعاً بانقضاء محكومياتهم.
– التحول الكبير الذي شهده سجن صيدنايا جاء في أعقاب غزو العراق عام 2003، وانخراط أجهزة النظام السوري الأمنية في «الحرب على الإرهاب»، إذ تحول السجن إلى مكان الاحتجاز الرئيسي للمتهمين بالانتماء للحركات السلفية الجهادية، خاصة أولئك الذين حاربوا في العراق ثم عادوا إلى البلاد، والدعاة والخطباء الذين جندوهم.
– ارتفع عدد السجناء الإسلاميين في سجن صيدنايا بين العام 2004 والعام 2008 من 200 معتقل إلى ما يقارب 1460، معظمهم محسوبون على التيارات الجهادية، ومن بينهم جهاديون من جنسيات غير سورية، ولم يتجاوز عدد السجناء الآخرين 200 شخص من الموقوفين بمختلف التهم.
– ترافق هذا مع تردي أوضاع السجن، وتصاعد أعمال التعذيب والإذلال الممنهج، والسلوك الحاطّ من الكرامة الإنسانية، وإهانة المقدسات الدينية للسجناء. مُنعَت جميع وسائل الاتصال مع العالم الخارجي، ولم يكن هناك عناية طبية، ما أدى إلى وفاة عدة سجناء في تلك الفترة، ووصل الأمر إلى حد قطع المياه والكهرباء عن السجناء عدة أيام متتالية في بعض الحالات.
– كان السجناء الجهاديون من أصحاب التجارب القتالية، والدعاة وقادة الجماعات في التنظيمات السلفية، يوضعون في المهاجع ذاتها مع معتقلين بسبب تعاطفهم مع الحركات الجهادية فقط، أو بسبب حيازتهم كتباً وتسجيلاتٍ تروج للفكر السلفي، وبينهم شباب صغار في السن وقاصرون أحياناً، وكان تجميع هؤلاء معاً وعزلهم عن العالم في ظروفٍ من الإذلال اليومي يزيد من تشددهم، ومن تبادلهم للأفكار والخبرات.
– في العام 2008 وقع تمردٌ كبيرٌ في سجن صيدنايا، ولا تزال تفاصيل ذلك التمرد غير معلومة تماماً، لكن الشهادات التي نُشرَت تتفق على القول إنه مرّ في ثلاثة مفاصل رئيسية....سنكمل التفاصيل في الحلقة 20القادمة وفي في الحلقة 21 سنتكلم عن التمرد الكبير والاول من نوعه على مستوى سجون الشرق الاوسط








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مجلس الحرب الإسرائيلي يجتمع لدراسة رد حماس على مقترح صفقة تب


.. حرب غزة: لا تقدّم في مفاوضات الهدنة.. حماس تتمسك بشروطها ونت




.. مظاهرات في تونس لإجلاء الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين


.. مصدر مصري رفيع المستوى: أحد بنود مقترح الاتفاق يتضمن عودة ال




.. الاحتجاجات تتصاعد.. الاعتقالات في أميركا تتجاوز ألفي طالب