الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العقوبات الاقتصادية على ايران

هند الحريري

2022 / 4 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


تعاني إيران منذ سنوات بسبب العقوبات الأقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة الأميركية عليها . وخاصة بعد تولي روح الله الخميني قيادة الجمهورية الأيرانية بعده الثورة الإيرانية التي قام بها ضد الشاة محمد رضا بهلوي في عام 1979، وتحول إيران من المملكة إلى الجمهورية .  وتأتي هذه العقوبات بسبب عدم ألتزام إيران بالأتفاقيات الدولية المعقودة معها من قبل الولايات المتحدة وحلفائها بشأن برنامج إيران النووي الذي تخشى الدول الغربية من أن يسبب لها تهديدات كبيرة .

فرضت الولايات المتحدة أول العقوبات على إيران في نوفمبر 1979 بعد أن أستولت مجموعة من الطلاب الراديكاليين على السفارة الأميركية وأتخذوا من فيها رهائن . شملت العقوبات تجميد مايقرب 12 مليار دولار من الأصول الإيرانية منها ودائع بنكية وذهب وعدة ممتلكات اخرى ، وفرض حظر أقتصادي رفعت تلك العقوبات في يناير 1981 بعد التوقيع على أتفاقية الجزائر التي ساومت فيها الولايات المتحدة على تحرير الرهائن .
فرضت الولايات المتحدة العقوبة الثانية على إيران في عهد الرئيس رونالد ريغان في عام 1987 بسبب أفعال إيران 1981_1987 ضد الولايات المتحدة والدول المطلة على الخليج العربي ودعمها للأرهاب ، أشتدت تلك العقوبات في عام 1995 لتشمل المؤسسات التي تتعامل مع الحكومة الإيرانية .
فرضت العقوبات الثالثة في ديسمبر 2006 بناءً على قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1737 بعد أن رفضت إيران أن تمتثل لقرار المجلس رقم 1696 الذي طالبها بوقف برنامج تخصيب اليورانيوم . أستهدفت عقوبات الولايات المتحدة في بداية الأمر أستثمارات النفط والغاز والبتروكيمياويات ، وصادرات منتجات النفط المكرر ، وصفقات العمل مع الحرس الثوري الإيراني . شملت تلك العقوبات قيوداً على المعاملات البنكية والتأمينات ( بما يشمل البنك المركزي الإيراني ) والشحن وخدمات أستضافة مواقع الويب للأغراض التجارية ، وخدمات تسجيل أسم النطاق . مددت قرارات المجلس اللاحقة تلك العقوبات .
تكبد الأقتصاد الإيران خسائر فادحة بسبب أنهيار أقتصادها بسبب تلك العقوبات التي قادتها الولايات المتحدة منذ سنوات كي تستخدمها ورقة ضغط عليها وتنصاع إيران للأتفاقيات مع أميركا وحلفائها منذ عام 1979 ،  بما في ذلك برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم الذي تخشى الحكومات الغربية من أن يكون هدفه تطوير قدرة إيران على إنتاج أسلحة نووية ، وزعمت إيران أن برنامجها مخصص للأغراض المدنية السلمية فقط مثل إنتاج الكهرباء والأغراض الطبية .

في 8 مايو 2018 أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة سوف تنسحب من الأتفاق النووي مع إيران ،  وبدأت الحرب بين ترامب وإيران أذ كبرت الصراعات وأصبحت حرب أعلامية أكثر من ماهي حرب واقعية والتصريحات كانت سيدة الموقف بين الطرفين , وعمدت إيران إلى غلق مضيق هرمز الذي يعتبر البوابة الرئيسية لدخول وخروج البضائع لدول العالم . وحدثت بعض الضربات عبر الأسطول البحري فقامت إيران بضرب الأسطول البحري الأميركي والعكس حدث كذلك إذ لا نتوقع أن تصمت أميركا على ضرب أسطولها . وحدثت عدت ضربات بين الطرفين والتهديدات تصاعدت يوماً بعد آخر توقع الكثير أن الحرب العسكرية واقعة لا محال .وفي سبتمبر من عام 2019 أعلنت الولايات المتحدة عن نيتها فرض عقوبات على إي دولة تتعامل مع إيران أو تشتري منها نفطاً . وهبطه سعر صرف الدولار مقابل العملة الإيراينة .
وفي ذات الشهر أيضاً ، قال ترامب أنه أمر وزارة الخزانة بتشديد العقوبات على إيران ، وذلك رداً على هجوم إيراني مشتبه فيه على مرافق النفط السعودية الرئيسية . أستهدفت تلك العقوبات الجديدة  الأصول المالية لدوائر المرشد الأعلى للدولة الإيرانية . ورغم ذلك أفادت جريدة نيويورك تايمز بأن طهران أنكرت تورطها في الهجمات التي أستهدفت مرافق النفط السعودية .
وفي 21 فبراير 2020 وضعت إيران على القائمة السوداء الخاصة بمجموعة العمل المالي وفي 14 أغسطس 2020 رفض مجلس الأمن قرار الولايات المتحدة المقترح لتمديد حظر بيع الأسلحة لإيران . إذ أنه وفقاً للبنود التي وافقت عليها الأمم المتحدة في الأتفاق النووي مع إيران عام 2015 و تنتهي فترة حظر بيع الأسلحة لإيران في 18 أكتوبر 2020 . وبعد أنتهاء تلك المدة يسمح لإيران بشراء الأسلحة الأجنبية وفقاً لمتطلبات الدفاعية .
وفي أغسطس 2020 حاولت إدارة ترامب تمديد حظر بيع الأسلحة لإيران ولكن بلا جدوى . ولذا حاولت الولايات المتحدة فرض العقوبات الجزائية المنصوص عليها في الأتفاق النووي بمفردها رغم انسحابها من هذا الأتفاق في عام 2018 أثارت تلك المناورة الشكوك والقلق من حلفاء الولايات المتحدة ، وحذر الخبراء من أنها قد تؤدي إلى فسخ الأتفاقية .
في 20 سبتمبر ، أكدت الولايات المتحدة أن عقوبات الأمم المتحدة على إيران عادت إلى ماكانت عليه ، وهو ما نفته إيران ومعظم أعضاء المجتمع الدولي . وفي اليوم التالي فرض الرئيس ترامب عقوبات جديدة كاسحة على إيران لكبح تهديدات طهران بأستخدام القذائف والأسلحة التقليدية والنووية . وفي أكتوبر 2020 فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على قطاع إيران المالي تستهدف 18 بنكاً إيرانياً . 
شكلت العقوبات الأميركية على إيران الكثير من المشاكل في أقتصادها وأنهيار للعملة الإيرانية التي أُهلكت أمام صرف الدولار ، وسببت الكثير من الأختناقات الأقتصادية التي زادت وضع إيران سوءاً أكثر ، فلا يستطيع أقتصاد أي دولة عقوبات كهذه وعلى مدار سنوات طويلة .
حاولت إيران أن تقلل العقوبات عبر المفاوضات بينها وبين أميركا كثيراً لكن  تلك المفاوضات لم تفلح ، لم تقبل أميركا حتى بتخفيض العقوبات عنها .
أصبحت إيران أرخص دول العالم اليوم بسبب الفارق الكبير بين سعر صرف الدولار مقابل العملة الإيرانية التي أصبح بالماء كما يقال .
كيف سوف تستمر إيران بقوتها أن لم ترفع العقوبات بالكامل فقد وصل أنتاج النفط الإيراني في أوائل عام 2018 إلى 3,8 مليون برميل يومياً . حسب منظمة البلدان المصدرة للبترول ( أوبك ) وكانت إيران تصدر آنذاك نجو 2,3 مليون برميل يومياً .
وكانت ثماني دول تشتري هذا النفط منحتها الولايات المتحدة أستثناءات من العقوبات التي تفرضها على طهران هي الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وتركيا واليونان وإيطاليا .
يقول الخبراء إن إدارة بايدن تريد تمديد القيود المفروضة على البرنامج النووي الإيراني سنوات عديدة ، وإن أتفاقها المفضل سيفرض قيوداً على قدراتها في مجال الصواريخ الباليسية ونفوذها الإقليمي ، وهو ما لا تقبله طهران .
يرى خبراء في العلاقات الأميركية الإيرانية أن الولايات المتحدة مستعدة لرفع جميع العقوبات المتعلقة بالأتفاق النووي ، التي أعادت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب فرضها ، لكن على إيران أن توافق على جدول زمني لعودتها إلى الألتزام بما أتفق عليه بخصوص برنامجها النووي .
ورأى المراقبون أن أنهيار مباحثات خطة العمل الشاملة المشتركة في حال حدوثه سيؤكد خبرة 4 عقود من التوتر بين الولايات المتحدة وإيران منذ وقوع الثورة الإسلامية عام 1979 .
ويعد الأتفاق النووي الذي تم التوصل إليه عام 2015 الأستثناء النادر في علاقات الدولتيين قبل أعادة أنسحاب واشنطن منه عام 2018 الأمور الى نصابها التاريخي العدائي التقليدي .
في الوقت ذاته يجمع الجمهوريون وصقور السياسة الخارجية الأميركية على أنه إذا أبقت بلادهم العقوبات فترة أطول قليلاً وجعلتها أشد قليلاً فإن إيران ستستسلم .
في حين يرد أنصار فكرة التوصل لأتفاق جديد مع إيران بالقول إن إيران لم تستسلم تحت إستراتيجية الضغط القصوى في عهد ترامب ولن تستسلم بموجب عقوبات ( الرئيس الأميركي جو بايدن ) في حال فرضها .
تأتي المقترحات الإيرانية حتى الآن تطبيقاً لمبدأ ( تقديم القليل مقابل المزيد ) حيث عرضت طهران ألتزاماً أقل بالأتفاق مقابل تخفيف العقوبات التي تتجاوز خطة العمل الشاملة المشتركة ولكن لا يمكنك التفاوض من هذه النقطة كما تقول الخبيرة في الشؤون الإيرانية باربرا سلافين .لا أعتقد أن أميركا سوف تتقبل فكرة رفع العقوبات أذا لم تقبل إيران بالألتزام بالأتفاقيات المعقوده بينهم حول برنامج إيران النووي الذي ترى أميركا أنه يسبب خطر كبير عليها وعلى أصدقائها في الشرق الأوسط والتي تكون علاقتهم متوترة مع طهران . والخوف من وصول إيران إلى صناعة القنبلة الذرية التي تسعى لصاعنتها منذ سنوات طوال والتي تشكل التهديد الأكبر بالنسبة لأميركا وأصدقائها في حالة صنعت إيران القنبلة الذرية لن تستطيع بعدها السيطرة عليها أبداً . وترى إيران أن أستمرار العقوبات يضعها بموضع صعب ويسبب أنهيار كبير لأقتصادها المتهالك .
لذا لايجب على إيران أختراق الأتفاقيات حتى لا تتضرر أكثر فالأقتصاد هو سلاح الدولة الاول وشريانها الأبهر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صاروخ باليستي روسي يستهدف ميناء أوديسا


.. ما فاعلية سلاح الصواريخ والهاون التي تستخدمه القسام في قصف م




.. مراسل الجزيرة يرصد آثار القصف الإسرائيلي على منزل في حي الشي


.. خفر السواحل الصيني يطارد سفينة فلبينية في منطقة بحرية متنازع




.. كيف استغل ترمب الاحتجاجات الجامعية الأميركية؟