الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة الإله كنكو

طلال حسن عبد الرحمن

2022 / 4 / 21
الادب والفن


مسرحية للفتيان







ثورة الإله كنكو





طلال حسن




شخصيات المسرحية
...........................
1 ـ الأب
2 ـ الأم
3 ـ الجدة
4 ـ ساريا
5 ـ ادينام
6 ـ آنو .. إله السماء
7 ـ اينكي
8 ـ انليل .. إله الأرض
9 ـ تيامة .. الوالدة الجهنمية
10 ـ كالكال .. خادم انليل
11 ـ نوسكو .. خادم انليل
12 ـ كنكو .. الإله الثائر
13 ـ فلاحون









حوار بين السيد والعبد
السيد : لقد قررتُ الثورة .
العبد : افعل يا سيدي ، افعل ، إن لم تبدأ
بالثورة فماذا يبقى من صفاتك ؟ من
سيعطيك شيئاً تسد به جوعك ؟

















أمام بيت ساريا ، الجدة
والأم ، الأم تبدو قلقة

الأم : " تتلفت " تأخرت ساريا ، تأخرت ، آه .
الجدة : لا داعي للقلق ، لابدّ أنها تتجول في
الجوار .
الأم : إنه العصر تقريباً ، وقد يأتي أبوها في
أية لحظة .
الجدة : ليأتِ ، الوقتُ مازال مبكراً .
الأم : أنتِ تعرفينه ، وخاصة في ما يتعلق
بساريا .
الجدة : لا عليكِ ، دعي الأمر لي .
الأم : " يزداد قلقها " يا للإله انليل ، هاهو أبو
ساريا قد أتى .

يدخل أبو ساريا متجهماً ،
الجدة والأم تنظران إليه

الأب : ساريا أ إبنتنا ، ليست هنا .
الأم : " مضطربة " إنها .. إنها ..
الجدة : لا عليك ، ستأتي بعد قليل .
الأب : لمحتها من بعيد ، تقف معه .
الأم : من ؟ ادينام !
الأب : نعم ، ادينام نفسه .
الأم : الويل لها ، لقد نهيتها عن ..
الجدة : وماذا في الأمر ؟ ادينام شاب مستقيم .
الأب : " بشيء من المرارة " مستقيم جداً ،
حتى أنه طرد من معبد الإله انليل .
الجدة : لم يطرد من المعبد لأنه سرق أو نهب ،
أو ..
الأب : " بمرارة " بل لأنه تصدى للكاهن
الأعظم ، كاهن الإله انليل ، مدافعاً عن
كنكو .
الجدة : لا بأس ، فالإله انليل شيء ، والكاهن
شيء آخر .
الأب : أمي ..
الجدة : هذا رأيي ، نعم ، رأيي .
الأب : أنتِ ، يا أمي ، ترددين ما يقوله ادينام ،
وهذا يشجع ابنتي ساريا على التمرد ،
والعصيان .
الجدة : لن تعصاك إذا أصغيت إليها ، وتفهمت
موقفها .
الأب : إنها مازالت صغيرة ، وأنا أدرى
بمصلحتها .
الجدة : مصلحتها ليست في إجبارها على
الابتعاد عن ادينام .
الأب : " منفعلاً " سأسجنها في البيت ، وأمنعها
من الخروج ، إذا حاولت اللقاء به مرة
أخرى .
الجدة : أنت تتحدث وكأن أمك غير موجودة .
الأم : أيتها الجدة ، إنه لا يقصد ..
الأب : عفواً أمي .
الجدة : لم أعد تلك الأم ، منذ أن قتل أبوك .
الأب : أه ، يا أمي .
الجدة : " تنظر إليه " ....
الأب : يبدو أنك لا تدرين بالضبط ما يدور
حولنا.
الأم : " تتمتم " انليل .
الجدة : ما الأمر ، يا بنيّ ؟ صارحني .
الأب : أخشى أن من قتل أبي قد يقتلني .
الأم : يا ويلي .
الجدة : كفى ، لا تولولي " للأب " هل استدعاك
ثانية ؟
الأب : بل قد يأتي إلى هنا اليوم .
الجدة : سحقاً له .
الأم : توسل إليه ، ارجوه ، لعله يرق ، و ..
الأب : لا خيار ، يريدني أن أغادر الأرض ،
أو أصير عبداً له .
الأم : يا ويلي .
الجدة : بنيّ ، كن رجلاً مثل أبيك ، ولا تستسلم
لإرادته .
الأم : " محتجة " أيتها الجدة ..
الجدة : اسكتي أنتِ ، إنني أكلم ابني .
الأم : إنه زوجي ، أبو ابنتي ساريا ، وأنا لا
أريد أن أفقده ، كما فقدتِ أنتِ ..
الأب : " منفعلاً " كفى .
الأم : " تلوذ بالصمت " ....
الجدة : " تتأفف منزعجة " ....

الأب يسير منفعلاً ،
ويدلف إلى الداخل

الأم : ليتكِ تكفين عن تحريضه ، يكفي ما
يردده ادينام .
الجدة : ادينام رجل ، رجل شجاع ، يتصدى
للظلم ، مهما كان مصدره .
الأم : سينتهي ادينام ، كما انتهى غيره ، إذا
استمر على هذا الطريق ، فالملك نفسه
مع التجار والمرابين وأصحاب
الأراضي .
الجدة : وإذا رضخنا سنخسر أرضنا ، أو نكون
عبيداً مدى الحياة .
الأم : أيتها الجدة ، أنا امرأة ، وأنتِ أيضاً
امرأة ، لندع هذا الأمر للرجال .
الجدة : عشتار أيضاً امرأة .
الأم : عشتار إلهة .
الجدة : وأنا إنسانة ، وهذه الأرض أرضنا ،
وسندافع عنها حتى النهاية .
الأم : " تنظر إلى الخارج " تلك هي المقاتلة
الأخرى .
الجدة : ساريا ؟
الأم : هاهي قادمة .
الجدة : " تنظر حيث تنظر الأم " إنها هي ،
تبدو مهمومة ، إياكِ أن تعنفيها .
الأم : سأدخل ، وأترك الأمر لكِ .
الجدة : هذا أفضل .
الأم : " تدلف إلى الدار " ....

تدخل ساريا حزينة ،
وتقترب من الجدة

الجدة : ساريا ، بنيتي العزيزة .
ساريا : " ترتمي على صدرها " جدتي .
الجدة : هوني عليكِ ، أنتِ شابة .
ساريا : ادينام ...
الجدة : يا له من .. ادينام .
ساريا : أبي لا يحبه .
الجدة : سيحبه مادمتِ تحبينه .
ساريا : جدتي ..
الجدة : لكن لنصبر قليلاً ، فأبوك يواجه الآن
ضغوطاً كبيرة .
ساريا : أنتِ تعرفين ادينام ، إنه .. إنه ..
الجدة : أعرف ، أعرف " لكن أباكِ يخاف
عليكِ .
ساريا : حدثيه أنتِ ، يا جدتي ، إنه يصغي إليكِ،
وقلما يعارضكِ .
الجدة : إنني أحدثه ، وسأحدثه دائماً ، انتظري
قليلاً ، إنه يحبكِ ، فأنتِ .. ساريا .


ادينام يدخل راكضاً ، الجدة
وساريا تنظران إليه مندهشتين

ساريا : ادينام ؟
الجدة : أنتَ !
ادينام : اسمعا ..
ساريا : يا إلهي ، أبي في الداخل .
الجدة : وهو غاضب منكَ ، أسرع بالذهاب من
هنا ؟
ادينام : بوم قادم ..
ساريا : بوم !
ادينام : ومعه عدد من أعوانه .
الجدة : ياللإله انليل " تتجه إلى الداخل "
فلأسرع ، وأحذر أباك " تدخل الدار ".
ساريا : " خائفة " ادينام .
ادينام : لا تخافي ، لا تخافي .
ساريا : قد يؤذون أبي .
ادينام : لن يتورعوا عن شيء ، إنهم وحوش ،
لكن اطمئني ، سأبقى معكم .
ساريا : كلا ، ادينام ..
ادينام : ساريا ..
ساريا : اذهب أنت ، اذهب .
ادينام : دعيني أبقَ ..
ساريا : كلا ، كلا ، فبقاؤك قد يزيد الطين بلة ،
إن أبي ما زال غاضباً منك .
ادينام : " متردداً " ساريا ، لا أستطيع أن
أذهب.
ساريا : اذهب أرجوك " تدفعه برفق " اذهب
اذهب .
ادينام : ساريا ، يشق عليّ أن أذهب وأترككم
لهؤلاء الوحوش .
ساريا : اذهب يا أدينام ، اذهب " تتلفت "
اذهب" تدفعه إلى الخارج " اذهب أبي
قادم .

ادينام يخرج ، يدخل
الأب والأم والجدة

الأم : تمالك نفسك ، إنهم وحوش .
الأب : " يهز رأسه ساهماً " ....
الجدة : بنيّ ، لا تضعف أمامهم ، أنت رجل
وصاحب حق .
الأب : " يهز رأسه ساهماً " ....
الأم : الأحسن أن تتروى ، وتتذكر ما فعلوه
بأبيك ورفاقه .
الأب : " يهز رأسه ساهماً " ....
الجدة : كن مثل أبيك ، نحن أحرار ، وليس
عبيداً .
الأب : مهلاً ، مهلاً ..
الجدة : بنيّ ..
الأم : عزيزي ..
الأب : تمهلا ، ليأتوا أولاً ، ولكل حادث حديث.
الأم : " تلوذ بالصمت " ....
الجدة : " تتوقف صامتة " ....
ساريا : " تقترب منه مترددة " أبي ..
الأب : " ينظر إليها " ساريا .
ساريا : سيأتون وعلى رأسهم ابوم .
الأب : الأفضل أن تبتعدي من هنا ، لا أريد أن
تقع عيونهم عليك ِ .
ساريا : " تتراجع مترددة " أبي ، أبي .
الأم : تعالي يا ابنتي " تأخذ بيدها " وادخلي
إلى الدار .
ساريا : " تنظر إلى الجدة " ....
الجدة : أدخلي يا ابنتي ، إنهم وحوش .
ساريا : " تدخل الدار " ....
الأم : " تغلق الباب " ....
الجدة : تنظر إلى الخارج " أسمع وقع حوافر
خيول ، أظنهم قادمون .
الأب : " ينظر حيث تنظر الجدة " نعم ، إنهم
هم .
الجدة : " ما زالت تنظر " الوحوش ، ها هم
على خيولهم ، يتقدمهم سيدهم اللعين ..
ابوم .
الأم : أيها الإله انليل " تسرع عائدة " إنهم
الوحوش .
الأب : اهدئي ، و الزمي الصمت .
الأم : انظر إليهم ، إنهم ..
الجدة : كفى ، أسكتي .
الأب : " ينظر إلى الخارج ، ويهز رأسه " ....
الجدة : ها هم يترجلون عن خيولهم ..
الأم : " تتمتم خائفة " انليل .
الجدة : إنهم قادمون ، الويل لهم .

يدخل ابوم ، وحوله
ثلاثة من أعوانه

ابوم : انتظرتكَ البارحة ، لكنك لم تأتِ في
الموعد المحدد .
الأب : لستُ وحدي ، على ما أعتقد ، من لم
يأتِ في ذلك الموعد .
ابوم : البعض أتى .
الأب : وعادوا خائبين .
ابوم : من يدفع ما استحق عليه ، لا يعود
خائباً.
الأب : لا أحد ، في ما أعرف ، لديه ما يدفعه .
ابوم : تحدث عن نفسك ، أنت مدين لي إيجار
عامين ، وقد آن أن تدفع .
الأب : أنت ترى ، إن الموسمين الأخيرين لا
يغطيان ما صرف عليهما .
ابوم : هذا ليس شأني ، القانون يقول أن تدفع .
الأب : سأدفع إذا أمهلتني إلى العام القادم .
ابوم : لن أمهلك ، أو أمهل غيرك ، سوى
ثلاثة أيام ، وإلا فإن القانون واضح .
الجدة : بئس هذا القانون .
ابوم : تغادر هذه الأرض ، أو ..
الجدة : " تصرخ في وجهه " لن نكون عبيداً
لك.
ابوم : غادروا الأرض إذن .
الأم : نغادر ! إلى أين ؟ لقد ولدنا على هذه
الأرض ، وعشنا فيها ، ولا مكان لنا
غيرها في العالم .
ابوم : هذا ليس شأني ، القانون يقول ، إما أن
تغادروا ، أو ..
الجدة : " بغضب لن نغادر ..
الأب : " يحاول تهدئتها " أمي ..
الجدة : سنبقى هنا ، وافعل ما بدا لك .
الجدة : " منفعلة " أيها المجرم ..
الأب : " يحاول تهدئتها ثانية " أمي ، أرجوك..
الجدة : " منفعلة " أيها القاتل ..
ابوم : " ينقض عليها " أغلقي فمك "
يضربها" القذر .
الجدة : " تتهاوى على الأرض " آ آ آ ي .
الأب : " ينحني عليها " أمي ، أمي .
الأم : " تحاول إسناد الجدة " ....
الجدة : " للأب " لو كان أبوك على قيد الحياة ..
ابوم : سأقتلك كما قتلته .
الأب : " يعتدل " أيها المجرم ..
الأم : " تمد يديها إليه " لا ..
الأب : " يتقدم من ابوم " إنها امرأة عجوز ..
الأم : " تعتدل " لا .. لا ..
ابوم : " يتراجع نحو أعوانه " أمهلك ثلاثة
أيام، ثلاثة أيام فقط .
الأب : أيها الجلف .. المتوحش .
ابوم : " يصيح " توقف .
الأب : ليس قبل أن تدفع الثمن .
ابوم : " لأتباعه " أوقفوه .
الأم : " تقف بين الأب والأتباع " لا ، لا ،
دعوه .
الأول : " يبعد الأم " ابتعدي أنتِ .
الأم : " تتهاوى على الأرض " آ آ ي .
الثاني : " يضربه بشدة " خذ ، خذ .
الأب : " يتداعى متألماً " آ آ ي .
الثالث : " يضربه بشدة " خذ ، خذ ، خذ .
الأب : " يسقط على الأرض " آآ ه .
ابوم : كفى .
الأعوان الثلاثة: " يتوقفون " ....
ابوم : تعالوا ، هذا يكفيه اليوم .
الأعوان الثلاثة: " يتراجعون " ....
ابوم : وإذا شوهدت بعدها هنا ، فلن تبقى على
قيد الحياة " يتجه إلى الخارج " هيا ،
اتبعوني .

ابوم وأعوانه يخرجون ، الأم
والجدة تسرعان إلى الأب

الأم : " تنحني عليه باكية " يا ويلي ، قتلوه .
الجدة : كفى ولولة " تنحني عليه " حمداً للآلهة،
إنه حيّ .
الأم : " تحدق فيه " حيّ !
الجدة : وسيبقى حياً ، ويتصدى لهم ، مثل أبيه .
الأم : حقاً ، إنه حيّ ، يا ويلي عليه ، لقد
أشبعوه ضرباً .
الأب : " يئن متألماً " آآآآآ .
الجدة : من الأفضل أن نأخذه إلى الداخل ،
ونرقده في فراشه .
الأم : نعم ، هيا ننهضه .
الجدة : " تطوقه بذراعيها " هيا ، ساعديني .
الأم : " تطوقه هي الأخرى " هيا ، إنه خفيف
كالريشة .
الأب : " يحاول النهوض متألماً " آه .
الأم : تماسك يا عزيزي ، سنأخذك إلى
الداخل، لعلك ترتاح .
الجدة : أنتَ رجل ، ولن يهزمكَ أولئك الجبناء .
الأب : " يسير مستنداً عليهما " أريد أن ..
أتمدد في .. فراشي .

الجدة والأم تسيران به
ببطء ، وتدخلان معه الدار

صوت ساريا : " من الداخل " أبي .
الجدة : تمالكي نفسكِ ، يا بنيّ .
ساريا : " بصوت باك " أبي ، أبي .
الجدة : أبوكِ بخير ، اطمئني .
ساريا : " تبكي " أبي ، آه .
الأم : أبوكِ متعب ، ويريد أن يرتاح ، اذهبي
أنتِ إلى الخارج .
الجدة : هيا ، يا بنيتي ، اذهبي ، اذهبي .

تخرج ساريا من الدار ،
وهي تشهق ، وتكفكف دموعها

ساريا : الوحوش ، كادوا يقتلونه ، إنهم لا
يتورعون عن شيء ، ألم يقتلوا جدي
ورفاقه ؟ آه ، الويل لابوم الجشع ، ليت
انليل يمحقه ، ويغيبه في العالم السفلي ،
فلا يأكل غير التراب ، وربما لن يشبع
أيضاً " تسكت وهي تكفكف دموعها "
ترى أين ادينام الآن ؟
ادينام : " يدخل " إنني هنا .
ساريا : ادينام !
ادينام : نعم ، ادينام ، وادينام دائماً .
ساريا : حمداً للألهة ، لقد ولوا .
ادينام : لتلعنهم الآلهة ، أولئك الوحوش .
ساريا : لكَ أن تفرح ، يا عزيزي ، لقد ابتعدت
في الوقت المناسب .
ادينام : بل إنني خجل ، يا ساريا .
ساريا : إنني أعرفكَ ، كنت ستتدخل ، وتخوض
معركة حامية .
ادينام : نعم ، كان عليّ أن أبقى ، وأدافع عن
أبيكِ .
ساريا : لو بقيتَ لقتلوكَ ، أولئك الوحوش ، أو
زجوكَ في غياهب السجن .
ادينام : لم أكن لأمكنهم من ذلك ، إنني ادينام .
ساريا : " تتلفت خائفة " ادينام .
أدينام : لا تخافي ، إنني معكِ .
ساريا : هذا يخيفني أكثر ، فأنا لا أريد أن أفقدكَ.
ادينام : ساريا " يمسك يديها " كوني مثل جدكِ .
ساريا : جدي قتل ، أنا أريد أن أعيش ، أعيش
معكَ .
ادينام : سنعيش معاً ، يا ساريا ، ثقي بي .
ساريا : كلي ثقة " تسحب يديها " ادينام أصغ ِ .
ادينام : " يصغي " ....
ساريا : أحدهم قادم .
ادينام : إنهم أكثر من واحد .
ساريا : لعلهم من أعوان ابوم .
ادينام : من يدري ، فهو وأعوانه يجوبون
الحقول في هذه المنطقة .
ساريا : اذهب إذن ، اذهب .
ادينام : كلا ، لن أذهب ، وأدعكِ وحدكِ .
ساريا : اذهب ، يا ادينام " تدفعه برفق "
واختف ِ في مكان قريب .
ادينام : لن أبتعد " يتراجع ببطء " وسأعود
سريعاً ، إذا تعرضت لأي خطر .
ساريا : " تدفعه " اذهب ، وسأذهب بدوري "
تتجه نحو الباب " وأدخل الدار .
ادينام : " يخرج مسرعاً " ....

ساريا عند الباب ،
يدخل ثلاثة فلاحين

الأول : ساريا .
ساريا : " تتوقف " ....
الثاني : تمهلي ، يا بنيتي .
ساريا : " تلتفت " ....
الثالث : لسنا من أعوان ابوم .
ساريا : عفواً " تقترب منهم " أهلاً بكم ،
ومرحباً .
الثاني : بلغنا أن ابوم ، كان عندكم قبل قليل .
ساريا : نعم ، وكان معه ثلاثة من أعوانه .
الثالث : طمئنينا يا ابنتي ، قيل أنهم تعرضوا
لأبيك أيضاً .
ساريا : بل ضربوه ضرباً مبرحاً ، حتى أوشك
على الهلاك .
الثاني : أولئك الوحوش ، هذا ديدنهم .
الأول : أبوك ليس الضحية الوحيدة ، فهم
يدورون في المنطقة ، منذرين
الفلاحين جميعاً ، ويتعرضون لبعضهم
بالإهانة والضرب .
الثالث : لقد أنذرونا جميعاً ، إما أن ندفع ، أو
نصير عبيداً .
الثاني : يا للمحنة ، لا نعرف ماذا نفعل ، ونحن
لم نعد نملك ما نسد به رمقنا .

يدخل شابان مسرعين ،
ويقفان أمام الجدة

الأول : أيتها الجدة ..
الجدة : اطمئنا ، ما زلنا واقفين على أقدامنا .
الثاني : " لساريا " علمنا أنهم ضربوا أباك .
ساريا : وكادوا يقتلونه .
الجدة : لا عليكما ، إنه بخير .
الثاني : المجرمون ، الوحوش .
الفلاح الأول : لتنتقم الآلهة منهم .
الأول : هذه مهمتنا ، وليس مهمة الآلهة .
الفلاح الثاني : بني ، لا تجدّف .
الأول : إنها حياتنا ، ودفاعنا عنها ، ليس تجديفاً.
الثاني : ابوم ، هذا المرابي الجشع ، يسلب منا
حياتنا ، سأقضي عليه .
الأول : نعم ، هذا حق ، وأنا معك ، الموت
لابوم .
الفلاح الثاني : مهلاً ، مهلاً يا ولديّ ، أنتما شابان
مندفعان ، هذا الطريق محفوف
بالمخاطر والهلاك ، ولن ينهي المحنة
، التي نواجهها .
الجدة : ما العمل إذن ؟

يقبل ادينام ببطء،
الجميع يتطلعون إليه

الشاب الأول : جاء ادينام .
الشاب الثاني : نعم ، إنه هو .
الجدة : هذا الشاب يعجبني .
ساريا : جدتي .
الجدة : إنه ادينام .
ساريا : أخشى أن يأتي أبي .
الجدة : لا تخشي شيئاً يا بنيتي ، ما دمت معكِ .
الشاب الثاني : لعل الحل عند ادينام .
الفلاح الأول : ليحل إشكالاته مع كاهن معبد الإله انليل
أولاً .
الشاب الأول : لقد حلها ، ولم تعد له إشكالات مع
الكاهن .
الفلاح الأول : نعم ، فقد طرد من المعبد .
الجدة : رفض أن يكون عبداً .
الفلاح الثالث : بل جدّف ، وأشاد بكنكو .
الجدة : صمتاً ، ها هو ادينام ، فلنسمعه .

يقترب ادينام ، ويقترب بعده
عدد من الفلاحين
ادينام : سمعتكم تتكلمون مهمومين ، فجئت
أشارككم همكم .
ساريا : أرجوك ادينام ، أبي في الداخل .
ادينام : نحن هنا من أجل أبيكِ ، و ..
الجدة : بل من أجل الجميع .
ادينام : نعم ، فالمحنة محنتنا جميعاً ، ولكي نجد
لها حلاً ، علينا أن نتكلم .
الفلاح الأول : الأمر واضح ، إما أن نغادر ، أو ..
الجدة : لن نكون عبيداً .
الفلاح الأول : علينا أن نغادر إذن .
الشاب الأول : كلا .
الشاب الثاني : لن نغادر .
الفلاح الثاني : ما العمل إذن ؟
الفلاح الثالث : لا خيار أمامنا إلا المغادرة أو العبودية .
ادينام : بل هناك خيار آخر .
الجميع : " يتطلعون إليه صامتين " ....
الجدة : ادينام ، نحن نصغي إليك ، تكلم .
الفلاح الأول : كلا ، الكلام ليس لمن طرد من المعبد ،
بل لنا نحن .
الشاب الأول : الكلام للجميع ، والمهم أن نتفق على
مناهضة الظلم .
الشاب الثاني : الظلم ظلم ، ولن نسكت عليه ، حتى لو
صدر من معبد الإله انليل نفسه .
الفلاح الأول : هذا كفر وتجديف .
الفلاح الثاني : للمعبد حرمته ، وكذلك للكهنة والآلهة ،
وفي مقدمتهم الإله انليل .
ادينام : مهلاً ، أنصتوا من فضلكم " يصمت
حتى يسود الهدوء " الإله انليل نفسه
رفض الظلم ..
الجدة : المجد للإله انليل .
الشاب الثاني : إذا لم تقف الآلهة نفسها مع الحق ..
الفلاح الثالث : أغلق فمكَ ، كفاكَ تجديفاً .
ادينام : رفض الظلم ، الذي رفضته الآلهة
الصغار ، الإيكيكي .
الفلاح الأول : نعرف هذه الحكاية ، فالكاهن الأعظم
يرويها لنا دائماً ، في معبد الإله انليل .
الفلاح الثاني : شكا الآلهة الإيكيكي ما يعانونه من مشقة
وتعب ، إلى الإله انليل ، فأنصفهم .
الشاب الأول : فخلقنا نحن لنأخذ دورهم في المشقة
والتعب .
الفلاح الثالث : ليكن ، فهذه هي مشيئة الإله انليل .
ادينام : الكاهن الأعظم لم يرو ِ الحكاية كاملة.
الفلاح الثاني : نحن نتفق مع الكاهن الأعظم ، وما رواه
يكفينا .
ادينام : مادمنا نستطيع أن نعرف الحكاية كاملة،
فلماذا لا نعرفها ؟ " صمت " إذن علينا
أن نعرفها .
الشاب الأول : اروها لنا ، كاملة .
ادينام : لو ذهبتم الآن إلى ابوم ، وطلبتم منه أن
يبقيكم في أراضيكم ، ماذا ترونه فاعلاً؟
الشاب الأول : يطردنا طبعاً .
الفلاح الأول : لن يطردنا إذا دفعنا له ما علينا .
الشاب الثاني : وإذا لم نستطع ؟ ونحن لا نستطيع .
الفلاح الثاني : سيطردنا أو يستعبدنا .
ادينام : أو ..
الجدة : أو !
ادينام : حسن ، اسمعوا حكاية الآلهة الإيكيكي
كاملة .


الجميع يصغون إلى ادينام ،
يدخل الأب مستنداً إلى الأم

ساريا : " هامسة " ادينام ، أبي .
ادينام : " يتطلع إلى الأب " ....
الجميع : " يقفون صامتين " ....
ساريا : تقترب من أبيها " أبي .
الأب : " يبقى صامتاً متجهماً " ....
ادينام : " ينظر إليها " ....
الجدة : تكلم يا بنيّ .
ادينام : " يتطلع إلى الأب " ....
الأب : تكلم نحن نصغي إليكَ .
ساريا : " تشد على ذراع أبيها فرحة " شكراً يا
أبي ، شكراً ، شكراً .
ادينام : أشكرك يا سيدي ، أشكرك " يخاطب
الفلاحين ، والآن أصغوا إلى حكاية
الايكيكي كاملة ، لعلكم تتوصلون إلى
الحل .

اظلام تدريجي ، يسلط
الضوء على ادينام وحده

ادينام : بعد أن انتصر الإله مردوخ على تيامة ،
وشطرها إلى شطرين ، ففصل الأرض
عن السماء ، تقاسم انوناكي الآلهة
السبعة العظام مهام الكون ، فصعد آنو
إلى السماء ، ونزل اينكي إلى ابسو ،
وصار انليل اله الأرض ، وحاجبهم
نينورتا ، وعمدتهم ايننكي ، ثم خلدوا
جميعاً إلى الراحة ، وجعلوا الآلهة
الايكيكي تنوء بمشقة العمل في الأرض
، حتى راحوا يشكون ويتذمرون ،
ويبحثون عن حل لمشكلتهم المستعصية.

تخفت الأضواء تدريجياً ،
إظلام


يضاء حقل ، يعمل فيه
ثلاثة من آلهة الايكيكي

الأول : " يتوقف " ....
الثاني : " يرفع رأسه " العمل لم ينتهِ بعد .
الثالث : " يلقي فأسه " لقد تعبت .
الثاني : ارتاحا قليلاً .
الأول : لن نرتاح ما دمنا نعمل ليل نهار ، في
هذه الحقول .
الثالث : هذه ليست عدالة ، الآلهة الأخرى ترقد
مرتاحة على أسرتها ، ونحن نكدح
طول الوقت .
الثاني : لا داعي للتذمر ، هذا قدرنا .
الثالث : تعساً لهذا القدر .
الثاني : تمالك نفسك ، أنت تجدّف .
الأول : لنغير قدرنا ، نحن أيضاً آلهة .
الثاني : هذا كلام كنكو .
الأول : وهو الحق .
الثاني : ليتكما تترويان ، فكنكو يقود نفسه ،
ومن معه ، إلى الهاوية .
الأول : منذ أربعين سنة ونحن نكدح ، كفى ،
يجب أن نضع حداً لهذه المعاناة .
الثالث : مهلاً ، مهلاً ، ها هو كنكو قادم ، ومعه
أتباعه .

يدخل كنكو ، وخلفه أتباعه ،
الآلهة الثلاثة يتطلعون إليه

كنكو : سلاماً أيها المذلون المهانون .
الثالث : سلاماً .
الأول : سلاماً كنكو .
الثاني : " لا يرد " ....
كنكو : سلاماً أيها المتعبون .
الثاني : تعبنا مثمر ، فهو يحيي الأرض ، ويزيد
الخير فيها .
الأول : ليهنأ الآلهة السبعة ، ويتمتعوا بالكسل
والبطالة والنوم .
الثاني : إنهم آلهة عظام ، خلقوا السماء والأرض
، وما فيها من أحياء ، ومن حقهم أن
يرتاحوا .
الأول : نحن أيضاً آلهة ، لكننا نكدح منذ أربعين
سنة ، وننوء بمشقة العمل ، ونعاني من
التعب .
الثاني : إنني معكم ، نحن متعبون ، دعونا
نواجه الحاجب ، الإله نينورتا .
الثالث : حسن ، لنواجه الأله نينورتا ، ونرجوه ،
لعله يخفف ..
الأول : " محتداً " لنهدده ، ونثير الخوف في
قلبه ، وهو في بيته .
الثاني : ماذا ! هذا جنون .
الأول : " محتداً " بل نقتله ، ونحطم النير ،
الذي يستعبدنا ليل نهار .
الثاني : كفى .
الثالث : كنكو ، تكلم .
كنكو : لن نذهب إلى الحاجب نينورتا ..
الجميع : " يتطلعون إليه مترقبين " ...
كنكو : بل نذهب إلى انليل نفسه .
الثالث : ماذا ؟
الثاني : الإله انليل !
الأول : " مبهوراً " آه ، كنكو .
إله 1 : نعم ، لنذهب إلى انليل .
إله2 : لسنا عبيداً .
إله3 : نحن آلهة .
كنكو : فلنحرق أدوات عبوديتنا إذن ، ونذهب
إلى الإله انليل .

الآلهة يحرقون أدواتهم ،
ويخرجون وراء كنكو
إظلام

أمام بيت ساريا
الجميع يحيطون بادينام
ادينام : وأشعل الآلهة الإيكيكي النار في
أدواتهم، ورفعوها عالياً ، ثم ساروا
وراء كنكو ، نحو معبد الإله انليل ،
وعند منتصف الليل ، أحاطوا بالمعبد ،
وكان الإله انليل يغط في فراشه الوثير،
وأفاق كالكال على أصوات الإيكيكي
الهائجة ، وقد أصابه الذعر .

يسكت ادينام
تخفت الأضواء تدريجياً
إظلام

معبد الإله انليل
كالكال يبدو مذعوراً

كالكال : يا ويلي ، ماذا يجري ؟ أسمع أصواتاً
غاضبة ، أهم الإيكيكي ؟ لا يمكن ،
الإيكيكي آلهة صغار هادئون ، فلأصغِ
جيداً ، " يصغي مذعوراً "
صوت : كفى ظلماً .
صوت : العمل يكاد يقتلنا .
كالكال : يا للعجب ، يبدو أنهم الإيكيكي .
صوت : لسنا عبيداً .
صوت : نحن آلهة أيضاً .
كالكال : يا للآلهة ، إنهم الإيكيكي فعلاً .
صوت : افتحوا الباب .
صوت : اخرجوا إلينا .
صوت : هيا ، هيا ، افتحوا الباب .
كالكال : " يبتعد عن الباب مذعوراً : فلأوقظ
نوسكو " يصيح " نوسكو ، نوسكو .

يدخل نوسكو مذعوراً ،
ويقترب من كالكال

نوسكو : كالكال ، ما الأمر ؟
كالكال : إنهم الإكيكي .
نوسكو : الإيكيكي !
كالكال : يحاصرون المعبد ، وقد أشعلوا النار في
أدواتهم .
نوسكو : يا للآلهة السبعة العظام ، هذه سابقة
خطيرة .
كالكال : الأفضل ، والحالة هذه ، أن نوقظ سيدنا
انليل .
نوسكو : لا ، إنه يرقد مرتاحاً ، وأخشى أن
يغضب إذا أيقظناه .
كالكال : لكنهم قد يقتحمون المعبد ، ويحرقون كل
شيء فيه .
صوت : لن نبقى عبيداً .
صوت : العمل يكاد يقتلنا .
صوت : افتحوا الباب .
كالكال : اسمعهم ، إنهم هائجون ، وقد يقتحمون
علينا المعبد .
نوسكو : هؤلاء الحمقى ، ماذا دهاهم ؟ ازلج
الباب بسرعة ، ازلجه .
كالكال : " يسرع ويزلج الباب " إنهم يزدادون
هياجاً .
نوسكو : صبراً ، فلننتظر ، لعلهم يملون ،
ويعودون من حيث أتوا .
صمت : ارفعوا الشقاء عنا .
صوت : نحن أيضاً آلهة .
صوت : كفى تمييزاً ، نحن آلهة مثلكم .
صوت : أفتوا الباب ، افتحوا الباب .

يدخل انليل متثائباً ،
كالكال ونوسكو عند الباب
انليل : أسمع ضجيجاً وهتافاً ، ما الأمر ؟
كالكال : سيدي ، إنهم الإيكيكي .
انليل : الإيكيكي ! كل ظني أنهم في فرشهم ،
يرقدون بعد عمل النهار .
نوسكو : لا يا سيدي ، إنهم عند الباب ، وهم
غاضبون على ما يبدو .
انليل : سأعاقب من أغضبهم ، هذا لا يجوز ،
الإيكيكي آلهة أيضاً .
كالكال : سيدي ، لقد أعلنوا الحرب .
انليل : ماذا ! هذا جنون .
كالكال : وهم يحاصرون المعبد .
انليل : يا للحمقى ، يحاصرون المعبد ؟ ليكن ،
سأبيدهم .
نوسكو : سيدي ..
انليل : أنا خلقت هؤلاء الحمقى ، وأنا سأميتهم .
نوسكو : عفواً سيدي ، لكنهم أبناؤكَ .
انليل : سأميتهم جميعاً ، فأنا لا أريد أبناء
حمقى، عاقين .
نوسكو : أنت كبير الآلهة ، ومعكَ الآلهة العظام ،
ويمكن معالجة أمر الإيكيكي بالحسنى .
انليل : لكنهم تجاوزوا كل حد ، إنهم يحاصرون
معبدي .
نوسكو : مهما يكن يا سيدي ، فإنهم أبناؤكَ .
انليل : " يصمت مغالباً غضبه " ....
نوسكو : سيدي ..
انليل : إنني غاضب الآن ، ولا أريد أن أتخذ
قراراً ، قد أندم عليه في ما بعد .
صوت : ارفعوا عنا مشاق العمل .
صوت : نكاد نموت .
صوت : ارحمونا .
نوسكو : اسمعهم يا سيدي ، اسمع أبناءك ،وارأف
بحالهم .
انليل : لن أتخذ قراراً ، سأشركُ الآلهة الأخرى
في تقرير مصيرهم .
كالكال : ونعم الرأي ، يا سيدي .
نوسكو : هذا هو الصواب ، يا سيدي .
انليل : يعلنون الحرب ؟ سيدفع المذنب الثمن
غالياً .
نوسكو : " يلوذ بالصمت " ....
انليل : " يصيح " آنو .
آنو : " يحضر " انليل !
انليل : " يصيح ثانية " اينكي .
اينكي : " يحضر " انليل ؟ آنو !
آنو : أنتَ ناديتنا ..
اينكي : لابد أن الأمر هام وعاجل ، يا انليل .
انليل : " يشير إلى الخارج " اصغيا .
آنو واينكي : " يصغيان بإهتمام " ....
صوت : كفى ظلماً .
صوت : ارفعوا شقاء العمل عنا .
صوت : افتحوا الباب ، افتحوا الباب .
اينكي : يا للعجب ، ماذا يجري ؟
انليل : إنهم الإيكيكي .
آنو : الإيكيكي !
انليل : لقد أعلنوا الحرب ،وهم يحاصرون
معبدي .
آنو : يا للجنون .
انليل : ماذا ترون ؟ هل أخوض حرباً ضدهم ،
وأبيدهم ؟
اينكي : مهلاً ، مهلاً .
انليل : لعل ما يفعلونه الآن موجهاً ضدي .
آنو : لنعرف أولاً لماذا أعلنوا الحرب .
اينكي : نعم ، ولماذا يحاصرون معبدكَ ؟
انليل : أنتما تسمعانهم يهتفون .
آنو : ليخرج نوسكو إليهم ، ويقف على حقيقة
الأمر .
نوسكو : " يتطلع متردداً إلى انليل " ....
انليل : اخرج اليهم .
نوسكو : " خائفاً " سيدي .
انليل : لا تخف ، نحن معكَ .
اينكي : والأفضل أن تدعو واحداً منهم .
آنو : نعم ، هذا أفضل " لنوسكو " هيا ،
أخرج إليهم .
نوسكو : " يتجه نحو الباب " أمر سيدي .
كالكال : " عند الباب " نوسكو .
نوسكو : بصوت مضطرب " افتح ، يا كالكال .
كالكال : " يوارب الباب " اخرج بسرعة .
نوسكو : " يخرج بسرعة " ....
كالكال : " يغلق الباب " ....
انو : " يصغي " لقد سكتوا .
اينكي : نعم ، سكتوا تماماً .
انو : عسى أن يهدئهم نوسكو ، ويتفاهم معهم.
انليل : مهما يكن ، لابد أن يدفعوا الثمن .
انو : لندع هذا الآن ، إنهم ثائرون ،
ويحاصرون معبدك .
كالكال : " لانليل " سيدي ، الباب يطرق .
اينكي : لعله نوسكو .
كالكال : نعم يا سيدي ، إنه هو .
انليل : افتح الباب ، افتحه بحذر .
كالكال : أمر سيدي .

كالكال يوارب الباب ،
يدخل نوسكو وكنكو

انليل : كنكو !
كنكو : سيدي انليل .
انو : ما فعلتموه خطأ ، يا كنكو .
اينيكي : أنتم آلهة .
كنكو : نحن ايكيكي .
انو : الايكيكي آلهة ، يا كنكو .
كنكو : لكننا ننوء بمشقة العمل ، ونعاني من
التعب ، منذ أربعين عاماً .
انو : هذا لا يبرر ما فعلتموه ، لقد أعلنتم
الحرب ، وحاصرتم معبد الأله انليل .
كنكو : أنتم لا تعرفون ما نعانيه ، لقد قتلنا
العمل الشاق ، إن مهامنا صعبة ،
وعناءنا كبير ، لا نهاية له .
انليل : لا بأس يا كنكو ، أنا معكم ، إن عملكم
شاق ، وعناءكم كبير ، حسن ، نحن لا
نتهمكم بشيء .
كنكو : نشكرك يا سيدي ، لكننا لا نستطيع
الاستمرار على هذا المنوال ، نريد أن
تضعوا حداً لمعاناتنا .
انليل : اطمئن ، سنوجد من يحل محلكم ، أنتم
الايكيكي ، فيخدمكم ، ويخدمنا .
كنكو : سيدي ؟
انليل : سأخلق الإنسان .
كنكو : الإنسان !
انليل : اذهب إلى رفاقك ، وبشرهم بالخلاص .
كنكو : المجد للآلهة السبعة العظام " يتجه إلى
الباب " المجد للآلهة السبعة العظام .
كالكال : " يفتح الباب " ....
كنكو : " وهو يخرج فرحاً " المجد للآلهة
السبعة العظام .
كالكال : " يغلق الباب " ....
كنكو : " يهتف والايكيكي يهتفون معه " المجد
للآلهة السبعة العظام .
انليل : " عند النافذة " ....
كنكو : يهتف والايكيكي يهتفون معه " المجد
للآلهة السبعة العظام " الأصوات
تتباعد حتى تتلاشى " المجد للآلهة
السبعة العظام .
انو : انليل .
انليل : عادوا فرحين إلى دورهم ، يتقدمهم
محرضهم على التمرد ، كنكو .
انو : وعدتهم بمن يحل محلهم .
انليل : نعم ، الإنسان .
اينكي : الإنسان !
انليل : أنت ستخلقه ، وسيحمل نير العمل عن
الآلهة جميعاً .
اينكي : ليكن ، هذا حلّ ذكيّ ، أرضينا
الايكيكي ، وتجنباً حرباً طاحنة .
انو : ليكن الإنسان ، أخلقه يا اينكي .
انليل : خذ طين من مياه الأعماق ، وقبل أن
تخلق منه الإنسان ، امزجه بدم إله .
اينكي : انليل .
انليل : الإنسان الذي ستخلقه لابد أن يجري في
عروقه شيئاً من دمائنا ، نحن الآلهة .
اينكي : أكاد أعرف هذا الإله .
انو : كنكو !
انليل : نعم ، كنكو ، ولا أحد غيره .
انو : " يبتسم متفهماً " هذا واضح ، أنت
انليل حقاً .
انليل : سيكون دم كنكو ، هذا الإله المتمرد ،
هو دم هذا الإله ، الذي سيمتزج بدماء
الإنسان .

تخفت الأضواء تدريجياً
اظلام

أمام بيت ساريا ،
الجميع حول ادينام

ادينام : هذه هي الحكاية كاملة ، حكاية الإله
كنكو .
الجدة : " دامعة العينين " كنكو .
ادينام : لا تنسوا أننا خلقنا من طين ..
الأب : ممزوجاً بدم الإله كنكو .
الجدة : " تقترب منه متأثرة " بنيّ .
الأب : لقد قاتل أبي دفاعاً عن هذه الأرض .
ساريا : " تحضنه فرحة " أبي ، أبي .
الأب : لن أخذل أبي ، إنني ابنه ، وسأبقى ابنه ،
حتى النهاية .
ادينام : " يتطلع إلى الأب " ....
الأب : " يقترب منه ومعه ساريا " ادينام .
ادينام : " يتطلع إليه منتظراً " ....
الأب : لقد أريتنا بحكايتك الطريق ، طريق
الإله كنكو ، تقدمنا عليه ، وسنسير
وراءك ، مهما كان الثمن .
الجدة : المجد للإله كنكو .
الجميع : ملوحين بأدواتهم " المجد للإله كنكو ،
المجد للإله كنكو ، المجد للإله كنكو .

الهاتف يستمر ، الأضواء
تخفت تدريجياً حتى تتلاشى

اظلام
ستار

23 / 5 / 2009




















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الدكتور حسام درويش يكيل الاتهامات لأطروحات جورج صليبا الفكري


.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس




.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن


.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات




.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته