الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعلان توبة في الوثنية

أحمد زكارنه

2006 / 9 / 12
القضية الفلسطينية


لست ادري إن كان البعض قد ادرك اليوم ما حاول اخفاءه الآخرون أعواما وهم يتجملون؟؟ أم أن وجه الحق شيء من الرجس الملعون؟.. أحقا وقف بعضنا امام المرآة للقول اننا كنا لا نكذب ولكننا نتجمل؟؟ فلا أحد منا يسمي الأشياء بأسمائها..الكل يتهرب، يماطل، يفعل ما يفعل ولا يخجل.
لعل من استمع لتصريحات ولقاءات دولة رئيس الوزراء اسماعيل هنية والسيد وزير خارجيته محمود الزهار في اليومين الماضيين، ايقن مدى صراحة دولة رئيس الوزراء وهو يتمسك بحقه الشرعي في كرسي حكومته بصرف النظر عما آلت اليه ظروف الوطن والمواطن وعما ستئول اليه حتى ولو ربط الشعب على بطنه الف حجر..فالشعب بنظر الحزب الحاكم ليس شعبهم كما صرح السيد محمد نزال عضو المكتب السياسي للحركة في بدايات الازمة.
دولة رئيس الوزراء الذي تحدث بلغة "نحن وهم" في خطبة الجمعة الاخيرة لم يخطيء في اشارته الى شرعية وجود حكومته وحقها في البقاء اربع سنوات قادمة..ولكن ربما فاته ان الشعب الذي تلقى وعودا بالاصلاح والتغيير والعيش الكريم، فمنحه صوته بشكل ديمقراطي، متوسلا فيه الخلاص من الفساد والافساد، اصبح جائعا هائما لا يدري ان كان حيا يرزق أم شبه حي ولا يرزق فضلا عن كونه لم يتلمس لا اصلاح ولا تغيير.
ليخرج علينا بعد ساعات قليلة السيد وزير الخارجية محمود الزهار يسوق تبريرات لاتقنع حتى الاطفال، كلما سئل عن الحل أجاب عن الاسباب وهكذا دواليك في كل اللقاءات محاولا نفي وجود ازمة رواتب لدى الموظفين المحتجين واصفا اياهم "بالمنمقين المكتوبة شعاراتهم" مؤكدا تقاضيهم ما نسبته 60% من اجمالي استحقاقاتهم عن اربعة او خمسة اشهر في اصرار واضح على تثبيت قانون جديد يسمى "قانون ملاحقة الحكومات" ولا ادري اي قانون هذا الذي يطالب الموظف مساءلة حكومة ما عادت في الحكم، فمن المتعارف عليه دوليا وقانونيا ان الموظف معني في مؤسسة الحكومة وليس اعضاءها الرابضين او التاركين ايا كانت اتجاهاتهم او ميولهم الحزبية..كما لا أعلم اية آلة حاسبة هذه التي اعطت نتائجها اننا تقاضينا ما نسبته 60% من مستحقاتنا، فمتوسط راتب الموظف في الدرجات الوسطى 2500 شيكل مضروبة في ستة اشهر وصلنا منهم اربع دفعات في "1500" شيكل وليحسبها العقلاء او المحاسبون الامر بالنسبة لنا سيان.
وعلما بان حركة حماس ابدت استعدادها لاقامة الدولة على حدود العام 67 ما يعني الاعتراف ضمنيا باسرائيل، ، ذهب السيد وزير الخارجية يتهم فتح مطالبته الاعتراف بالمعترف به سواء سرا او علانية بدلا من اعطائنا حلا لما وصلت اليه الامور، وليكمل السيد الوزير سلسلة اتهاماته التي راح يقذفها يمينا وشمالا ليطال كافة قوى وفصائل العمل الوطني واقاربهم بالمنظمة بانهم ليسوا ذا صلة، وكذلك الامر بالنسبة للموظفين "المتصهينين" وكل من يخالف حماس الرأي فهو إما عميل وإما عميل ولا وصف آخر بين الاثنين.
وعليه وجب علينا نحن الرابضين ادنى الحكومة الرشيدة اعلان توبتنا السديدة، داعين الله العلي القدير مد حياة الوزراء والنواب والاعضاء واعضاء الاعضاء، وان انكشفت عوراتنا فنحن حطب النار وهم الرمضاء.
وجب علينا اعلانها لوجه الله تعالى اننا على استعداد تام للموت ولو عن طريق الزكام.. نحن موظفي الدولة العملاء الجواسيس الصهاينة بحسب وصف اصحاب القرار حق علينا الجوع والركوع والتشرد .
فنحن بلغة "هم" وبما اننا نسكن كوكبا آخر بخلاف هم، او ربما ولدنا في شهر خارج حدود العام خونة متساوقين، لا نعرف من نحن ومن هم، ولا ندري من اين نأتي بقوت اولادنا ولا نعلم من اين يأتون هم.
حق علينا الصيام بدل الشهر عام.. ان نجوع او نتعرى وإن متنا واقفين او نياما الامر في نهاية المطاف سيان، ما دمنا لا نعلنها توبة في الوثنية لاصحاب السعادة والفخامة الاصنام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط