الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على حافة الرصيف التمييز المفرط في مفردات الحياة اليومية

عصام الياسري

2022 / 4 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


لا يخفي العراقيون امتعاضهم من التمييز المفرط في مفردات الحياة اليومية على المستوى الفردي والجماعي على يد حفنة متسلطة لا لها رصيد شعبي وسياسي، تتحكم بمقدراتهم ومستقبل بلدهم بتوجيه وضغط ايراني ـ ودولي.. فهم يشعرون بمرارة عندما يجري ذكر الطوائف والقوميات بالاسم إلا القومية العربية صاحبة أهم حضارة في التأريخ الانساني، يتم تجاهلها وعدم ذكرها في مسار الحديث أو الخطاب السياسي. كما يغيضهم اعتبار ميليشيات الاحزاب المسلحة بما فيها " البشمركة الكردية " قوات عسكرية نظامية لا يسمح بحلها وتجريدها من سلاحها بما فيه الثقيل الذي استولت او حصلت عليه من اطراف محلية ودول خارجية، في الوقت الذي فقدت الدولة هيبتها وضعفت قدراتها العسكرية والامنية واخترقت الاحزاب الطائفية والميليشياوية مؤسساتها ومنها الجيش العراقي.. ناهيك عن حصول المناطق الكردية في كردستان العراق على الامتيازات الخاصة وتدفق الاموال، فيما تفتقر مناطق الوسط والجنوب لابسط مقومات الحياة اليومية من ماء وكهرباء وغذاء ودواء واعمار، بالاضافة للخراب والخوف والمداهمات اليومية.. يتسائلون لماذا لا يعامل العراقيون بمختلف مجتمعاتهم ومذاهبهم المتنوعة سواسية وعلى قدم المساواة. بيد ان مافيات السياسة والاحزاب الطائفية بما فيها الاحزاب الكردية المتنفذة، البارتي والاتحاد، لم تكف عن التمييز بين افراد المجتمع، بطريقة قسرية وأحيانأ عنصرية مبنية على اساس مصالح جيوديموغرافية. تغلب، مصالح مناطق العراق الشمالية "كردستان العراق" على مصالح بقية المحافظات العراقية، فجعل سلوك الاحزاب مثالاً سيئاً يثير السخرية داخل المجتمع العراقي، واسقط عنها المصداقية الوطنية والسياسية والاخلاقية.

أن هموم العراقيين كثيرة وتساؤلاتهم مشروعة، ولكن ينبغي أن لا يكون الكتمان وعدم المصارحة ومواجهة التساؤلات، الشكل السافر، لتجنب حل كل ما هو عالق في المحيط العراقي بكل خصائصه ومؤثراته وانفعالاته في أهم مرحلة من مراحل تأريخه. وأن لا يغلب العنصر الطائفي أو القومي والسياسي الذي تتاصل فيه نزعة الاحتكار والهيمنة من اجل المكاسب الخاصة على مبدأ الشعور بالمسؤولية. وأن لا يتأطر البحث عن الحقوق قبل الواجبات، فينتقل الصراع من مواجهة الارهاب والعبثية ومظاهر عدم الاستقرار، إلى صراع سياسي بين فصيل عراقي ضد فصيل آخر، يكون المتضرر الأول دون سواه، الشعب والوطن.. ولكن كما يبدو ان المتصارعين "الشيعة والسنة والكرد" على السلطة ومؤسسات الدولة منذ الانتخابات الاخيرة، لم يتنجوا لغاية الآن سوى "التضليل والمماطلة والخداع" للاستمرار تحت طائلة هذه الوسائط بالسيطرة على الحكم. واضح من اتفاق "السقيفة" بين الصدر والمالكي "التحالف الثلاثي" و "الاطار التنسيقي"، الذي جرى مؤخرا، للمضي جنباً الى جنب لتشكيل حكومة "توافقية" طائفية، عهدناها من بعد كل انتخابات ومنذ 2006. فلا حكومة "أغلبية وطنية" ولا ضمان لتعهدات الصدر المبنية على افكار آنية قد تكون كما جرت العادة محتملة المصداقية، وقد تنذر "بالفشل" وعودة حليمة لعادتها القديمة كما توقعنا ذلك. انها كارثة وطنية أبعادها خطيرة ولا لاحد مصلحة فيها. عليه اذن "الصدر"، طالما أننا نتعامل مع مشروع سياسي وليس مشروع ثقافي، عدم البحث في الاخلاقيات عند خطوط تماس مصطنعة، وأن يعمل على تأكيد شرعيته الوطنية أولاً، واستقلاليته عن نفوذ الهيمنة الخارجية والضغوط الحزبية والطائفية ثانياً.. وعلى القوى الوطنية الداعية للتغيير والاصلاح السياسي الشامل، ان كانت صادقة، بعد كل هذه الانتكاسات والالاعيب السياسية المتلاحقة، على مدى تسعة عشر عاما لا مصلحة للشعب فيها. الدعوة وفقا للدستور ومباديء القانون الدولي "تعبئة المجتمع"، الى اجراء استفتاء شعبي للمصادقة على أعضاء مجلس النواب والحكومة من عدمه، على اعتبار ان "الشعب مصدر السلطات" لقطع الشك باليقين من أن السلطتين "التشريعية والتنفيذية" موضع ثقة المجتمع العراقي ويعملان دون توجيهات أجنبية لمصلحته، بدل التعويل الزائف عليهما لبسط العدل والبناء والسلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التوتر يشتد في الجامعات الأمريكية مع توسع حركة الطلاب المؤيد


.. ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. استمرار تظاهرات الطلاب المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمي


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. ومقترحات تمهد لـ-هدنة غزة-




.. بايدن: أوقع قانون حزمة الأمن القومي التي تحمي أمريكا