الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كنت في سجن صيدنايا 23/30

شكري شيخاني

2022 / 4 / 23
أوراق كتبت في وعن السجن


واكثر ما كان يقلقني هو معرفة من هم الشهود .الذين نقلوا الحديث وكتبوا التقرير ...وكيف يكتبون وهم سجناء مثلي ومظلومين مثلي ..ثم طردت هذه الافكار من رأسي وتوضأت لأصلي الفجر .لعلي ارتاح قليلا" من هواجس التفكير. .ولم يمضي سوى ثلاثة ايام حتى جاء مساعد اول حبوش ووقف على باب الجناح وطلب مني الاسم المكتوب بالورقة التي يحملها. .لا نه لا يحق لاحد من الاقتراب من باب الجناح حسب تعليمات الادارة الا رئيس الجناح ... فنظرت في الورقة وقلت له ضاحكا" تريد هذا الاسم .. قال نعم .. فقلت له هذا اسمي انا ..فقال بالله عليك عم تحكي جد ... فهو يعرفني باسمي ابو فراس فقط ..فقلت له نعم انا فقال اذا لملم أغراضك وتعال معي.. هذه الجملة (( لملم اغراضك )) قد يكون هناك عفو وقد شمل العفو .وقد يكون نقل الى جناح اخر ..وكوني قد مضى على وجودي في السجن سنتين تقريبا" فكانت اغراضي كثيرة نوعا" ما بطانيات وملابس ادوات طبخ جملة من الاغراض.. وأيضا" لي فلوس مع البعض.. وليس بالامكان ان يدفعوا لي مباشرة لانه ليس موعد التسديد ..بالمختصر المفيد لخبطة ودربكة كبيرة .. وكل خمس دقائق يقول المساعد يلا عجل شوي .. وكنت قد سألته اكثر من مرة خير شو الموضوع ..فيقول لا أعرف ... ثم اقول طيب الى اين ستأخذني فيقول ال الى مكتب العقيد.. ولم يعطني خبرا" شافيا" يهدأ من روعي وقلقي. .في النهاية حملت مجمل الاغراض ...والمساعد اول حبوش ساعدني بحمل بعض الاغراض.. ونزلنا الى طابق الادارة وكانت الساعة تقريبا" الثالثة ظهرا".. ووقفت بجانب المكتب .. دخل المساعد اول الى غرفة العقيد دقائق ثم خرج وقال لي العقيد طلع .. ونادى على أحد مساجين السخرة .ليحمل الاغراض ثم نادى على أحد ضباط الصف... فجاءه رقيب اول وقال له خذ هذه الطماشة ووضعها على عيني.. وسار بي ممسكا" بيدي ونزلنا الى الطابق السفلي رقم واحد ومن ثم الى الطابق السفلي رقم اثنان.. وأحسست انني امشي في ممر طويل حتى قال قف هنا .. ونادى على احد الحراس وقال له افتح الزنزانة ودخلت ومن ثم ازال الطماشة عن عيني لاجد نفسي في زنزانة انفرادي طولها متر ونصف تقريبا" وعرض متر ونصف.. وفي آخرها حنفية وحفرة مرحاض. كان هناك صحن أو طاسة لجميع الاستعمالات؛ يضعون فيه الطعام ويستخدم للشرب كما للغسيل بعد قضاء الحاجة. لم أستطع أن آكل أو أشرب منه ليومين بسبب ذلك، وبعد ذلك لم أجد حلاً وتنازلت مضطراً. وعلى الحيطان خطوط وخطوط دلالة على عدد الايام للذين كانوا قبلي ومن هنا ابتدى مشوار الزنزانة... القاكم غدا" في الحلقة 24








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد: المجاعة تخيّم على غزة رغم عودة مخابز للعمل.. وانتظار ل


.. مع مادورو أكثر | المحكمة الدولية لحقوق الإنسان تطالب برفع ال




.. أزمات عديدة يعيشها -الداخل الإسرائيلي- قد تُجبر نتنياهو على


.. وسط الحرب.. حفل زفاف جماعي بخيام النازحين في غزة




.. مظاهرة وسط تونس تدعو لإجلاء المهاجرين من دول جنوب الصحراء