الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعليقاً لإلتقاء الجبهة الثورية بحزب الإتحادي الديمقراطي:

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2022 / 4 / 23
الصحافة والاعلام


(رأي خاص)

بقيادة د. الهادي إديس رئيس الجبهة الثورية السودانية إلتأم لقاء مشترك مع وفد من الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل بالخرطوم بتاريخ 22/4/2022، وقد جاء اللقاء ضمن المنهج المتبع من قيادة الجبهة الثورية بغية شرح مضامين مبادرة الحوار وتسلسل المصفوفة الموضوعة للتنفيذ من قبل الجبهة الثورية لإدارة حوار مثمر ومفيد يحقق غاياته بدقة، وعرضت هذه المسائل بشكل مفصل للتنظيمات السياسية والمنظمات النسوية والمهنية والهيئات الإقليمية والدولية من أجل تحقيق مشاركة أوسع تجعل التوافق الشامل ممكن بقيادة السودانيين لعملية سياسية متكاملة ومنتجة تفض غيوم الأزمة السياسية لصالح إنتصار السودان.

إمتاز اللقاء مع الإتحاديين الديمقراطيين بسمات كثيرة من بينها وضوح الطرح وجدية النقاش، وتم عرض الإستشكالات السياسية والتعقيدات التي تواجه البلاد في ظل تعدد أسباب الصراع وإنغلاق أفق أربك جميع المتابعيين للوضع السوداني، وقد أكد الجانبان علي ضرورة مواصلة النقاشات بشأن مبادرة الجبهة الثورية والرد عليها من طرف الحزب الإتحادي الأصل في أقرب وقت ممكن، وكانت وكالة السودان للأنباء قد نقلت في ذات الإتجاه تصريحاً يفيد باستمرار الجبهة الثورية في عملية شرح مبادرتها علي كافة الأصعدة، وقد قطعت مسألة التنوير بمضامين المبادرة "شوط بعيد" حيث شرحتها الجبهة للشركاء "داخلياً وخارجياً"، ونحن نتوقع مع هذه التطورات أن تكون المرحلة القادمة بمثابة إنتقال للجميع إلي مربع الحوار المباشر طبقاً لمصفوفة التنفيذ المخطط لها تحقيق التوافق المطلوب بين السودانيين باستخدام الطريق الصحيح للمرور السريع نحو الحل المنشود

لقد مثًل إبتدأ تنفيذ إجراءات تهيئة المناخ باطلاق سراح عدد من سجناء الرأي منذ أمس الأول خطوة جديدة وجيدة تصب في خانة التمهيد لبناء جسور الثقة بين الأطراف المتنازعة، وأعتقد أن نتائج إنجاح هذه المرحلة ستشكل وضع إيجابي يساهم في نجاح المراحل التالية، ونحتاج اليوم لإبداء المزيد من النواية الحسنة بين الأطراف، كما يجب أن يتبع خطوة إطلاق سراح المعتقليين خطوات آخرى لرفع حالة الطوارئ وكذلك نتوقع فعل مماثل من قبل القوى السياسية بانتهاجها سياسات ملائمة لمتغيرات المرحلة وتخففاً لدرجة التشنج السياسي المعاش من أجل أن تتشجع الخطوات الماضية نحو عملية حوار متكافئ يخاطب جذور الأزمة الراهنة ويعالج تبعاتها عبر وضع برنامج للعودة لمسار الديمقراطية التشاركية وبناء دولة الحقوق والحريات والسلام المستدام والمواطنة بلا تمييز.

نحن نستشرف مرحلة جديدة لتاريخ سودان الثورة والتغيير، وتحضرنا ذكرى رحيل الدكتور منصور خالد الذي يمثّل نموذج متفرد لشخصية سياسية ودبلماسية ذات فكر عميق، وقد رفد تاريخ السودان بلونية جديدة شكلها بفكر مرن ومتزن، ونقرأ مساهماته السياسية والفكرية من خلال النظر لنقده العقلاني لمجمل التجربة السياسية السودانية مع وضع مجموعة من المقترحات المفيدة لصنع واقع جديد، ونحن في هذه الأيام الصعبة نحتاج أن نفتح سجلات التاريخ لمطالعة تلك السيرة بعناية، ود. منصور خالد سياسياً متميزاً تألق في عهده، وترك إرث كبير ظل شاهداً علي الصراعات الطويلة بين الحكومات الدكتاتورية وتلك الديمقراطيات الضعيفة، ومع هذه الأجواء تمكن د. منصور من محاورة الخصوم والأصدقاء بعقل منفتح علي المتغيرات الداخلية والخارجية مصوباً بصره وحواسه برؤية ثاقبة لا تخطئ الطريق نحو تحقيق مصالح السودان أولاً، ويجب علينا تنظيم معارض للمؤلفات السياسية الموروثة من جميع المفكريين السودانيين للإطلاع عليها والتذود بطاقة إيجابية تمكنا من العبور إلي واقع أفضل.

23 أبريل - 2022م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السباق نحو التسلح النووي قد يضع العالم أمام سيناريوهات مرعبة


.. الأمير محمد بن سلمان يناشد المجتمع الدولي بالتحرك لحماية الأ




.. هجرة الملايين إلى أمريكا عبر المكسيك.. ملف شائك أمام بايدن و


.. نتنياهو يحل مجلس الحرب بعد أسبوع من تقديم غانتس استقالته




.. كأس أمم أوروبا2024: مواجهات مثيرة في الجولة الأولى ورهانات س