الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل وظيفة الإليزية 🇫🇷 إقامة محاكم التفتيش 👮‍♂ ، أما صنع الوحدة داخل المجتمع الديمقراطي 📦 ..

مروان صباح

2022 / 4 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


/ قصارى القول اولاً ، أن ظاهرة اليمين في العالم ليست سابقة فحسب ، بل هي تتمدد وظواهرها ما أن تغيب قليلاً حتى تعود بقوة ، بل لم تكن مفاجأة الانتخابات التمهيدية في فرنسا 🇫🇷 بصعود اليمين المتشدد إلى الجولة الثانية بالشيء الغريب ، بل المتغير الجوهري ، كان في تقارب النتائج بين مرشح أقصى اليسار الفرنسي جان لوك ميلونشون الذي حقق نسبة 21.95% ومرشحة اليمين مارين لوبان بفارق ضئيل من الأصوات والتي جاءت في المرتبة الثانية بعد الرئيس إيمانويل ماكرون ، وبالتالي صعود أقصى اليسار غيرّ نظرة👀 المراقبين بصحة وسلامة إستطلاعات الرأي التى عادةً ترصد قبل الانتخابات توجهات الناس ، وفي أعتبار أخر جوهري ، وهو أمر بالغ الأهمية ، الذي دفع بالرئيس ماكرون في تغيير تحركاته والتبني نهجاً جديداً في سياساته الانتخابية ، كما هو الحال في سياسات العليا الاستراتيجية البسيطة القاعدية التى أعتمد عليها أقصى اليسار ، بالفعل ، لقد تحرك بعد الجولة الأولى في ثلاثة مناطق كانت قد أعطت المرشح ميلونشون أصواتها ، هي مرسيليا وستراسبورغ ومولوز ، واليوم ، وربما أكثر من أي وقت مضى ، بعد أن صوتوا قرابة 8 ملايين لليسار ، يتطلع ماكرون أن يحصل على هذه الأصوات ضمن معادلة جديدة تشير بأن اليسار مازال محتار 🤷‍♂ بين المشاركة في الاقتراع أو الامتناع عن التصويت ، مع التأكيد على أن أقصى اليسار إذ ما قرر التصويت ، بالفعل سيصوت لصالح ماكرون ، غير أن المرء بحاجة أن يسجل تعليقاً على الانتخابات الفرنسية 🇫🇷 ، وهو أمر لا يمكن 🤔 القفز عنه ، اولاً ، لا مكان في بلد باتت فيه الأحزاب أكثر تجذرًا وفاعليةً ، أن تصاب أي جهة بالعظمة أو بأي مرض يشابه ذلك ، لأن الأمر الأخر ، هو أن فرنسا 🇫🇷 لم تعد كما كانت قبل ثلاثة عقود ، فاليوم اليمين المتشدد تحول إلى شريكاً كبيراً في صنع الرأي العام ويخوض سجالاً في مسائل تمس الجوهر والكينونة الفرنسية / الغربية معاً ، والذي جعل كل من الجمهوريون واليساريين الانتقال من الوصول إلى قصر الإليزية عبر طريق خط الميترو إلى الزحف ، لهذا العامل الحاسم في الانتخابات ، صاروا أنصار جان لوك ميلونشون ، والذين سيكون لهم التأثير الكبير في الميزان لمن سيسكن الإليزيه .

والحال الطبيعي ، أن ماكرون لا يزال يحتل الصدارة ، لكن في المقابل أيضاً ، أصبح فوز اليمين المتشدد في المستقل ممكنًا ، وهذا الاحتلال الماكروني لم يأتي من فراغاً ، لأن الفرنسيين باتوا يتخوفون من تكرار سيناريو بريطانيا 🇬🇧 في فرنسا 🇫🇷 بخصوص القضايا التى تتعلق بعضويتهم في الإتحاد الأوروبي 🇪🇺 أو العزوف عن التعامل مع اليورو 💶 أو حتى للنظرة التى تحملها مارين لموسكو 🇷🇺 ، وبالتالي ، مازالت سياسات لوبان الخارجية بالنسبة للتجمع الاقتصادي في فرنسا 🇫🇷 غامضة أو متقلبة أو غير مستقرة 😳 ، وهذا يضاعف التخوف بينهم من مجازفة الانتقال بتحالفات باريس مع واشنطن 🇺🇸 إلى موسكو 🇷🇺 ، بالطبع ، هذا التفكير يتناقض مع ما يسعى له ماكرون في اتباع سياسات جديدة لتجديد روح الاتحاد الأوروبي 🇪🇺 ، بالطبع ، من أجل 🙌 تعزيز ورفع مكانة المصالح الفرنسية ، وفي قراءة 📖 تتسق في ذات السياق ، إذنً ، الجديد في برنامج لوبان ، هو رغبتها في وقوف فرنسا 🇫🇷 محايدة في حرب أوكرانيا 🇺🇦 ، والذي سيشكل أرضية ذهبية للرئيس الروسي بوتين من إحتلال اوكرانيا 🇺🇦 بالكامل والمضي قدماً بالتوسع في دول أخرى ، وهذا قد شاهده المراقب مع حزب اليمين المتشدد في بولندا 🇵🇱 ، لقد غيرت الحرب الحالية نظرة 👀 الحزب هناك ، وبات مقتنعاً أكثر بالمشروع الأوروبي والوحدة المالية والسياسية والاقتصادية ، لأن ببساطة ، أصبحت أوروبا تواجه تحدياً مشتركاً من الصين 🇨🇳 وروسيا 🇷🇺 ، بل أكثر من ذلك ، كأن خطوة بوتين في أوكرانيا 🇺🇦 قد كشفت صراحةً محاصرة روسيا 🇷🇺 لأوروبا 🇪🇺عسكرياً والصين 🇨🇳 اقتصادياً .

إجمالاً ، كانت على الدوام الانتخابات الفرنسية 🇫🇷 حكيمة ومخلصة في تشغيل الشارع الشعبي على رفع شعار واحد ☝ ، الشعب يريد اقتصاداً واعداً ، وهذا ما أخفق حتى الآن به المرشحين ، فلوبان أحرقت برنامجها بين متاهة حظر الحجاب في الأماكن العامة وبين تفضيل الدستور الوطني على الأوروبي ، أما ماكرون سلط الضوء على القضايا الخارجية ، وهنا 👈لا بد للرئيس القادم أن يعي جيداً 😎 😌 ، بأن لا بعلاقة مارين ببوتين سيكون الفوز من نصيب ماكرون ولا بتخويف اليساريين من المهاجرون ستتمكن لوبان من الفوز ، بل المسألة تبتعد كلياً عن ذلك ، وهي مغايرة عن ما يمارس من لعبة الأبواق والبغاءات خلف كل كبيرة وصغيرة في الحملة الانتخابية ، لأن المشكلة الأساسية لدي الناخب ، هو الاقتصاد وأيضاً البنية التحتية ، وربما الأكثر من كل ذلك ، هو التعامل مع عجز العقل الأوروبي 🇪🇺 في إيجاد حلول جذرية تُعالج مسألة الطاقة ، خصوصاً في قارة أكثر أشهرها تعيش بالبرد .

ليس هيناً على أبناء المهاجرون والأحرار في فرنسا 🇫🇷 استيعاب هكذا معادلة ، هي عسيرة ومعقدة وحمالة أثقال ، فعندما يعلن على سبيل المثال ، مرشح أقصى اليسار جان لوك ميلينشون سابقاً دعمه الصريح والواضح لنظامي بوتين والأسد ، فأنه ببساطة ، يدفع الأغلبية الساحقة إلى التصويت لصالح الرئيس ماكرون لولاية ثانية ، على الرغم من أن 80 % من أصوات مسلمو فرنسا 🇫🇷 ذهبت إلى اليسار في الجولة الأولى ، وبالتالي ، تظهر الانتخابات الفرنسية عن خصوصية فريدة وقد تكون مؤشراً جوهرياً في تغير فهم التنوع الاجتماعي الحاصل هناك ، لأن الجميع أصبح يقف 🛑 عند الممكن ، أي أن المسلمون ، وعلى الرغم من أنهم لا يتفقون مع ميلينشون تماماً👌في المسائل الخارجية ، لكنهم ينظرون له على أنه أقل ضررًا في سياساته الداخلية .

العنصر الأخير ، هو أن لا يوجد حنيناً يمكن مغازلة الفرنسين به ، بقدر أن هناك تحديات اقتصادية تزغزغ شرائح واسعة في مربعات الشباب وأيضاً الفئة المتوسطة من المهاجرون قبل المواطنين الفرنسين ( الأصليين ) سواء بسواء ، إذنً ، السؤال المطروح على لوبان ، هل مطلوب من الرئيس الإليزية تحويل فرنسا 🇫🇷 إلى محاكم تفتيش ، تلاحق كل من يضع على رأسه قماشة لا تُقدم ولا تؤخر في ديناميكية الدولة ، بقدر أنها فقط تدغدغ مشاعر المتعصبين أو العنصرين ، أو أن الأجدر من الرئيس القادم ، أن يصنع الوحدة في فرنسا 🇫🇷 من أجل 🙌 رفع الإنتاج الذي يرتقي بوضع المواطن الاقتصادي ويتصدى للتحديات الخارجية .. والسلام 👋 ✍








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: مزارعون في الهند مصممون على إلحاق الهزيمة بالحزب ا


.. السباق إلى البيت الأبيض: حظوظ ترامب | #الظهيرة




.. ماهو التوسع الذي تتطلع إليه إسرائيل حالياً؟ وهل يتخطى حدود ا


.. ترامب: لم يتعرض أي مرشح للرئاسة لما أواجهه الآن | #الظهيرة




.. -كهرباء أوكرانيا- في مرمى روسيا.. هجوم ضخم بالصواريخ | #الظه