الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الداخل الى الخارج ---مع المحبة

سلطان الرفاعي

2006 / 9 / 13
حقوق الانسان


صديقي الأستاذ الجامعي يقول معاتبا: يا أخي تستطيع أن تقول نظام الحزب الواحد، المتفرد. عوضا عن كلامك عن سلطة استبدادية قمعية. قلت له وبكل محبة: عندما انتسب إلى الحزب أقول كل ما تريده.

رسالة من كندا ورسالة أقسى من ألمانيا. معارضان يُدافعان عن رأيهما بحدة وقلة ديمقراطية، مع اتهام كبير بالتمسح بالسلطة والتزلف لها والتهديد بمقاطعة قراءة مقالاتي في الحوار المتمدن إذا استمريت هكذا.

هؤلاء الأخوة الأحبة أبناء سوريا أولا وأخيرا، ومحبتهم واجبة، والسماع إلى رأيهم واجب. فقط لو يسمحوا لنا، ويتذكروا كيف كان عنصرا أمنيا صغيرا يفتري على أي مواطن في السابق. وليتذكروا التعذيب والضرب والألم الذي كانت آلة القمع الأمنية تستعمله ضد المواطنين، وقد يكونون هم أيضا ضحايا للقمع الذي كانت تمارسه الأجهزة الأمنية السيئة السمعة والصيت سابقا. ولكنهم يرفضون منا أن نقول الحقيقة اليوم. اليوم لا تعذيب، لا اعتقال عشوائي، نوعية جديدة من ضباط الأمن المحاورة، وعليهم أن يسألوا ويعرفوا أنها الحقيقة. نحن لا نتمسح ولا نتزلف بالسلطة، على العكس، نحن نمقت، ونحتقر، وننبذ، كل ضابط أمن تُسول له نفسه المريضة القيام بأي أذى، أو توجيه كلام سيء لأي مواطن علا أو صغُر شأنه.

نحن في شرحنا للوضع الأمني الجديد، نُشجع هذه النوعية من ضباط الأمن على احترام المُعتقل، ومعاملته معاملة إنسانية كما يليق به كانسان ساء حظه ووقع بين أيديهم.

فأنت وأنا، نستطيع أن ننسى كل الأيام الجميلة، ولكننا أبدا لن ننسى أيام الاعتقال، ولن ينسى أحد، أي كف، أو لكمة، تعرض لها. فالجميع يتذكر ولا يُريد أن ينسى من أهانه واعتدى على كرامته الإنسانية، لذلك يا أخي، نُرسل دائما رسائلنا إلى الأجهزة الأمنية، مطالبين إياهم احترام كرامة كل معتقل، رغم رفضنا المطلق لكل هذه الاعتقالات، والتي نرى فيها قمعا وسوء استخداما للسلطة.



تعيبون علينا كلاما صادقا صحيحا. ونعيب عليكم كلام غير صحيح. من يستطيع أن ُينكر: نضال المعارض الكبير رياض الترك، ورغم الاختلاف الفكري والإيديولوجي الكبير بيننا، فاننا نحترم تاريخه النضالي، فهو يستحق بجدارة لقب شيخ المعارضين السوريين، وأيضا الحبيب ميشيل كيلو والعزيز أنور البني وأكرم وعارف دليلة وغيرهم كثيرين من المعارضين الوطنيين ولكن----

ولكن أن يُصبح الخدام معارضا، ورياض سيف معارضا وطنيا من الصف الأول، على يد الست فتحية وأخواتها. فهذا هو الدجل بحد ذاته، هذا هو النفاق والتمسح والتزلف بأبشع صوره، ولا أريد أن استطرد في هذا الموضوع احتراما لكل الذين راسلوني، وأعتقد أن الرسالة قد وصلت.



نعم نقف مع أمريكا في سعيها الدائم من أجل نشر الديمقراطية والأفكار الحرة في بلادنا.

نعم نقف مع أمريكا في سعيها الحثيث من أجل تقديم المساعدة لكل الشعوب العربية وحمايتها من الخطر الأصولي، فنحن لم نسمع أبدا، أن أمريكا قد حوت أصوليين، في بلادها، بل سمعنا كثيرا عن حماية وتوفير ملجأ آمن للأصوليين في أوروبا، في ألمانيا، وفي بريطانيا، وفي فرنسا.

لماذا أيها الكتاب الأفاضل في كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا ، والذين تتهموننا بالتزلف للسلطة، بسبب قولنا الحقيقة، والتي نتحداكم أن تُثبتوا عكسها. لماذا لا تكتبون عن أوكار الأخوان المسلمين، والإرهابيين الأصوليين في تلك البلاد، والتي تصدح جوامعها صبح مساء بتكفير الآخر وضرورة أسلمته لأن الله الدموي يُريد ذلك. لم نقل نحن أنكم تتزلفون لتلك السلطات حتى لا تطردكم، أو تتمسحون بتلك الجهات الإرهابية، حتى لا تطالكم تحياتها.



حبذا لو أرسلتم لنا برنامجكم الإصلاحي المنطقي من أجل التغيير، هذا إذا كان لديكم برنامج من أصله.

حبذا لو أرسلتم لنا البديل لهذا النظام.

حبذا لو تقولوا لنا أنكم لا تُريدون لهذه البلاد الخراب كما حدث للعراق.

حبذا.



نؤمن على عكسكم بالحوار، فكما أخبرت صديقي الشامي، سقطتم جميعا في أول تجربة حوارية إذا جاز التعبير. نؤمن نحن كتيار ليبرالي سوري وطني في الحوار مع كل إنسان، أيا كان معتقده الديني أو الفكري، لأننا نرى أن ذلك مجديا، لا بل أساسي في تكوين المجتمع السوري والذي يجب أن يقوم -برأينا_ على احترام العقل والحرية، الأمر الذي يسمح لكل معارض في الداخل والخارج بأن يتقدم من خلال علاقاته بالآخرين نحو تحقيق إنسانيته تحقيقا أكمل وأعظم وأعمق.



كما نُراعي وضع المعارضة في الخارج عليكم أنتم أن تُراعوا وضعنا في الداخل، ولا تظنوا أننا في مأمن من بطش الأمن، فهم لا يؤتمنوا ولا يمكن الثقة بهم، فمصلحتهم أولا وأخيرا.

تقدمنا بطلب من أجل الترخيص إلى مجلة تحمل اسم (اضاءات ليبرالية) وتمضي الأيام ولا من مجيب، حتى توسطنا مع أحد الأشخاص، وعندما سأل عنها قيل له: بما أن (فلان الفلاني) رئيس التحرير فلن نوافق عليها أبدا، عاد الشخص مشكورا وأخبرنا. والمضحك المقرف، أن هناك من كان يتهمُنا بأننا نتعامل مع هذا الفرع الذي رفض إعطاء الترخيص بسبب وجود اسمي كرئيس تحرير في المجلة. هذا هو الأمن الذي نُريده أن يكون عونا وميسرا لأمور المواطن لا قامعا لفكره ومعرقلا لكل تحركانه.

من مضطهد في سوريا من قبل الأمن أكثر من الليبراليين والعلمانيين.

يُلاحقون الجميع، وينشرون الرعب والرهبة في قلوب جميع المنتسبين إلى التيار الليبرالي، فقط لأنهم هكذا ارتأوا. وهكذا قرروا، وهكذا نفذوا. وكأنه لا يكفينا هذا القمع، حتى نُهاجم أيضا من معارضة الخارج، التي لا يعجبها العجب ولا الكريب ولا الجرب،. لا أعرف لماذا يُهاجمون الليبرالية، ويصمتون عن الأصولية واللص وصية(عصابة جبهة الخلاص). والجديد أنهم بد أووا يكيلون الاتهام لمعارضة الداخل، ويتهمونها بالتزلف للسلطة. لا تظلمونا مرتين، السلطة تبقى ضدنا وضدكم، لن تكون معنا ولا معكم أبدا.



أيها الأخوة في معارضة الخارج، :

عليكم أن تعلموا أن فهمنا لكرامة المواطن السوري نراها تظهر في عدم الكذب عليه والادعاء أن خدام والبيانوني والسيف معارضة وطنية.

عليكم أن تعلموا أن كرامة المواطن السوري تظهر في الليبرالية التي تقول (لا) لمن ينكر الحرية.

عليكم أن تعلموا أن كرامة المواطن السوري تظهر في إرادة التضامن مع معارضة الخارج الشريفة والتي لا تقول عن القتلة واللصوص والمتهربين من الضرائب معارضة.

عليكم أن تعلموا أن كرامة المواطن السوري تظهر حين ينتبه معارض الخارج إلى حاجات أخيه المعارض في الداخل ولا يُدير له ظهره أو يُغمض عينيه عن بؤسه، فيحترم حاجاته الأولية -من طعام ومشرب وملبس - كتعبير عن احترام كرامته وتقديره لإنسانيته. كم من معارضي الداخل يعيشون الفقر، بسبب تعنت السلطة، وتصرفاتها اللا إنسانية، والتي تسببت على مدى السنين، في وصول هؤلاء إلى هذه الحال المزرية، عبر تسريحهم ألقسري من وظائفهم، أو سد أبواب العمل في وجوههم. وبالتالي هل فكر أحد من منعمي معارضة الخارج في مد يد العون لأخوة لهم في الداخل، لم نسمع، لم نسمع إلا تسبيحا وحمدا باللصوص والقتلة. واعذرونا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بريطانيا.. تفاصيل خطة حكومة سوناك للتخلص من أزمة المهاجرين


.. مبادرة شبابية لتخفيف الحر على النازحين في الشمال السوري




.. رغم النزوح والا?عاقة.. فلسطيني في غزة يعلم الأطفال النازحين


.. ألمانيا.. تشديد في سياسة الهجرة وإجراءات لتنفير المهاجرين!




.. ”قرار تاريخي“.. القضاء الفرنسي يصادق على مذكرة اعتقال بشار ا