الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عائد الى المخيم، علي ابو مريحيل

مهند طلال الاخرس

2022 / 4 / 24
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


عائد الى المخيم كتاب لعلي ابو مريحيل يقع على متن 88 صفحة من القطع الكبير وهو من اصدارات دار السفير للطباعة والنشر في الصين سنة 2021 .

الكتاب سيرة ذاتية حقيقية غنية ومفعمة بالمواقف النضالية والمحطات المفصلية بتاريخ الثورة الفلسطينية؛ وهي سيرة تمتد سنوات عمرها طيلة حياة الاب (احمد) وهو الفدائي والمناضل الصنديد الذي ينتسب لصفوف الثورة باكرا ويخوض معها كل المعارك ويتنقل معها على كل الجبهات والحدود، والابن (علي) الذي يحمل اسم الجد في سيرة وصيرورة مستمرة تجسد حكاية التغريبة الفلسطينية في سيرة احد ابطالها( احمد ابو مريحيل والد علي) والذي يحمل اسم الصقر في الرواية.

الرواية وفصولها مؤلمة وموجعة ومزدحمة بالدموع (رغم لغتها التي يغلب عليها الطابع التقريري والصحفي).

والرواية بفصول وجعها جائت متماهية مع قصة بطلها وحكايته الاثيرة، وهي صورة مصغرة لحالة الفدائي الفلسطيني من حيث النشأة والمولد والهجرة والزواج في الغربة(مخيم البداوي) وتتالي النكبات والنكسات حتى انطلاقة الثورة والتي شكلت بارقة الامل وقارب النجاة من كل الاهوال والاخطار والمؤمرات التي تحاك ضد فلسطين الشعب والقضية والوطن؛ فيكون القرار الاجرأ لبطل الرواية احمد بالانتساب لصفوف الثورة الفلسطينية من خلال الانتماء لحركة فتح وقواتها العاصفة.

سيرة الوجع في هذه الرواية لا تكتمل اصعب فصولها إلا عند الخروج من بيروت وما تبعه من الانشقاق حتى ابرام اتفاق اوسلو واسقاط خيار الكفاح المسلح والعودة الى الجزء المتاح من الوطن غزة، ومن ثم عمل الفدائي احمد ضمن صفوف قوات الامن الوطني هناك، الى ان تتفاقم الاوضاع ويستشري الفساد ويقع الانقسام او الانقلاب ويقتتل الاخوة وتحصل الصدمة ويذرف احمد الفدائي البطل عابر الحدود ومالك القلوب دمعا حارقا على ما آلت اليه الاوضاع، وتظهر اكبر صور الوجع عند الصفحة 85 و 86 فينفجر احمد الما وقهرا وتتثاقل خطواته حين مروره بمحاذاة مكتب الانروا فيقول لابنه :" هل ترى أولئك الصبية الذين يركضون خلف شاحنة الأونروا؟
-نعم.
قبل خمسين عاماً كنت أركض مثلهم خلف نفس الشاحنة في مخيم النصيرات.
-ثم التفت إلي وتحدث بلهجة جادة، وكأنه يعي ويعني تماماً ما يقول: ـ سافر با بني، لا أريد أن يتكرر هذا المشهد مع أحفادي.
-كان صوته مخنوقاً وكأنه يخرج من حنجرة مدببة بالهزائم والنكسات!
لم أتوقع أن يتأثر بذلك المشهد إلى هذا الحد، أصمت طويلاً، وأشرد بعيداً بعيداً ..
بماذا تفكر؟
ـ أفكر بكلامك يا أبي!
إذن ستسافر؟
ـ نعم
ولكن، إلى أين؟
ـ إلى المخيم .. مخيم البداوي!"

عن هذا الكتاب يقول الناشر:" الكتاب يرصد التحولات التي مرت بها حركة التحرر الفلسطينية منذ نشأتها في ستينيات القرن الماضي، حتى إسقاطها خيار الكفاح ودخولها في تسوية سياسية، وذلك بأسلوب روائي يمزج بين المذكرات الشخصية وتسلسل الأحداث التاريخية.

ينطلق المؤلف في سرديته الذاتية من تجربة والده النضالية الذي غادر فلسطين مطارداً من قبل الاحتلال عام 1969، وعاد بعد نحو ثلاثة عقود بموجب اتفاق أوسلو. تبدأ فصول الكتاب برحلة المسير الشاقة في صحراء سيناء، ومن ثم تتوالى المجريات بدءاً بأحداث أيلول الأسود في الأردن، مروراً بالحرب الأهلية اللبنانية وخروج القوات الفلسطينية من بيروت، وصولاً إلى توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل وتأسيس السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

يبرز المؤلف خلال هذه الفترات المتعاقبة تفاصيل دقيقة عن كل محطة ومرحلة، تشعر معها بأنه عاصر تلك الأحداث لحظة بلحظة، بل أكثر من ذلك، يوغل في الماضي البعيد ويستحضر أحداثاً ساهمت في تشكيل الوعي الثوري عند بطل الرواية حين كان طفلاً. في فصول لاحقة تدور أحداثها في مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين في لبنان، يسجل الكاتب ملاحظاته وانطباعاته الخاصة عن معنى اللجوء والكينونة الفلسطينية، ويسهب في تصوير أوضاع اللاجئين، وينقل صوراً ومشاهد دقيقة من أزقة وحارات المخيم. كما يجري مقاربة بين الصورة الرومانسية للوطن في مخيلة اللاجئ الحالم، والواقع الذي اصطدم به حين عاد إلى قطاع غزة بموجب اتفاق أوسلو، حيث سيشهد هناك بداية تأسيس السلطة الوطنية والحكم الذاتي المحلي، وسيرصد التحولات التي طرأت على المجتمع الفلسطيني في ظل واقع جديد يتناقض تماماً مع الصورة التي نحتها في قلبه وعلقها على جدران المخيم.

يمكن تصنيف الكتاب ضمن الأعمال الروائية التي تناولت التجربة الوجودية للشتات الفلسطيني، لكن ما يعطي قيمة إضافية لهذه الرواية، الجمع بين ذاكرة جيلين فلسطينيين: جيل حمل البندقية وآمن بها، وآخر كان شاهداً على انحراف مسار الكفاح، قبل التورط في تسوية سياسية تهاوت فيها الحقوق، وتبخرت معها أحلام اللاجئين بالعودة"!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الحالة الرابعة لنزع حجاب المتظاهرات.. هل تتعمده الشرطة ا


.. استشهاد طفلين وإصابة آخرين إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا




.. طلاب جامعة بيرزيت يطردون السفير الألماني من المتحف الفلسطيني


.. نتنياهو: سنواصل الحرب حتى تحقيق أهدافها كافة بما في ذلك تنفي




.. باتيل: إذا لزم الأمر سنحاسب مرتكبي الجرائم بقطاع غزة