الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعترافات امرأة عارية 1

روزا سيناترا

2022 / 4 / 25
العولمة وتطورات العالم المعاصر


شبه عارية أتجول في البيت كالعادة أحاول جاهدة كل الوقت ان أحتفل ببياضي بعيدا عن التلوث،التلوث الذي لا يعني بالضرورة تلوث الجو والبيئة والغبار فهنالك أفكار ملوثة،أفعال موجعة وأشخاص قمة في القذارة والإجرام،
وكعادتي أتخذ من العري فلسفة غاندي في البساطة والبعد عن ثقل الروح وهيبة الجسد وتماما كما الأطفال أحاول ان أجمع من النور ما يكفي كي ألعب بعيداً عن ضوضاء الموت المتكاثر حولنا كما لو كان وحشا ويأبى ان يرحل
عشت سنيناً هاربة من قبري بعيداً عن طوق الأشواك والظلام
عشت سنينا لا ادري فيها كيف تحملت،كيف مشيت في طريق الآلام وركبتي تنزف وعيوني تدمع
كل المعجبين حولي يقولون ان ابتسامتي أجمل ما رأوا في حياتهم وهم لا يعلمون كم كنتُ قوساً لكمان لشدة حزنه ووجعه يذبح ولكنني ورغم ذلك تعربشت على جدار الأمل كما تتعربش دالية أمي على سورها الناعم المهذب !

الأمل عملة المخذولين والمظلومين والحساسين ومن يعتمد عليه فقط سيؤؤل الى الإفلاس لكن الأمل شيء جيد والأشياء الجيدة لا تموت مثله مثل الفن الراقي وهمسة الحب الصادقة والقبلة المخطوفة بحرارة في سيارات العاشقين
كنت مشروع قصيدة ثم تحولت الى مشروع ثائرة ومتمردة على كل التقاليد البالية وبقدرة الخونة والوشاة والغدارين والقتلة تحولت الى مشروع محاربة بين الأرقام والأموال والمشاريع..
حياتي سرقت مني وقلبي توقف على عمر الواحد والعشرين تماما عند ايمان ذاك الشاعر النبيل بثوب موهبتي الذي تمزق من كثرة الخناجر !
ليس من السهل على المرء ان يعترف بأنهم سرقوا عمره عن سبق اصرار وترصد والبكاء لا يفيد الآن،البكاء رفيق المستسلمين وانا لست كذلك فقد أحني عليكم كما الدالية تلك فقط كي لا يسقط قلبي ويتكسر فوق المسامير !

هنالك أشياء موجعة أكثر من الموت بكثير
العطر الذي لا يقدره قلب شفاف
القصيدة التي لا تقرأها روح عذبة
وألم الحياة والنضال وحيدا لأنك آمنت يوما بالعدالة والحق
العدالة التي اتضح ايضا انها كذبة فأي عدالة في الأرض حينما تفلس دول بأكملها وابناؤها يموتون في اليوم ألف مرة لتوفير لقمة الخبز وهنالك أشخاص وفقط لأنهم يمتلكون ميزانية دول قادرين على شراء كل شيء حتى البشر انفسهم ولكن هل هؤلاء سعداء حقا ؟
فرق كبير بين السعادة والمتعة المؤقتة
نعم في عصرنا المال يعتبر من أهم الأشياء،المال يمنحك القوة والسيطرة وحرية القرار،المال يجعلك مرتاح البال من توفير احتياجات عائلتك،المال يمنحك حرية ادارة وقتك بالطريقة التي تعجبك بعيدا عن الضغوط والكآبة او العمل في وظيفة انت لا تحبها،المال يشتري لك انواعا كثيرة من الأمان وعلينا جميعا مهما نجحنا او كسبنا ان لا نتوقف عن الطموح نحو تحقيق الأفضل ماديا ومعنويا دون ان ننسى ابدا ان المال لا يشتري الحب ولا الصحة ولا الأصدقاء الأوفياء والسعادة الحقيقية تكمن في الرضا عما نفعل والإنجاز وأنا شخصيا اضيف للقائمة الابداع والقدرة على الخلق
أي نعم الخلق،قوة الخلق،الابداع في الخلق ،خلق الأشياء من لا شيء فأن ترسم لوحة مثلا او تصنع تحفة او تكتب قصيدة او اغنية فهذه بحد ذاتها سعادة ما بعدها سعادة لانها من صنعك انت،تميزك انت،زرعت نفسك فيها،ولونتها بنبض قلبك من الألف الى الياء ولكن ألن يحتاج الرسام لربطة الخبز في بيته أولا !

وتحديدا وفي هذه النقطة بدأت البشرية بالضياع في عصرنا
هنالك فرق كبير بين السعادة الحقيقية والمتعة المؤقتة او الرفاهية ومشكلة معظم البشر اليوم انهم يعيشون الوهم بكل ما تحمل الكلمة من معنى حيث ربطوا كل طرق رضاهم او سعادتهم الموهومة بالماديات والحديد والآلات والأرقام الوهمية في حواسيب تمنحك ذاك الشعور بأنك قادر على الحصول على اي شيء تريده
التوازن النفسي بين تأمين لقمة العيش وتحقيق ما تريد من سفر وحب ومتعة لا يتعلق بعدد سيارات الفيراري في ساحة البيت ولا بالأثاث المطلي بالذهب ولا بعدد النساء القادر على اغرائهن بالمادة فهؤلاء الأخيرات لن يحبوك بقدر حبهم لجيبك والذكر الذي ينظر الى المرأة كسلعة عليه ان لا يتعجب حين تتعامل معه كخردة الصراف الآلي تماما
الإنسان كائن اجتماعي يحتاج للحب والاهتمام والرعاية والكلمة الحلوة والمواقف الصادقة الحقيقية وقت الأزمات والكثير من الأبحاث والدراسات مؤخرا تؤكد ان الرضا والسعادة الحقيقية لا تأتي من القدرة على شراء الأشياء والذين يبدأون في ابراز مقتنياتهم هم لا يمثلون سوى ردود أفعالهم على ما عاشوه من عبودية وحرمان والضغوط التي يتعرض لها المرء في طريق جمع الثروة هائلة ومهلكة حيث لا يعود يرضيك شيء فحين تصل رقما معينا تريد أكثر وأكثر وحين يكثر المنافسون حولك تبدأ المعارك والحروب والتي في اغلبها (غير نظيفة وغير شريفة) وكلما زادت الثروة ازداد ذاك الشعور بالعزلة وأحيانا السخافة ايضا !

حين تحارب في هذه الحياة وحيدا تعرف ان لكل شيء ثمن والأثمان التي ندفعها احيانا مقابل مبدأ نؤمن به قد ترافقنا كل العمر والمبادئ والخطوط الحمراء جميعا تختلف بين انسان وآخر وعلينا جميعا احتراف الإختلاف والتعددية فليس من حق انسان سلب حياة او روح فقط لأنه يختلف معه في هذه المبادئ تحديدا ولا ادري لماذا ترافقني دوما ابيات الشاعر مريد البرغوثي حين قال:
" لا بأس ان نموت في فراشنا على مخدة نظيفة وبين أصدقائنا،لا بأس ان نموت ميتة بلا غبار وليس في قمصاننا ثقوب وليس في ضلوعنا أدلة" .
وهنا يتحدث تحديدا عن مشاريع الشهادة اي لا ضرورة للإنسان ان يكون كل الوقت مشروع شهيد ويضحي بجسده وروحه من أجل الوطن او المسجد او الارض او حتى الحجر فأنت بطل حياتك حين تسعى لتحقيق الأفضل لك ولعائلتك ولا بأس ان تموت ميتة طبيعية كما كل البشر الشهادة لا تعني ان تقتل نفسك والآخرين من أجل المستقبل المجهول ،الشهادة ان تكون قويا بما يكفي كي تصنع لنفسك حياة افضل وتبني مع مجتمعك فرص حياة وعمل حتى لو كان من خلف الكواليس فالبطولات الحقيقية ليست اسما على وسام شرف ولا رتبة عسكرية ما بل فعل حياة، وقدسية الحياة وثقافة الحياة أهم من ثقافة الموت وعلينا ان نتحد جميعا لنشرها ان لم يكن لأجلنا بل لأجل الأجيال القادمة التي قد تنجو من "الطوفان القادم " !
كثر يعتقدون ايضا ان السعادة في الألقاب وهذه كذبة أخرى ايضا !
ماذا ستفعل اذا اكتشفت ان التاريخ كله مزيف،الطب الحديث مزيف وحتى منظومة الرأسمالية التي نعيشها كلها فاشلة ومزيفة !
ستكفر بكل شيء لقنوك اياه فقط لأنك كنت طفلاً ولم تكن ناضجاً بما فيه الكفاية كي تفكر بمنطق وتبدأ بالبحث عن خيوط النور لوحدك وهذه الرحلة مكلفة ومتعبة ولكنها تستحق العناء
فأي منطق هذا حين ينتحر الأغنياء بسبب الوحدة والاكتئاب والحزن بينما دول بأكملها تعلن افلاسها مثل السلفادور وسيرلانكا ولبنان ؟

والامثلة في التاريخ كثيرة فالرئيس السابق لسلسة بنوك "ليمان براذرز " انتحر من الطابق 44 بسبب الضغوط المالية
والممثل والمليونير "روبن ويليمايز" الذي انتحر شنقا بعد رحلة طويلة من الاكتئاب و"بيتر سيمدلي" اغنى اغنياء بريطانيا الذي انتحر بالموت الرحيم ايضا مكتئبا بسبب مرض الزهايمر الذي لحق به ولم تسعفه كل ثروته في العلاج
والأمثلة كثيرة جدا
السعادة لا تتحقق اذا صارت الصفقات بدل الحب او شراء المقتنيات بدل المشاركة او جمع المال بدل الاستمتاع في الوقت تحت شمس البحر.
كي نكون سعداء حقا نحتاج لتحقيق المعادلات الصحيحة في حياتنا وتقسيم الوقت بشكل بارع وتوزيع الموارد فيما بيننا
لاحظوا ايضا ما يحدث مؤخرا هنالك الكثير من رجال الأعمال والمدراء للشركات الكبيرة الذين يستقيلون من مناصبهم ومنهم من اتجه لكتابة الكتب او حتى توزيع جزء كبير من الذي حققوه على بعض المشاريع الصغيرة او حتى الجميعات ولكن هل هذا هو الحل
بالتأكيد هذا ليس حلا فحين تصير اكثر عملة متداولة هي أرواح البشر انفسهم فنحن في أكبر مصيبة وفيلم In Time
الذي صدر عام 2011 من بطولة جاستين تيمبرليك يجسد نظرية الوقت وتفوق اهميته على المال نفسه حيث يتحدث عن فترة خيالية مخيفة جدا عام 2161 حيث يجدون طريقة لجعل الانسان خالدا وقادرا على الحياة للأبد
ولكن حياته مرهونة بساعة ديجتالية على يده والذي يتحكم فيها هو كم جمع في حياته من الوقت
هذا الفيلم مرعب ولكنه مهم والمواقف الانسانية التي تحدث من خلاله تعيد لنا التفكر بكل ما يحدث في عالمنا اليوم !
هل نبعد كثيراً عن ذاك العصر ؟ للأسف لا اعتقد ذلك طبعا والدلائل التكنولوجية والطبية كثيرة حولنا وما يحدث من تضخم في الولايات المتحدة قد يؤدي فعلا الى كساد لا عودة من بعده فحين يهرب المستثمرون نحو الذهب والملاذات الآمنة والمعادن الثمينة وحين تتراجع الثقة بالدولار فرفع أسعار الفائدة لن يوقف التضخم واذا استمر الوضع على ما هو عليه على الأغلب كلنا ذاهبون نحو دمار كبير للمنظومة الرأسمالية والكساد في غضون عام واحد فقط لأن كرة الثلج تتدحرج بسرعة خرافية ومقلقة
طبعا الأعمار بيد الله والله وحده يعرف ساعة كل واحد منا لكن ماذا لو عرفت انك تمتلك سنة واحدة للعيش فقط ؟ هل كنت ستستمر ببيع ساعات عمرك لتلك المنظومة ؟
(عبيد الأجرة )
ما علاقة العري بالسعادة وما علاقة الوقت بالمال؟
فكر !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جلال عمارة يختبر نارين بيوتي في تحدي الثقة ???? سوشي ولا مصا


.. شرطي إسرائيلي يتعرض لعملية طعن في القدس على يد تركي قُتل إثر




.. بلافتة تحمل اسم الطفلة هند.. شاهد كيف اخترق طلاب مبنى بجامعة


.. تعرّف إلى قصة مضيفة الطيران التي أصبحت رئيسة الخطوط الجوية ا




.. أسترازنيكا.. سبب للجلطات الدموية