الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة لمارين لوبان في رئة كاهن

طارق الهوا

2022 / 4 / 26
كتابات ساخرة


في الوقت الذي كان الفرنسيون يصوتون فيه لصالح ماكرون ضد مرشحة اليمن (المتطرف) مارين لوبان، طعن إرهابي (معتدل) الأب كريستوف عدة مرات في كنيسة سان بيار دارين في نيس، وكتب وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان في حسابه على تويتر (بعدما سخر كل سياسيي ووزراء العالم من استعمال ترامب لتويتر) إن كاهناً تعرض لهجوم بسكين في كنيسة في نيس بجنوب فرنسا، وأن حياة الكاهن ليست في خطر، والشرطة ألقت القبض على المهاجم.
وسارع رئيس بلدية نيس كريستيان إستروزي بتغريدة على تويتر (قبل أن يعرف أي معلومة عن المهاجم) وقال مُقلداً الأجهزة الأمنية في مصر: إن المهاجم مختل عقليا، وقالت السلطات الفرنسية أن الكشف الأولي للأطباء لم يشر إلى خطر في إصابة الكاهن، الذي أصيب في إحدى رئتيه أثناء قداس الأحد، وأكدت السلطات أن دوافع المشتبه به غير معروفة، بينما طوقت الشرطة المنطقة التي وقع فيها الحادث.
لم ترد أي أنباء بعد ذلك عن الكاهن المطعون ولا عن الراهبة المصابة التي حاولت منع الإرهابي المعتدل من اغتيال الكاهن، فهذه الحوادث تدوّن بتفاصيلها ضمن مواقع رصد الإرهاب في أوروبا فقط، لأن الإعلام والسلطات يتجنبون هذه الأمور شبه الأسبوعية التافهة، أو حتى تصنيفها كجريمة كراهية، وفي أحسن تقدير يشيرون إليها بعنف محلي كما في سويسرا، حتى لا تتفاقم الأمور في المجتمعات وتأذي السلم الأهلي، ويستغلها اليمين المتطرف أو النازيين الجدد أو الشعبويين في تحريض الناس.
رسالة السكين في رئة الكاهن، رغم هذه الاحتياطات الأمنية التجميلية، واضحة لمارين لوبان: "هذا ما سيحدث لو انتخبك الفرنسيون رئيسة".
ورغم ذلك، يبدو أن مواجهة التطرف وذراعه الإرهابية بشكل حاسم غير واردة في الغرب، لأن ماكرون قال لمارين لوبان في مناظرتهما انها ستتسبب في حرب أهلية لو منعت النقاب في الأماكن العامة.
المواجهة غير حاسمة حتى في عقوبات اقتصادية أو حرمان من المنح الشهرية للمتطرفين وعائلاتهم، الذين يعيشون على هذه المنح ويقولون أنهم يستحقوها لأن الغرب استعمر بلادهم! هل دفع المسلمون شيئاً لأنهم استعمروا اسبانيا 800 سنة؟ وهل دفع الاتراك شيئاً لسرقتهم لواء الاسكندرون من سورية؟
تُمارس هذه العقوبات فقط على بوتين وبنتيه، وتزداد حزمتها لتطال أصدقائه اسبوعا بعد اسبوع، وقد تسري لو طالت العمليات في أوكرانيا فيُعاقب جيران بوتين في البناية عندما كان مجرد ضابط في الاستخبارات، وربما مطلقته لأنها تزوجته.
الأدهى من ذلك أن نزع الجنسية عن الإرهابي المعتدل المتجنس، وارجاعه إلى وطنه الأم، يواجه بنداءات ومناشدات من جمعيات حقوق الاجرام التي لا ترسل باقة ورد بلاستيك للمعتدى عليهم، ولا تقف بلافتات تدين الإرهاب في جنازاتهم.
يذكر الدكتور عبد الرازق الفارس في كتابه "فقراء الوطن العربي في ازدياد" أن "الدراسات تؤكد الفقر في الوطن العربي كان في انخفاض مستمر خلال الفترة من 1950 الى 1980، ثم بدأ بالارتفاع خلال الفترة منذ منتصف الثمانينات وحتى الآن، وتكاد تنطبق هذه النتيجة على كافة البلدان العربية، حتى النفطية منها"
ما ذكره عبد الرزاق الفارس يتطابق تماماً مع الفترة التي رُفع فيها شعار "الإسلام هو الحل" وتعاظم وجود المتأسلمين في السلطة والسياسة، فهل هذه الأيديولوجية تعتمد على الفقر لنشر ثقافتها عربياً ودوليا؟
وفقاً لتقديرات "المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم" بلغت نسبة الأمية في العالم العربي عام 2000 معدل 40%، شكلت نسبة الذكور منها 30%ونسبة الاناث حوالي 52%.
الأرقام تعني أن المتطرفين جهلة في معظمهم، وثقافة الجهل تناسب العلماء ورثة الأنبياء لنشر أيديولوجيتهم وبسط نفوذهم السياسي، وانتشار ثقافة سير النساء داخل خيام، التي تُفرض سماعيا أولا على جاهلات على انها جزءا من العبادة، لتصبح بعد ذلك ثقافة عامة في المجتمع بالتداعي والضغط والتهديد والحرمان من الترقية ونبذ كل من لا ترتدي خيمة، وتصل عقوبات السافرة أحياناً إلى بقائها عانسا، إضافة لما تسمعه عن عذاب القبر وتبديل جلدها في جهنم كلما حرقته النار بوساطة إله رحيم يقول لا تقنطوا من رحمته.
إذا نظرت إلى صور ناكازاكي وهيروشيما عامي 1948 وعام 2022 ستجد فرقا هائلا، وإذا نظرت بعين ذكرياتك إلى أوروبا عما كان يُقال عنها سنة 1980 وبعين المستقبل إلى سنة 2050، ستدرك أن ضرب أوروبا بالأميين المعتدلين أشد فتكا من ضربها بقنابل نووية. تدمير القنابل الذرية يمكن إصلاحه بإعادة البناء، وتدمير العقول المتزمتة يستحيل إصلاحه لأنه يتفاقم.
الأميون والفقراء يزحفون على الغرب لزيادة فقره وأميته، ونشر ثقافة الجهل والتعصب بالتداعي، في حين تتهم جمعيات حقوق الاجرام ترامب بأنه عنصري ويميني متطرف عندما يقول أننا يجب أن ندقق في نوعية المهاجرين إلينا.
السيدة مارين لوبان أنذرت فرنسا بتدمير ثقافتها، وصوّت لها 45.2 % من أجل ذلك فقط، وهي نسبة تفوق من صوتوا لماكرون لعدة أسباب، ولا مشكلة أبدا في تطرفها حفاظاً على ثقافتها، وعلى فرنسا تدبير أمورها قبل أن تتفاقم أكثر، لأن فكرة الانفصال عن فرنسا قد زُرعت فعلا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو


.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها




.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف