الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الثورة والثورة المضادة في الحرب الأوكرانية

امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)

2022 / 4 / 26
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


إن الأحزاب الشيوعية اليوم جميعها يفتقد للعقيدة العسكرية مما يدل عن عدم تواجدها اليوم في الحرب الأوكرانية وغيرها من الحروب، فهل تبحث عن حلفاء سرياليين أم يعيش ضمن سرياليتها عن الخلاص بدون ممارسة عملية وأقصى العسكرية ؟ أعتقد أن الأحزاب الشيوعية بعد تأثير الحزب الشيوعي الروسي التحريفي من خروتشوف إلى غورباتشوف قد تم تحنيطها ووضعها في متاحف الإمبريالية.

وأعتقد أن بوتين ما هو بوطني ولا أممي ولا يمكن له أن يصبح حليفا ناجها لأحزاب شيوعية منتهية صلاحيتها، حيث لا يمكن انبعاث الحياة من ميت تحت الأرض، نعم من حق الشعوب أن تنتفض ضد الإمبريالية فقد قامت بذلك في أكثر من مناسبة، لكن المعضلة في غياب التنظيمات الثورية التي يمكن أن تقودها إلى الانتصار.

إن قيام الثورة بأوكرانيا يتطلب تحقيق الثورة بروسيا ولن تستطيع دبابات وطائرات وصواريخ بوتين تحقيق هذه الثورة بقدر ما يمكنها تحويل الحرب الأوكرانية إلى حرب إمبريالية كحرب مضادة للثورة.

إن الإنحياز الأعمى لأحد الطرفين في الحرب بأوكرانيا بدون تحليل وانتقاد علمي مادي للممارسة العملية للنظام بروسيا يعتبر مشاركة في الحرب الإمبريالية القائمة اليوم، وهي حرب مضادة للثورة في عمقها بالرغم مما يحوم حولها من تخمينات خارج التصورات العلمية المادية، والسؤال المطروح هو هل هذه الحرب حرب تحرر وطني ؟ ذلك ما لا يمكن أن نثبته من منظور الماركسية اللينينية للحرب الوطنية الثورية ضد الحرب الإمبريالية، لكون روسيا لم تقطع بعد مع الإمبريالية التي فككت الاتحاد السوفييتي بتحالف مع الحزب الشيوعي السوفييتي التحريفي، ولم يقم بوتين بعد بالنقد الذاتي للإساءات التي تم ألحقها بستالين بعد اغتياله والشروع في تخريب التجربة الاشتراكية بروسيا وشرق أوربا.

ن بوادر تشكل قطب ثاني في ظل الإمبريالية من أجل تقسيم العمل عالميا ممكن أن تكون، لكن بالمفهوم الاشتراكي غير وارد، حيث أن الحرب الإمبريالية بأوكرانيا كذبت ذلك في الواقع الملموس بحكم أن الدول التي كان بوتين كان يعتمد عليها لم تستعد بعد لذلك سياسيا واقتصاديا، مما جعل هذا التصور غير وارد، بل وتم إجهاضه بسرعة بوتين في الغوص في الحروب الإمبريالية.

إن امتلاك الأسلحة النووية لا يكفي للانتصار في الحروب الإمبريالية حيث لا يمكن تغيير الأساس الإقتصادي العالمي من الرأسمالية إلى الاشتراكية من صلب الغوص في الإمبريالية، لهذا فإن زعم بوتين بأنه يؤسس لقطب ضد أمريكا لا يعدو أن بكون إلا درب من السياسوية والدعاية العسكرية، كما أن فشله في تحقيق الأهداف التي أعلن عنها منذ بداية الحرب جعله في موقع ضعف وبين حقيقة قوة روسيا التي لطالما أغرقتنا وسائل الإعلام بكثير من الكلام عن ضخامتها، ولما نتحدث عن دولة لها استراتيجية وبرامج سياسية واقتصادية وعسكرية في الواقع الملموس ليس كما نتحدث عن حزب يحكم دولة، فبوتين قائد دولة تسمى دولة عظمى حسب التقديرات الاستراتيجية للخبراء الاستراتيجيين.

ويبقى أن نشير إلى أننا لم نصل بعد إلى عمق الحرب السياسية والاقتصادية التي ستبدأ مفعولها بشكل عاصف بعد إيقاف أصوات المدافع التي لن تكون في صالح روسيا، ذلك ما كبل الصين وإبران التي كان يعتمد عليها بوتين، خوفا من أن تنهار مصالحها بالغرب الإمبريالي لو دخل في هذه الحرب، مما يطرح من جديد عدم قدرتها على تغيير الإساس الاقتصادي العالمي الذي يتسم بسيطرة الرأسمال المالي الإمبريالية في أقصاه بتحكم الدول الاحتكارية العالمية فيه وعلى رأسها أمريكا عكس ما كان يروج له من تحكم الشركات العابرة للقارات فيه، مما جعل تطبيق العقوبات الاقتصادية على روسيا تتم بقرار من أمريكا والدول الأوروبية وليس بقرارات هذه الشركات.

اليوم تجتمع أربعون دولة عبر وزراء دفاعها بأكبر قاعدة عسكرية أمريكية بألمانية لحسم الموقف من الحرب الإمبريالية بأوكرانيا وتتبعها هناك لحسم مصيرها ضد انتصار روسيا، لكن مع الأسف الشديد ما زال بوتين ولافروف يعتقدان أن تصريحاتهما عن امكانية استعمال الأسلحة النووية والتلويح بالحرب العالمية الثالثة لا تتخذها دول الناتو بجدية، حيث يشكل ذلك إرهابا لهذه الدول وحلفائها ويعيدها إلى نتائج الحرب الإمبريالية العالمية الثانية ويدعوها إلى استجماع قواها من أجل منع روسيا من الانتصار في هذه الحرب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |


.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ




.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا


.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟




.. سيارة جمال عبد الناصر والسادات تظهر فى شوارع القاهرة وسط أكب