الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القرود واللودو

محمد مهاجر

2022 / 4 / 27
الادب والفن


-
صعد الرجل الرجل الافريقى الى البص وجال ببصره يمنة ويسرى باحثا عن مقعد خال. وفى الوقت الذى هم فيه بالتحرك نحو المقعد مد احد القرود يده من خلال السياج المخصص للحيوانات. ولم يستطع الرجل الفكاك من القرد المتشبث والذى احكم قبضته عليه وساعدته قرود اخرى. وقد فهم الرجل ان سر الالحاح هو حاجة القرود الى زميل يلعب معهم اللودو. وعند انضمامه أصبحت اللعبة أكثر تنافسية واشد اثارة لانها شملت استبدال اللاعب المهزوم بلاعب اخر.

عندما وصلت القرود الى المحطة جمعت اغراضها وضربت بارجلها على الأرضية مودعة الرجل وأصدرت أصواتا وفوضى ثم هرعت الى صاحبتها التى كانت تقف في المحطة ملوحا والشوق يكاد يقطع احشاءها. وتماما كما توقع بادرت الفتاة التي جلس صاحبنا بجوارها بسؤال موجه مباشرة اليه فقالت

لقد خرجت منتصرا ولكن هل كنت تتوقع الهزيمة؟
بالطبع لا
لماذا
لان الانتصار هنا متعلق بالاجابة على التساؤل الدائر الان حول مدى تاثير تطور التكنولوجيا على ذكاء القرود.


سادت فترة صمت. حسب الرجل ان الفاتة غضب وظن الرجل انه اخطأ التقدير. تدخل الاب الذى كان يجلس على المقعد المجاور فتحدث باللغة الفرنسية محاولا شرح وجهة نظره, ولما وجد ان الرجل الافريقى لا يفهم الفرنسية جعل يتحدث باللغة بالعربية. ومن حسن حظ المغربى ان الرجل الافريقى كان هو الاخر يتحدث العربية. ومد الرجل يده مصافحا جاره واخبره انه سودانى. وتبادلا اطراف الحديث الى ان توقف البص في محطة الإقلاع قرب مطار مانشستر.

رحبت المضيفة السمراء بالمسافرين ونبهتهم الى إجراءات السلامة ورددت العبارات بعدة لغات منها العربية والامهرية. وحين كانت توزع الطعام والشراب سألها السودانى ان هى قامت بزيارة الى السودان فاجابته بالنفى واردفت انها مولودة في بريطانيا ولم تزر بلادها الا لماما.

حين هبط البص في مطار أمستردام سلوتردايك وسمع السودانى صوت المضيفة, ترك الثرثرة مع المغاربه وارخى اذنيه ليسمع ما تقوله. كانت المصيفة تقول


هذا البص سيسلك مسار المترو, وعددت المحطات التي ستمر بالحى الشرقى وتنتهى في أمستردام امستل.


في تلك اللحظة تنفس الرجل الصعداء لان البص سيوصله الى مبتغاه. وبعد دقائق من حديثها عادت المضيفة وجلست بجوار السودانى. حدثته عن التطور العلمى والتكنولوجى الكبير الذى شهدته اثيوبيا ومنها امتلاكها لالاف الشبكات من البصات الطائرة. اما هو فلم يجرؤ على الحديث عن السودان لانه غاب عنه لمدة طويله ولم يهتم بسماع الاخبار نسبة لكثرة الحروب. وقبل ان تغادر المكان نبهت المضيفة الرجل السودانى الى انها ستنقل اليه خبر طازج حين تؤوب راجعة.

عادت الثيوبية وجلست بالقرب من السودانى واستدارت نحوه حتى شعر بدفء ابتسامتها النضرة يغشاه فيزيد شوقه لسماع الخبر او ما يزيد على الخبر. عدلت هندامها الانيق وقالت


اليوم سيتم الإعلان عن انضمام اثيوبيا الى دول الاتحاد الذى سيشمل يوغندا وجنوب السودان والسودان واريتريا بالإضافة الى اثيوبيا

تبسم وقال

اذن هو مقدمة لتكوين اتحاد دول القرن الافريقى

قالت المضيفة

نأمل ذلك


ترجل السودانى ونظر الى ساعته فوجد ان الوقت قد ازف لكى يسرع الى اسرته ويستعدوا لحضور احتفالات راس السنة الميلادية 2040 والمقامة في ساحة المتاحف في مركز مدينة أمستردام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عدت سنة على رحيله.. -مصطفى درويش- الفنان ابن البلد الجدع


.. فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي




.. الأسطى عزيز عجينة المخرج العبقري????


.. الفنانة الجميلة رانيا يوسف في لقاء حصري مع #ON_Set وأسرار لأ




.. الذكرى الأولى لرحيل الفنان مصطفى درويش