الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الذكرى الخامسة للحادي عشر من سبتمبر

محمد زكريا السقال

2006 / 9 / 13
ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001


الحرب الباردة التي سادت العالم ما يقارب الخمسة عقود ، والتي تمفصلت بين قطبين عملاقين يمتلكان قوى ردعية عالمية ، يتسابقان على تطويرها . طحن في الصراع المعلن بينهما والمستتر أحيانا ، الكثير من البشر على امتداد القارات ، نسفت انظمة وركبت أنظمة. ومرت على العالم شعارات مثل الاشتراكية والعدالة ، والحرية والديمقراطية وحقوق الانسان ، وعشنا على توصيفات مثل عالم شمولي يلغي الفرد والمجتمع كأداة ابداع وانتاج ، ويفرض بالقوة ثقافة استبدادية فوقية ، وعالم يبشر بالحرية كحرية للرأسمال واحتكار السوق والانتاج من أجل سيطرة شركاته وسيادة مصالحه.
بين هذين الوحشين كنا نحن وكثير من دول العالم نتأرجح ، بين عدالة نريدها من اجل توازن إنسانيتنا ، وحرية تعبر عن هذه الانسانية . كنا نتبضع من هذه الأسواق ونشتري دون تدقيق ، البالي والجديد ، نخزن ونكدس في فضاء وعينا ، فانتجنا وعيا مشوها ، أو ساهمنا في تشويه الوعي ، أو بقصورنا على استنباط حلول موضوعية وواقعية لمجمل القضايا التي تعج بها المنطقة العربية ، من قضايا التحديث ، لقضايا الدين والسياسة ، للحقوق والحريات ، للأقليات العرقية والاثنية ، وللعجز عن بناء دولة ودستور المواطنة ، لمسألة التحرر الوطني والقومي وبناء الوحدة العربية !!!!
كنا نرتجل ونقلد ، ونردد ونستلب ، من خلال استلاب الهوية المكونة ، لننتج هويات مشوهة هشة قابلة للإنكسار والارتداد بطرق متخلفة ودوغمائية ، فاقدة للاتجاه تدور في حلقة مفرغة. لهذا من أهم المفارقات التي أعقبت الحرب الباردة ، هي قدرة الأنظمة ( الاشتراكية ) على هضم الواقع والاندماج في عملية الانتاج العالمي ، بينما بقي العالم العربي عرضة لمحورين متوحشين ينهشان جسده ويمزقانه ، محور رأس المال ،الذي عمل على تقوية ودعم محور الاستبداد ومده بالحياة من خلال خلق مبررات وجوده ، ومحور الاستبداد الذي شكل التربة والمناخ الطبيعي لضرب آخر أسس المدنية والعلمانية لينتج أصولية همجية تعيد الصراع للوراء وتقضي على كل مقدمات بناء مجتمع ، نهضوي حداثي وانساني . محوران عملا على مركزة العالم بين همجيتين * تتقاطع مصالحمها من خلال تقاطع أهدافهما .
من الواضح أن العالم تغاضى كثيرا عن السياسة الحمقاء والفاشية للمركز الرأسمالي والتي تمثله إدارة الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث تريد فرض سيطرتها على العالم واعادة صياغته بالقوة المسلحة ،حيث تجليات الكراهية لهذه السياسة كانت واضحة وتفقأ العين من خلال دعمها للدكتاتوريات والرجعيات في العالم ، والعالم العربي خاصة ، وإحاطتها للثكنة الصهيونية بالدعم والرعاية والأمن على حساب شعوب المنطقة ، وقضم حقوق الشعب الفلسطيني ، واطلاق يد الكيان الصهيوني ليمارس مجازره وفاشيته بشكل سافر .
الحادي عشر من أيلول ، هو نتيجة لسيادة أحد المركزين العالميين والذي اتسمت سياسته الخارجية بالرعونة والحماقة ، والتي هزمت بكل المحافل الدولية للمنظمات الغير حكومية وتوجت في مؤتمر دربان ، هذه الحماقة مازالت تدفع ثمنها وستدفع البشرية مالم تبادر النخب وقوى السلام العالمي بالتصدي لهذا المركز الهمجي في الولايات المتحدة الأمريكية لعزله واسقاطه من أجل السلم العالمي . إن اسقاط هذا المركز الداعم للكيان الصهيوني المنفات من عقاله مهمة ملحة من أجل تأهيله للسلام واحترام حقوق الغير . فلقد اثبتت مجريات الأحداث أن هذه الثكنة غير مؤهلة للسلام ، حيث عمل هذا المركز الوحشي على تطويع العالم العربي واذلاله باسم عملية السلام ، دون المساس بكل الصلف والعنجهية الصهيونية ، لهذا لايمكن ان تمر ذكرى الحادي عشر من أيلول دون تذكر السياسة الأمريكية في منطقتنا . ولايمكن تذكر مهاجمي الأبراج إلا بتذكر كل المآسي التي مرت بها المنطقة والتي أطلقت فيها أمريكا اليد لكل إرهابيي العالم ، وعملت على ضرب الحرية والديمقراطية من خلال دعم نظم الاستبداد والتخلف . العالم مطالب اليوم أكثر مما مضى لنزع فتيل الدمار للعالم بنزع هذا المركز وعزله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا: ماذا وراء زيارة وزيريْ الدفاع والداخلية إلى الحدو


.. إسرائيل وحسابات ما بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة في غزة




.. دبابة السلحفاة الروسية العملاقة تواجه المسيرات الأوكرانية |


.. عالم مغربي يكشف عن اختراع جديد لتغيير مستقبل العرب والبشرية




.. الفرحة تعم قطاع غزة بعد موافقة حماس على وقف الحرب