الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النتاج الفني العراقي ومسؤولية الحفاظ عليه

صادق الازرقي

2022 / 4 / 28
الادب والفن


في الاخبار ان وزارة الثقافة العراقية افتتحت مؤخرا معرضا جمع أعمال فنانين رواد في الرسم والنحت، كانت سُرقت عام 2003 من أكبر المراكز الفنية في بغداد الذي كان يضم آلاف اللوحات والاعمال النحتية التي مازال مصير أغلبها مجهولا، بحسب المسؤولين؛ وفي تفصيلات الخبر ان القاعة تحمل اسم أشهر الفنانين العراقيين الرواد فائق حسن، وضمت نحو مئة لوحة رسم وعمل نحتي جرت استعادتها من الولايات المتحدة وإيطاليا وسويسرا والأردن وقطر.
والمفارقة هنا ان مسؤولين صرحوا على هامش المعرض ان اعمالا فنية غيرها ما تزال تنتظر الترميم في المخازن؛ ومكمن الغرابة هنا هو هذا الوقت الذي يمر هباء من دون ان ترمم كي يتسنى للأجيال الشابة الحالية الاطلاع على نتاجات مبدعي بلدهم السابقين، لمواصلة مسيرة الانجاز التشكيلي والمنحوتات، التي عرف بها العراق على مدى تاريخه وتواصلت على مر العصور.
والمفارقة الاخرى ان المعروض يقتصر على مئة عمل فني في حين ان المسؤولين عن العرض يقولون ان "عدد الأعمال التي جرت استعادتها بعد عام 2003، هي 2300 عمل من أصل سبعة آلاف سُرقت"، بحسب قولهم، فماذا يمثل رقم المئة ازاء اكثر من الفي عمل لاسيما ان كثيرا منها جرى تسلمه منذ سنين ويحق لنا ان نتساءل هنا عن سر التهاون في صيانتها وعرضها طيلة المدة السابقة.
يعود تاريخ انجاز الاعمال المعروضة الى اربعينات وخمسينات وستينات القرن الماضي ومنها لوحة كبيرة للفنان فائق حسن انجزها عام 1967 و تمثال الأمومة لجواد سليم، وهو تمثال خشبي، كما تتواجد أعمال تعود لرواد الفن التشكيلي العراقي منهم، عبد القادر الرسام وكاظم حيدر وجميل حمودي ونوري الراوي واسماعيل الشيخلي وحافظ الدروبي وشاكر حسن آل سعيد ونوري مصطفى بهجت وعبد الكريم محمود وسعد الكعبي، وجميع الاعمال تعرضت للسرقة والنهب في احداث نيسان ٢٠٠٣ وما بعدها.
وفيما يشدد فنانون زاروا المعرض على اهميته فانهم زادوا بالقول ان "الرواد هم الذين أسسوا الفن العراقي المعاصر، إذا فقدنا اعمالهم فقدنا التأسيس ودائما البناء من دون اساس يهدم"، بحسب تعبيرهم.
ونحن نقول هنا، ان المسؤولية الوطنية والاخلاقية تحتم الحاجة لفتح قاعات وصالات عرض فنية جديدة، فلتطوير الذوق الفني للأجيال الحالية لم يعد الامر يكتفي بمجرد قاعة او قاعتين، لاسيما ان الاعمال المستعادة لا يمكن ان تحتويها قاعة واحدة، كما ان من مسؤوليتنا ربط الجيل الحالي من شبابنا بالأجيال الفنية والثقافية العراقية الرائدة التي سبقتنا، في سبيل ادامة نسغ الحياة الاعتيادية التي تشكل الثقافة والتنوع الابداعي قوامها واساسها، كما ان علينا ان نخصص مجموعات تتمتع بالمهنية والحرفية في ترميم واحياء المتواجد منها الذي جرى استرجاعه؛ اذ ان الأعمال التي ما زالت في المخازن تنتظر الترميم والتهيئة، بحسب ما صرح به مدير عام دائرة الفنون العامة التابعة لوزارة الثقافة الفنان التشكيلي فاخر محمد لوكالة الأنباء الفرنسية، مشيراً إلى أن جزءا منها تعرض إلى أضرار ناتجة عن "طريقة التخزين غير المثالية طيلة السنوات الماضية بعد استعادتها"، على حد وصفه.
نقول، يجب ان يتمتع المسؤولون عن الثقافة والفن العراقي بالدراية الكافية لمتطلبات التواصل مع النتاج الفني التشكيلي و "النحتي"؛ وان يمتلكوا المرونة المطلوبة للتكيف مع الوقائع والاحداث في سبيل ايصال الابداع العراقي المنجز في الحقبة والحقب الماضية الى شبابنا المعاصر كي تتواصل الوشائج بين الاجيال، فهذا تاريخ بلد في المحصلة، وان بأيدينا وتوجهاتنا نحن لا غيرنا ان نحافظ عليه ونرتقي به ونربطه بالحاضر او نهمله فيتلاشى كل شيء؛ وعلى سبيل المثال وبرأيي لم يعد مقبولا ان تتواجد قاعة واحدة معروفة لعرض النتاجات الفنية مثل قاعة جواد سليم "قاعة كولبنكيان"، بل ان مكانها في ساحة الطيران بمنطقة الباب الشرقي لم يعد مقبولا ازاء النشاط التجاري الكبير التي تشهده تلك المنطقة وحركة البيع والشراء النشطة فيها، يجب ان تتعدد القاعات وتنتشر في مناطق بغداد والمحافظات، ويلزم المسارعة بترميم المتواجد من الابداعات التشكيلية والنحتية واعادة عرض بدائع الفن العراقي اسوة بما تفعله الدول المتحضرة لفنونها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل