الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مساخر فكرية سورية

ثائر دوري

2006 / 9 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


منحتنا الحرب العدوانية ، التي شنها الكيان الصهيوني على لبنان بغرض اجتثاث حزب الله ، فرصة لتأمل المساخر الفكرية التي تحفل بها الساحة السورية .............
أول هذه المساخر أنك وجدت كتابا و مفكرين ( بين قوسين ) سخروا قلمهم و فكرهم منذ عدة سنوات للنيل من العروبة و القومية العربية ، فاخترعوا ألفاظا مثل "القومجية "و "القوميوون "، و صارت لا تذكر على ألسنتهم كلمة العرب إلا و تبعتها كلمة "جرب" ، فبعرفهم كل العرب جرب . اكتشف هؤلاء فجأة أنهم قوميون متعصبون ، فصاروا يحذرون شفاهة و كتابة من الخطر الفارسي الوشيك على العروبة ، و صاروا يعلنون تمايزهم عن الآخرين بحجة أنهم عرب و الآخرون غير عرب ، و نسوا أنهم ، هم أنفسهم و ليس غيرهم ، من كان يتهم العرب بالجرب و يسمون المنادين بالقومية العربية بالقومجيين ، و هم من لم يترك فرصة ليحقر العروبة إلا و استغلها . لكن العروبة التي أعادوا اكتشافها ليست العروبة التي سبق و حقروها . فالعروبة التي حقروها هي العروبة الإنسانية التي تحمل مشروعا تحرريا مقاوما للصهيونية و الإمبريالية . أما العروبة التي اكتشفوا أنفسهم بها فهي عروبة الإنقسامات العرقية و عروبة العداء للمكونات التاريخية و لدول الجوار الإسلامي ، و هي عروبة موظفة بخدمة المشروع الإمبريالي . و بالطبع فإن هؤلاء أعجز من أن يكتشفوا شيئاً بأنفسهم بل هناك من جعلهم يكتشفونها ، فهي عروبة مجربة في بداية القرن العشرين إنها عروبة لورانس التي رفعها الإنكليز لتفتيت التاريخ و الجغرافيا ...!! !
ثاني هذه المساخر أن أناساً كانوا يعلنون عن أنفسهم علمانيين و يدعون لدولة علمانية ، و بعضهم يعتبر أي دين هو نوع من المرض الذي أصاب الإنسانية و لا حل له سوى العلاج بأي دواء ، أي دواء و لو كانت آثاره الجانبية تصل حد قتل الجسد الذي يريدون معالجته ، على طريقة نجحت العملية و مات المريض ........!!
بشر يعلنون صباح مساء أنهم ملحدون ، اكتشفوا فجأة أنهم " سنة " فبدأوا يحذرون من الخطر الشيعي و صار محور أحاديثهم "الهلال الشيعي " و محاولات نشر التشيع ........الخ . و لتكتمل المساخر فإن بعض هؤلاء ليسوا "سنة "من حيث المولد ، و بعضهم ليس مسلماً من حيث المولد . لكنهم اكتشفوا أنفسهم "سنة " و لله في خلقه شؤون .

أما ثالثة المساخر ، فهي أن قسم من المعارضة السورية لا يعرف حتى اليوم أن اسم الحزب الذي يقاوم في لبنان هو "حزب الله ". و لأنهم لا يعرفون هذه المعلومة السرية و الخطيرة فقد تجنبوا ذكر اسم هذا الحزب في بياناتهم التي تدين العدوان الصهيوني و تتضامن مع المقاومة اللبنانية ، هكذا مقاومة تسبح بالفراغ لا اسم لها و لا عنوان ........
ربما ليسوا بمتأكدين أن حزب الله هو المقاومة لأن هذه المعلومة سرية جداً و حرص الجماعة على الدقة و الموضوعية لا يضاهى فهم لا يريدون أن يقدموا معلومة غير دقيقة لجماهيرهم ، كأن يقولوا لهم إن حزب الله هو المقاومة في لبنان . و هذه الدقة نفسها هي التي جعلتهم بعد ثلاث سنوات و نيف لا يجزمون بوجود مقاومة بالعراق و جعلتهم مصرين على معرفتها باللمس حتى يقروا بوجودها ، كما صرح أحدهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصير مفاوضات القاهرة بين حسابات نتنياهو والسنوار | #غرفة_الأ


.. التواجد الإيراني في إفريقيا.. توسع وتأثير متزايد وسط استمرار




.. هاليفي: سنستبدل القوات ونسمح لجنود الاحتياط بالاستراحة ليعود


.. قراءة عسكرية.. عمليات نوعية تستهدف تمركزات ومواقع إسرائيلية




.. خارج الصندوق | اتفاق أمني مرتقب بين الرياض وواشنطن.. وهل تقب