الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نازيون بسمنة ونازيون بزيت ...!

وهيب أيوب

2022 / 4 / 29
حقوق الانسان


ماذا يمكن القول وبأي كلمات يستطيع المرء وصف تلك الوحشية الهمجية المنفلتة من أي آدمية إنسانية والمُفارِقة لأي أخلاق وقيَم بشرية، بعد مشاهدة هذا الفيديو التي أعلنت عنه وبثته صحيفة الغارديان البريطانية حول المجزرة المحرقة التي ارتكبها عناصر عصابة الأسد المجرمة في حيّ التضامن بدمشق عام 2013 بـ 41 مدنياً تمّ اقتيادهم إلى حافة حفرة كبيرة ثم إطلاق النار عليهم وهم مكبّلين ومعصوبي الأعين، ودفعهم بالركل إلى أسفل الحفرة مكوّمين مع إطارات الكاوتشوك وقطع الخشب ثم سكب البنزين فوقهم وإشعال النار بجثثهم في مشهد تقشعر له الأبدان ويشيب من هوله الولدان.
هذا هو النموذج الذي دعمه وناصره بوتين في سوريا.
ولا بدّ هنا من الإتيان على سيرة مجرم الحرب الروسي بوتين، الذي يشنُّ حرباً على أوكرانياً، وأحد مبرّراته هو وفيلسوفه ألكسندر دوغين لتلك الحرب؛ أن أحد أهمّ أهداف تلك الحرب هو القضاء على النازيون الجدد في أوكرانيا، ولكن أيّها الفيلسوف العبقري الشيزوفريني دوغين، كيف يستقيم هذا الطرح وأنتم قمتم بالتحالف ودعم بشار الأسد وهو أبشع وأقذر نظام نازي في هذا العصر وإنقاذه من السقوط بعد قصف مناوئيه من السوريين بالطائرات والصواريخ، وتجريب أكثر من 320 سلاح جديد بحسب وزير دفاعكم فوق رؤوس الشعب السوري وارتكاب أشدّ أهوال القتل والتدمير، ويعلم بوتين ووزير دفاعه وفيلسوفه دوغين؛ أن نظام الأسد الكيماوي وعصابته؛ هم أكثر النازيون الجدد وحشية وهمجية، من خلال ما ارتكبوه من مجازر مرعبة بحق مواطنيهم وليس بأعداء خارجيين، ومع ذلك قاموا بالتحالف معه وإنقاذه، وهل ارتكب النازيون الجدد في أوكرانيا ما يشبه تلك المجزرة المحرقة المروّعة التي ارتكبها نازيو الأسد بالمدنيين السوريين؟!
فهل يحقّ بعد ذلك لبوتين وفيلسوفه دوغين والرعاع العربان المؤيدين لبشار وبوتين أن ينبسوا ببنت شفة؟
ويتحدّث هذا الفيلسوف في هذيانه عن الحرب الذي يشنّها رئيسه على أوكرانيا؛ أن الصراع في أساسه صراعاً حضارياً وثقافياً مع أوروبا وأمريكا والغرب عموماً، وأن روسيا في هذه الحرب إنما تدافع عن قيمها الحضارية والثقافية والأخلاقية وإرثها التاريخي.
لكن الناس في العالم تتساءل؛ كيف أن الدول التي استقلت عن روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي؛ قد اختارت النموذج الأوروبي للحكم والانتماء للاتحاد الأوروبي وأيضاً لحلف الناتو، دون أن يجبرهم أحد بالقوّة على ذلك أو إطلاق أي رصاصة، وأن بعض الدول التي استقلت عن روسيا والمغلوبة على أمرها والتي ما زالت تتبع لإرادة روسيا البوتينية؛ قد تمّ إخضاعهم بالتهديد والوعيد وقوّة السلاح وليس بالخيار الحرّ.
نقول أن الصراع هو بالفعل حضاري ثقافي وقيمي أخلاقي، لهذا اختارت تلك الدول بمحض إرادتها النموذج الأوروبي الديموقراطي بعجرهِ وبجرهِ، مُفضّلينه على النموذج الروسي الديكتاتوري القيصري الحربجي، اختاروا الحريات وحقوق الإنسان السائدة في أوروبا وحرية الصحافة،على القمع والاضطهاد السائد في روسيا بوتين. وعلينا أن نتذكّر أنه أثناء الحرب الباردة بين الاتحاد السوفياتي والغرب وأثناء تقسيم ألمانيا إلى شرقية وغربية، كان المواطنون الألمان يهربون من الشرقية للغربية مُعرّضون أنفسهم للخطر في العبور خلال الأسلاك الشائكة من شرق ألمانيا الجاثمة تحت سيطرة السوفييت إلى غربها الأوروبي وليس العكس، وأن كل محاولات التحرّر من نير السيطرة السوفياتية من بعض دول أوروبا الشرقية تمّ قمعها وإخضاعها بالدبابات.
فهل يُدرك مؤيدو بوتين وخاصة العربان؛ لماذا يقف العالم بغالبيته ضد هذا النموذج الروسي البوتيني الفاشي؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زعيم المعارضة الإسرائلية يحذر نتنياهو: التراجع عن الصفقة حكم


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - مسؤول الأغذية العالمي في فلسطين:




.. تغطية خاصة | إعلام إسرائيلي: الحكومة وافقت على مقترح لوقف إط


.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بقبول مقترح -خارطة الطري




.. آلاف المجريين يتظاهرون في بودابست دعما لرئيس الوزراء أوربان