الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اي انسداد سياسي هذا ؟

اسماعيل شاكر الرفاعي

2022 / 4 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


أي انسداد سياسي هذا ؟؟؟

لم يُبْقِ الاسلام السياسي العراقي بوجهيه : السني والشيعي ، من قيمة تذكر للمصطلحات السياسية .

كل ما جاءنا به علم السياسة من مفاهيم ومصطلحات سياسية افرغه القوميون من محتواه الديمقراطي ، واجهزت عليه الحركات الاسلامية التي حكمت بعدهم .

لِنذكّر : بان علم السياسة نشأ وتكامل وأعيدت غربلته وتعديل بعض دلالة مفاهيمه السياسية في اوربا حصراً ، ولم يشارك العرب في صياغة نظرية من نظرياته او مفهوم من مفاهيمه . وكما ظلوا يعتمدون على الاستيراد في إشباع حاجاتهم التكنولوجية ، ظلوا كذلك يعتمدون على استيراد المفاهيم السياسية كمفاهيم الشعب مع الرفض الكامل لتعبير : " الشعب مصدر السلطات " وظل تعبير : " الشريعة هي مصدر التشريع الاساسي " يتقدم بنود جميع دساتير العرب .

استورد القوميون العرب شعارات : الاشتراكية والحرية والوحدة والديمقراطية وحتى الليبرالية وحقوق الانسان ، واستخدموا مفهوم المواطنة ( اروع ما انتجه العقل الليبرالي الاوربي ) ، لكن بطريق عربي اصبحت فيه الاشتراكية تعني فوارق طبقية صارخة بين مَن يحكمون ومحكوميهم ، وصارت الحرية إشارة على تحول الأوطان الى سجون كبيرة تضم سجوناً اصغر متوزعة على جغرافية بلدانهم ..

وفي العهد الجديد الذي حكمت فيه التيارات الاسلامية ، تحولت الديمقراطية الى مجرد هياكل عظمية وآليات تجسدها : انتخابات دورية تنتهي بتقاسم الرئاسات الثلاث ، وتحويل هذا التوجه الى أعراف مقدسة غالبة على الدستور ..

وفي كل الدورات الانتخابية كانت تهمة التزوير جاهزة تتبادلها الاحزاب الاسلامية ، ولكنها غالباً ما تنتهي بالتراضي وتقديم : الرشوة على شكل وزارة ومناصب حكومية اخرى كهدية لجلب الزعلان من الاحزاب والتيارات المحتجة ، الا في الدورة الاخيرة التي شاع فيها مصطلح : الانسداد السياسي ..

ينتمي هذا التعبير الى مجموعة التعبيرات السياسية التي ولدت في اوربا بعد عصر التنوير : وفي المقدمة منها مفهوم الشعب : المفهوم الاساسي الذي ولدت في احضانه جميع المفاهيم السياسية الحديثة ، للتعبير عن ولادة مرحلة جديدة في التاريخ العالمي : حل فيها الشعب كمصدر للتشريع بدلاً من دين الكنيسة ، وحل فيها مفهوم المواطنة محل مفهوم الرعية . وحلت حرية الافراد محل قيود الجماعة .

حين يحصل الانسداد السياسي كما يحدث غالباً في إيطاليا او اسبانيا ، فانه يعني أنسداد افق التفاهم والحوار بين احزاب سياسية وطنية وليست طائفية ، بين احزاب عابرة للحواجز الدينية والاثنية . لغة العالم السياسية اليوم تنطلق من مصالح الامة والوطن وليس من مصلحة التيار الصدري الذي يختزل الامة العراقية كوجود بأفراد سرايا السلام ، وكمصالح بمصلحة التيار الصدري الطامح الى الاستيلاء على الحكومة بأسرها والتصرف بواردات النفط كما يشاء .
في الوقت الذي يتصدى لهذا الطموح جماعة التيار ذات الهوى والولاء الإيراني من اجل تقاسم المغانم مع التيار او إزاحته ان أمكن ...

يوجد تقوقع وتشرذم سياسي في العراق ولا يوجد فيه انسداد سياسي ، وهذا التقوقع يشبه رغبات الاطفال المدفوعين بحميّة اخذ اللعبة كاملة وطرد الآخرين عن امتلاكها والاستمتاع بها ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤتمر باريس حول السودان: ماكرون يعلن تعهد المانحين بتوفير مس


.. آلاف المستوطنين يعتدون على قرى فلسطينية في محافظتي رام الله




.. مطالبات بوقف إطلاق النار بغزة في منتدى الشباب الأوروبي


.. رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: هجوم إيران خلق فرص تعاون جديدة




.. وزارة الصحة في غزة: ارتفاع عدد الضحايا في قطاع غزة إلى 33757