الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وحياتك من جهتك

عبد الرحمن جاسم

2006 / 9 / 13
الادب والفن


وحياتك من جهتك ما بني شي،
ما يكنلك فكرة، ما بعرف يمكن بكرا
يا عين،

نعم، ليس بي أي شيٍ من جهتك، ما بي هو ما بي، يعني ببساطة لا يمكنه أن يكون تبعاً لتكهناتك وتوجساتك، ورؤيتك للأمور، أجل لم أخنك الليلة ولا البارحة، ولا حتى غداً. عيونك التي تتباهين بلمعانها لن تترك أثرها كالسياط على جسدي بعد اليوم، حينما أعري هذا الجسد أمامك. نعم! في بلادنا اعتادت النساء أن يكنَّ في موقعي، أن تجلد أجسادهن بسياط رجالهن، ولكنني الآن تحت رحمة سياطك. كل يومٍ كل ليلة، تتبرجين بصمتي، وحزني، وتتحدثين عن الخيانة، وكيف أن الرجال يخونون نساءهن، ولو حتى بالنظر.
وأرقب اختلاسك للنظر لهذا الجسد الذي تذمينه في ذهابك وإيابك، لديك "كرش"، شعر ذقنك طويل، لديك رائحة مزعجة حينما تتعرق. أعرف يا امرأتي بين النساء، أعرف! وهل هناك إنسانٌ بلا هذه الصفات؟ وهل هناك من جسدٍ كامل؟ أو بشري كامل؟
يا امرأتي اللطيفة، ما الذي يجعلك تعتقدين أن السوط الذي تمسكينه كل ليلة لا يترك أثره علي، ألا تعرفين بأن الكلمات لها وقع أشد من السكاكين أحياناً؟
تقتربين مني برائحتك المدهشة، بجسدك المليء بالرغبات، وعقلك المشبع بعفن المجتمع المتحضر، وتبدأ يداك بافتراسي، وعيونك بجلدي، بنفس السياط، ولكن تختلف الرغبة هذه المرة، فأنتِ لا تريدين تحطيمي الآن، أنتِ تريدين متعتك. وتحصلين عليها! وينتهي الأمر. تنتهين، تضجعين بجانبي، ثم نعود لنفس الدائرة المغلقة.
"كرشك" ضايقني، ذقنك غير الحليقة "تشوك". "أنتَ حتى لا تعرف التقبيل" –كما لو أن للقبل مدرسة-.
أرقد بصمت، سئمت الرد عليكِ حينما تتحدثين ذلك. سئمت مجرد التعليق على الأمر، فتعليقتي لا تؤثّر فيكِ، هكذا يبدو لأنك تعيدين وتعيدين. هي الحياة الزوجية أظن يا امرأتي، هو التعود، هو الجلوس معاً، والسكن معاً، والصمت معاً، حينما تعتاد الكلام حتى لم يعد هناك ما يقال!
حتى كلام الحب لم يعد يقرأ في محاضرنا، ولا حتى فعل الحب! هو لحاق لرغبة، هو لحاظٌ لرغبة، وبالعادة هي رغبتك أنتِ. وأنا المحاصر بين جسدي "المعاق" كما ترينه، حتى وإنِ كنتِ لا تسمينه كذلك، أو بين "خيانتي" المفترضة لكِ أعيش!

بعد اللي كان، كل اللي كان
أنا أنا أنا لأ، أنا مش قبلان
مدري كيف حاسس إني زعلان
أنا مدري مش، أنا مدري شو
ما حدا عاجبني، زهقان وتعبان
أنا أنا أنا لأ، أنا أصلاً لأ لأ لأ
أهرع إلى الحمام، آخذ "دشي" الهادئ، أنتهي، تقتربين مني بصمت، أعرفك حين تسكنكِ الرغبة، أمسك بيدك التي باتت تتسلقني، أكاد أوقفكِ، تبسمين بثقة المتأكد من انتصاره، من فوزه هذه الليلة بالذات، ومن ضعف الدفاعات أمامه. تمسك شفاهك بشفاهي، أشد عليها، تأتي توجيهاتك من خلف القبلة ذات الأشواك، "شوي شوي، بوسني شوي شوي". ترتجف شفاهي، وهل يقاطع فعل حب؟ هذا إن كان حباً أصلاً. تكملين اجتيازك لعتباتي، وتكملين تقبيلك كما تشتهين، وأنا جامد، وأنتِ تجتاحين، وتربحين هذه المعركة، شأن كل معارككِ معي!
وحياة عيونك ما إلي خاطر
ما كانلي خاطر مكسور الخاطر
بعد اللي كان، كل اللي كان
أنا أنا أنا لأ، أنا أنا أنا، أنا أصلاً لأ لأ لأ
بعد اللي كان، كل اللي كان
أنا مدري مش، أنا مدري شو
ما حدا عاجبني، ما حدا عاجبني زهقان وتعبان
أنا أنا أنا لأ، أنا أصلاً لأ لأ لأ
(الأغنية الواردة في النص هي أغنية مارسيل خليفة "بعد اللي كان" وهي بالعامية-المحكية- اللبنانية).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب