الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- عصابة صعاليك شرعيّين - ، صعاليك يملكون أسلحة نوويّة

شادي الشماوي

2022 / 4 / 30
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


بوب أفاكيان ، 19 أفريل 2022 ، جريدة " الثورة " عدد 748 ، 25 أفريل 2022
https//revcom.us//en/bob_avakian/legit-gangsters-gangsters-nuclear-weapons

الأحداث الجارية اليوم و بالخصوص الأحداث المتّصلة بالحرب في أوكرانيا تعيد إلى ذاكرتى صديق من أصدقائي من الأيّام الخوالى ، إسمه بيلى كار . سقط بيلي في شراك " الحياة " و إنتهى إلى التعرّض للقتل نتيجة ذلك وهو في سنواته العشرين . إلاّ أنّه كان صاحب فكر وقّاد و في مناسبة من المناسبات التي كنت فيها بصحبته و كنت أصف ما يفعله الإمبرياليّون حكّام هذه البلاد ، ليس إلى الشعب هنا فحسب و إنّما عبر العالم قاطبة ، إلتقط شيئا أساسيّا مباشرة حول الموضوع إيّاه فقال معلّقا " عصابة صعاليك شرعيّين " .
و اليوم نستمع إلى بيدن و " صعاليك شرعيّين " آخرين يحكمون هذه البلاد و وسائل الإعلام الناطقة بإسمهم يكرّرون بإستمرار معزوفة أنّ بوتين " مجرم حرب " إعتبارا للدمار و المجزرة الذين تتسبّب فيهما روسيا في أوكرانيا . و يشبه هذا الرئيس الأكبر للغوغاء ( أو رئيس كارتل إجرامي يندّد بشكل واثق بنفسه بجرائم صعلوك عصابة منافسة وإن كان أقلّ قوّة.
علينا أن لا ننسى : الولايات المتّحدة بلد تأسّس على العبوديّة و الإبادة الجماعيّة وقد سجّل بدرجة بعيدة أرقاما قياسيّة في الغزوات و الإنقلابات و غير ذلك من الطرق العنيفة للتدخّل في شؤون بلدان أخرى لا تعجبه حكوماتها – قاتلة أعدادا هائلة من الناس في خضمّ ذلك ، أبعد بكثير ممّا فعلته روسيا في أوكرانيا . ( و يتوفّر بموقع أنترنت revcom.usالكثير من الفضح و التحليل للجرائم الكبرى للإمبرياليّة الأمريكيّة ).
دور الإمبرياليّة الأمريكيّة الذى أدّى إلى هذه الحرب في أوكرانيا
لنلقى نظرة على دور الولايات المتّحدة في ألحداث التي أدّت إلى هذه الحرب في أوكرانيا . ما الذى فعلته حكومة الولايات المتّحدة في ظلّ إدارة كلّ من الديمقراطيّين و الجمهوريّين عقب إنهيار الإتّحاد السوفياتي و كتلته العسكريّة ، حلف فرسوفيا في بداية تسعينات القرن العشرين ؟ بسذاجة أمل بعض الناس أنّه بإنهيار الإتحاد السوفياتي ستُفضى إلى " نهاية الحرب الباردة " و إلى " حصّة سلام " – إنعطاف في الحكم ينأى بالبلاد عن الميزانيّة العسكريّة الضخمة من أجل تمويل تلبية حاجيات الشعب ، و بالأخصّ المحتاجين أكثر من غيرهم . إلاّ أنّه نظرا لذات طبيعة هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي ، مثل " حصّة السلام " هذه لم تحصل أبدا واصلت المصاريف العسكريّة لهذه البلاد – لفرض الحفاظ على إمبراطوريّتها و توسيعها – في الإرتفاع وهي اليوم تقدّر بميزانيّة أكبر بكثير من الميزانيّات العسكريّة لروسيا و الصين معا .
و بداية من تسعينات القرن العشرين ، معترفين بانّ ما تبقّى بدلا من الإتّحاد السوفياتي هو روسيا ضعيفة ، إنتهز الإمبرياليّون الأمريكان كصعاليك حقيقيّين الفرصة لمزيد توسيع إمبراطوريّتهم – متراجعين عن " كلمتهم " أي وعدهم بعدم توسيع تحالفهم العسكري العدواني ( الناتو NATO ) إلى بلدان حلف فرسوفيا السابق . متجاهلين هذا الوعد ، تحرّك الإمبرياليّون الأمريكان ليُلحقوا بالناتو بلدانا قريبة من أو هي أحيانا عمليّا على حدود روسيا . و كجزء من كلّ هذا ، تدخّلت الولايات المتّحدة مرارا و تكرارا في أوكرانيا في العقود الأخيرة ، متآمرة للإطاحة بحكومات هناك كانت أكثر صداقة مع روسيا و لتعويضها بحكومات تميل إلى جانب الإمبرياليّة " الغربيّة " مثلما جدّ حديثا في 2014 .
و عنصر مفتاح في كلّ هذا لعب دورا له دلالته في قرار روسيا غزو أوكرانيا كان إعلان الحكومة الموالية للولايات المتّحدة في أوكرانيا أنّها ترغب في الإنضمام إلى حلف الناتو . و أوكرانيا بلد شاسع يقع تماما على حدود روسيا . و كما أشارت مقالات على موقع أنترنت revcom.us : فكّروا في ما سيعنيه و ما الذى سيفعله حكّام الولايات المتّحدة إن أعلنت حكومة المكسيك نيّتها الإنضمام إلى حلف عسكريّ على رأسه روسيا !
و كلّ هذا ، من جهة الطبقة الحاكمة للولايات المتّحدة ، دفعت إليه طموحاته الكبرى جدّا للتحوّل و البقاء كقوّة إمبرياليّة عظمى " غير قابلة للتحدّى " .
و مع مختلف التحدّيات التي تمثّلها روسيا و الصين لهيمنة الولايات المتّحدة ، حجّة الطبقة الحاكمة للولايات المتّحدة و الذين يردّدون كالببّغاء تبريراتها الشوفينيّة الأمريكيّة تتقوّم في لا شيء أكثر من الآتى ذكره : " لقد ركّزنا بالقوّة و العنف الكبيرين " نظاما " في العالم مناسب لمصالحنا " القوميّة " ( أي الإمبرياليّة ) و لا حقّ لأحد في إستخدام القوّة لتغيير ذلك على نحو يهدّد هذه المصالح " (1) .
أهداف الولايات المتّحدة الحقيقيّة في هذه الحرب
لا شيء من هذا " يبرّر " غزو روسيا لأوكرانيا . بيد أنّه ينزّل ألمر في إطاره الأوسع و يلقى عليه شيئا من الضوء . إنّه يسلّط الضوء على النوايا الحقيقيّة للإمبرياليّين الأمريكان في هذه الحرب . فالهدف و الغاية الأساسيّين للولايات المتّحدة من هذا ليس مساعدة بلد أضعف في الدفاع عن نفسه ضد معتدى أقوى ؛ و إنّما هو إضعاف منافس إمبريالي ، روسيا ( و كذلك الإضعاف الممكن للصين التي هي في علاقة تعاون مع روسيا في الوقت الحاضر ) لأجل توطيد الهيمنة الإمبرياليّة الأمريكيّة و تقوية الناتو ( خاصة بعد إضعاف الناتو جرّاء تحرّكات تترامب التي شدّدت من الخلافات بين الولايات المتّحدة و بلدان أخرى من حلف الناتو ).
تخوض الولايات المتّحدة الآن " حربا بالوكالة " مع روسيا – شانة حربا إقتصاديّة ( عن طريق " العقوبات " ) ضد روسيا بينما في الوقت نفسه تسلّح تسليحا ثقيلا أوكرانيا . و ينطوى هذا على خطر جدّي لإنزلاق الأمور نحو حرب مباشرة بين الولايات المتّحدة / الناتو من جهة و روسيا من الجهة الأخرى – حرب يمكن أن تدفع ديناميكيّة لن يقدر أيّ طرف من الطرفين التحكّم فيها ما قد يؤدّى بصفة محتملة جدّا إلى حرب نوويّة مدمّلارة قد تضع نهاية للحضارة الإنسانيّة بأكملها .
بإختصار ، ما يحدث بشأن أوكرانيا ليس نوعا من الحرب المقدّسة ل " الديمقراطيّة مقابل الأوتوقراطيّة " كما يزعم بيدن و البقيّة بشكل مستمرّ . هدف الإمبرياليّين الأمريكان ، في علاقة بهذه الحرب و عامة هو تعزيز و توسيع إمبراطوريّة إستغلالهم و الردّ على تحدّيات هيمنتهم .
وضع نهاية للإمبرياليّة و " صعلكتها "
دوافع الولايات المتّحدة / الناتو و كذلك روسيا ، دوافع صعلكة إلى حدّ كبير جدّا – صعاليك يدّعون " الشرعيّة " لأنّهم يتراّسون حكومات و حكّام بلدان . لكن هؤلاء الصعاليك ليسوا في صراع ببسشاطة بخصوص عشب في المدينة -" العشب" الذى يتصارعون بشأنه هو العالم بأسره . و هؤلاء الصعاليك الذين يتحكّمون في ذخيرة دمار شامل بما فيها أسلحة نوويّة قادرة على إبادة الإنسانيّة كلّها .
يرتكب هؤلاء " الصعاليك الشرعيّين " جرائما وحشيّة على نطاق واسع ، أبعد بكثير من ما يمكن حتّى أن يُفكّر في إرتكابه شخص مثل دون كرليون ، رئيس الغوغاء في شريط " العرّاب " . و مثلما قات في " الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته " : " هؤلاء الإمبرياليّين يجعلون من العرّاب يبدو مثل مارى بوبنس " (2)
خلاصة القول :
الإمبرياليّة تعنى إحتكارات ضخمة و مؤسّسات ماليّة ضخمة تتحكّم في الإقتصاد و الأنظمة السياسيّة – و حياة الناس – ليس في بلد واحد فحسب بل عبر العالم . و أفمبرياليّة تعنى مستغِلّين طفيليّين يضطهدون مئات ملايين البشر و يحكمون عليهم بالبؤس الشقاء اللذان لا يوصفان . و مموّلين طفيليّين يمكن أن يتسبّبوا في جوع الملايين بمجرّد الدوس على زرّ حاسوب و بالتالى يحوّلون قدرا كبيرا من الثروة من مكان إلى آخر . و تعنى الإمبرياليّة الحرب – حرب للإطاحة بمقاومة و تمرّد المضطهَدين و حرب بين الدول الإمبرياليّة المتنازعة – و تعنى أيضا أنّه بوسع قادة هذه الدول أن يحكموا على الإنسانيّة بتدمير لا يصدّق و ربّما بالفناء الكامل بمجرّد دوس على زرّ .
الإمبرياليّة هي الرأسماليّة في مرحلة تتفاقم فيها تناقضاتها الأساسيّة لتبلغ مستويات إنفجار هائلة . بيد أنّ الإمبرياليّة تعنى إلى جانب ذلك أنّه ستوجد ثورة – نهوض المضطهَدين للإطاحة بمستغِلّيهم و مضطهِدِيهم – و أنّ هذه الثورة ستكون نضالا عالميّا في سبيل كنس الوحش الإمبرياليّ . (3)
و مثلما حلّلت بإسهاب في " شيء فظيع أم شيء تحرّري حقّا " مع ما يحدث في العالم اليوم ، و مع كلّ المخاطر و الصعوبات المعنيّة ، هذا زمن من الأزمنة النادرة حيث تصبح الثورة في هذا البلد الإمبريالي ذاته ممكنة أكثر – و هي ضروريّة بصفة أكثر إستعجاليّة . (4)
ما نحتاج إليه هو تغيير راديكالي حيث تحدّد الثورة و ليس الصعلكة النسق و الإطار و ليس بناحية من النواحي أو حيّ من الأحياء بل في هذه البلاد عامة و في نهاية المطاف في العالم كلّه .
هوامش المقال :
1. This point was also made in the article by Bob Avakian “Shameless American Chauvinism: ‘Anti- Authoritarianism’ as a ‘Cover’ for Supporting U.S. Imperialism.” This article is also available at revcom.us.
2. See BAsics, from the talks and writings of Bob Avakian, Chapter 1, #7. Information for ordering the -print- edition of BAsics, and instructions for downloading the free e-book version, can be found at revcom.us.
3. BAsics 1:6.
4. Something Terrible,´-or-Something Truly Emancipating: Profound Crisis, Deepening Divisions, The Looming Possibility Of Civil War—And The Revolution That Is Urgently Needed, A Necessary Foundation, A Basic Roadmap For This Revolution. This major work by Bob Avakian is available at revcom.us.
++++++++++++++++++








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟