الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هو الإرهاب؟

وليم نصار
مؤلف موسيقي ومغني سياسي

(William Nassar)

2006 / 9 / 13
ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001


أصبح عرفا سائدا أن كل ما تقوم به الولايات المتحدة الامريكية في هذا
الكون
يعتمد على شعار أوحد "مكافحة الإرهاب".

للوهلة الأولى، يبدو هذا الشعار بغاية الجمال وإنساني وبالتالي يقود،
وبشكل
تلقائي، لشعار اجمل عنوانه العريض "التسامح والعدل في العلاقات الدولية
والإنسانية".
إلا أن الحقيقة، وكما بات يعرفها الجميع باستثناء من استبدلوا قبلتهم
بالبيت
الأبيض، أن ما تقصده الولايات المتحدة الأمريكية من رفع هذا الشعار مختلف
تماما، وبعيد كل البعد عن معانيه الإنسانية. فالولايات المتحدة الأمريكية
هي
البلد الأول الذي مارس، ولا يزال يمارس، الإلاهاب بكافة أشكاله وأنواعه.

فلنبدأ من تصفية السكان الأصليين في أمريكا الشمالية "الهنود الحمر، تجارة
العبيد، التمييز العنصري ضد المواطنين السود، قمع وإرهاب أمريكا اللاتينية
بكل
دولها، الحرب التي شنتها على فيتنام وحروب الهند الصينية، إغتيال سلفادور
الليندي رئيس تشيلي المنتخب ديمقراطيا، حصار كوبا، تدمير العراق وارتكاب
أبشع
المجازر بحق العراقيين، الدعم المطلق للنظام الفاشي النازي في فلسطين
المحتلة
متمثلا بما يسمى ب"إسرائيل"، وأخيرا وليس آخرا، دعمها المباشر لهذا الكيان
الغاصب في اغتيال لبنان، كل لبنان، بشرا وحجرا.

إن معنى الإرهاب في القاموس الفاشي الأمريكي واضح ولا تشوبه شائبه، ولا
يحتاج
إلى خبراء لترجمته وشرحه، ويمكن تلخيصه بالتالي:
-إنه أي كلمة أو أغنية أو قصيدة تكتب ضد هذه السياسة القبيحة.
-إنه أي عمل يرفض الرضوخ والركوع لهذه السياسات اللا إنسانية، وهذا يعني
أن
الدفاع أو التأييد لأي قضية عادلة هو نوع من أنواع الإرهاب.
-أي محاولة للدفاع عن الورد في بلادنا هي عمل إرهابي.
-أي محاولة للدفاع والذود عن تاريخك وحضارتك وثقافتك هي عمل إرهابي.
-أي محاولة لرفض ثقافة الماكدونالدز والكوكا كولا، وثقافة تشريع الإغتصاب
هي
عمل إرهابي.
-أي محاولة للدفاع عن خبزك اليومي هي إرهاب ما بعده إرهاب.
-وأخيرا، وليس آخرا. أي نداء للسلام والتضامن والإخاء الإنساني، وأي نداء
للحرية من أجل حياة أفضل بلا جوع أو مرض أو خوف هو الإرهاب بعينه.

وما يجعل الصورة أبشع وأكثر سوادا، أن التعريف الأمريكي للإرهاب أصبح
متبنى
عالميا. لقد أصبح مفهوم الإرهابي على الصعيد العالمي يطلق على أي مجموعة
سياسية
أو اجتماعية، أو حتى نشطاء أفراد يعارضون هذا الشعار الأمريكي القبيح.

بعد كل ما تقدم، فإن النضال لإسقاط وإفشال السياسات الأمريكية لا يجب أن
يكون
عملا تضامنيا فقط. إنه واجب أخلافي يقع على عاتق كل إنسان محب للسلام
والعدل
والحياة الكريمة. يجب أن يكون النضال ضد سياسات الولايات المتحدة
الأمريكية
ومحاولة سيطرتها على مقدرات الكون واجبا إنسانيا عالميا.

من أجل كل هذا، فإننا ندعو جميع القوى السياسية اليسارية في أوروبا،
أمريكا
اللاتينية، أمريكا الشمالية، وبالطبع في الدول العربية للتوحد ومقاومة هذا
الإرهاب الأمريكي، والذي سيقود حتما ليس إلى قمع دول وشعوب أخرى، بل
وسيمتد
ليقمع كل صوت حر أينما كان مكان تواجده.

ومن هذا المنطلق، فإننا نعلن بأننا ضد المشروع الأمريكي وضد السياسات
الفاشية
للولايات المتحدة الأمريكية، وسنمضي يدا بيد، مع إخوة ورفاق لنا من جميع
أنحاء
العالم، الذين نعرفهم والذين لا نعرفهم، من أجل تحقيق الهزيمة للمشروع
الأمريكي، من أجل مستقبل أفضل لأطفالنا القادمين، ومن أجل كرة أرضية تتسع
لكل
البشر.
______________________________________________
** دكتور وليم نصار، شيوعي لبناني، مؤلف موسيقي، أستاذ أكاديمي وناشط
سياسي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -