الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرئيس التركي يزور السعودية مجدداً

حامد محمد طه السويداني

2022 / 5 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


من خلال متابعتي لزيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى المملكة العربية السعودية باعتباري متخصصا بالشأن التركي وقد اثارت الزيارة ردود فعل في الميدان الإعلامي ولم يعجبني ما طرح بخصوص الزيارة وأهدافها وغاياتها من قبل العديد من الكتاب والإعلاميين والمحللين السياسيين من كلا الطرفين لان هؤلاء اغلبهم مؤدلجين فمنهم من وصف الرئيس التركي بانه جاء معتذرا وبدا منكسرا ونادما ادانه هو طلب الزيارة او انه جاء ليستجدي المال لإنقاذ اقتصاده او ايمانه بان السعودية دولة كبرى في المنطقة وعليه ان يرضخ الى شروطها ....الخ وفي الجانب الاخر وهي الرؤية التركية وتوابعها من الإعلاميين والكتاب وصفوا الزيارة بانها جاءت تلبية لدعوة خادم الحرمين الشريفين لاردوغان لزيارة السعودية وقد لبى الرئيس التركي هذه الزيارة.
باعتقادي ان هذه الآراء تنطلق من منظار عاطفي وايدولجي بعيد عن المفاهيم والاستتراتيجية العامة في العلاقات الدولية ودائما لم يوفق الاعلام في فهم وابعاد السلوك السياسي التركي بسبب جهلهم بالسياسة التركية تاريخيا بصورة عامة وسياسة حزب العدالة والتنمية (العثمانية الجديدة) بصورة خاصة اذ لا بد لاي محلل سياسي ان يكون مطلعا على التاريخ بادق التفاصيل من منظار معرفة الماضي يؤدي الى فهم الحاضر.
اعتقد بان زيارة الرئيس التركي الى السعودية هي سلوك سياسي ناجح في المفهوم السياسي بغض النظر المشاعر الشخصية والتي ركز عليها العديد ممن كتبوا عن الزيارة ومصالحها دون الاكتراث الى المشاعر والاحاسيس التي هي نقطة ضعف في مجال السياسة.
ولا بد من إعطاء لمحة سريعة عن السياسة التركية فمنذ تأسيس دولة تركيا الحديثة عام 1923 والتي تبنت مبدأ (البرغماتية) او المنفعة في التعامل مع الدول وقد ذكرت سابقا بان تركيا تحلم بان تكون جزء من المنظومة الغربية وسعت الى ذلك الحلم فهي متحالفة مع الولايات المتحدة والعالم الغربي وإسرائيل واستخدمت كحصان طروادة للعديد من المشاريع في المنطقة العربية على حساب جيرانها العرب وهناك شواهد تاريخية تؤكد ان الغرب تستعمل تركيا لمصلحتها فقط فمثلا الازمة القبرصية عام 1963-1967 والغزو التركي لقبرص عام 1974 وقفت كل الدول الاوربية وامريكا مع اليونان وفرضت حصارا في مجال الأسلحة على تركيا فتوجهت الى العرب الذين قاموا بدعم تركيا اقتصاديا وعسكريا ودبلوماسيا من خلال التصويت لصالح تركيا في هذه الازمة ومن المعلوم ان الدول العربية مؤثرة في التصويت كونها اكثر من 20 دولة وهذه المواقف مثبتة وخاصة العراق والسعودية وليبيا ودول أتذكر مقولة المستشرقين ((لقد اخذ الاتراك عن العرب الدين الإسلامي وتركوهم وشأنهم وفيما بعد اخذوا نفطهم بالمكر والخداع وتحالفوا ضدهم)) العرب امة لا تمتلك سياسة وانما تمتلك إدارة خاضعة لمنظومة أخلاقية او دينية فهي عاطفية اكثر مما تكون برغماتية وهذا سبب تشتت السياسة العربية.
اما فيما يخص سياسة حزب العدالة والتنمية (العثمانية الجديدة) فهي واضحة للعيان فالسياسة التركية حققت تقدما واضحا مع الدول العربية وفق منظور (تصفير المشكلات) لكن هذه السياسة فشلت بعد احداث الربيع العربي عام 2011 وكلما تفشل تركيا في تطبيق سياساتها واحلامها في التوسع والسيطرة على مقدرات الوطن العربي واستلاب القرار العربي لصالحها تفشل من جديد وتعود وترفع شعار (تصفير المشكلات) من خلال دبلوماسيتها الناعمة واسلوبها الذي يحاول دغدغة المشاعر والعواطف فاردوغان اليوم يلبس ملابس الاحرام ويؤدي مناسك العمرة من اجل ان يظهر بانه زعيم إسلامي، ان الساسة الاتراك يحرصون على التعامل مع العرب كل على حدة فهو يزور السعودية ويريد ترميم العلاقات لكنه يحارب في ليبيا ويستخدم المرتزقة في زعزعة الاستقرار وكذلك يزور الامارات ويحارب الدولة السورية وله مطامع في ارض العرب. والسبب في هذا هو غياب المشروع العربي او الرؤية السياسية العربية الخارجية الموحدة.
أتمنى ان تكون لنا منظومة عربية على اقل تقدير تحافظ على وحدة الدول العربية من الاطماع الخارجية كان الاجدر من السعودية ودول الخليج ان تفرض شروطها على تركيا كما فعلت مصر عندما قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتركيا (اذا ارادت تركيا فتح صفحة جديدة مع العرب عليها ان لا تتدخل في الشؤون العربية) وهذا التصريح قمة في الفهم والادراك اننا لا نقبل ان تستباح سوريا او ليبيا او العراق على حساب مصالح دول أخرى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر أمني: ضربة إسرائيلية أصابت مبنى تديره قوات الأمن السوري


.. طائفة -الحريديم- تغلق طريقًا احتجاجًا على قانون التجنيد قرب




.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون من غزة يتحدثون عن تج


.. جائزة -حرية الصحافة- لجميع الفلسطينيين في غزة




.. الجيش الإسرائيلي.. سلسلة تعيينات جديدة على مستوى القيادة