الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى عبيد أمريكا وأحرارها

موفق مسعود

2006 / 9 / 13
ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001


إلى عبيد أميركا وأحرارها
أيها الإخوة في الإنسانية
أيها الأحرار والعبيد ..
أيها الأميركيون
افتحوا قلوبكم جيداً ...واسمعوا ما لا تحبون , فقط للحظات قليلة تقتضيها مقولة الإعتراف بالآخر التي تعرفونها جيداً !!
نحن لا نريد ولا يمكن أن نريد ما تريدون لنا .. , إننا نحلم ونسعى لكي نتيح لأطفالنا أن يعيشوا تحت سقف هذا العالم بحرية , وأن يبنوا أيامهم على إيقاع الثقة بالحب والعمل والمعرفة وبالنتيجة الثقة بالحياة ..
عليكم أن تدركوا أنهم لا يمكن أن يفعلوا ذلك تحت وابل قنابل مؤسساتكم العسكرية والمدنية , أنتم يا أصدقائي لستم مخدوعون , بل مشاركون في الإعتداء على حق أطفالنا بالحياة , لأنكم خير من يدرك بفعل تقدمكم ومعاهد دراساتكم ومكتباتكم الضخمة ومفكريكم ودراساتكم , أن الديمقراطية وقيم السلام وحقوق الإنسان , لها وسائلها التي صنعتها البشرية عبر قرون طويلة من التطور الحضاري , وتدركون أيضاً أن التغيير في مجتمعاتنا آتٍ لا محالة بقوة الثقافة أولاً , وليس بقوة القنابل المحرمة دولياً ...وتدركون أيضاً بأن والت ديزني مثلاً قدمت لأطفالكم ولأطفالنا قوة تغيير ثقافي سوف تعجز عنه دباباتكم عبر مئات السنين .....وأعتقد أنكم تشاركونني الرأي , بأن الحضارة لا يمكن أن تستمر في النمو إذا تم دفعها كعجلة جبارة سوف تأكل أطفال الشعوب وتهرسها تحتها , فلقد ولت وإلى الأبد أزمنة الفتوحات الكبرى في التاريخ , بعد أن أصبح العالم قرية صغيرة مكشوفة , وسوف يكون لكم نصيب من الإعتراف بالآخر كما سوف يطالكم نصيب أيضاً من عدم الإعتراف به ومحاولة سحقه كما حدث في 11 أيلول ,وبعيداً عن غوغائية مثقفي الإصطفافات وجنون المصطلحات الغارقة في لغة الوهم , وحشرها عنوة في الواقع , وهذا التذاكي الأرعن على الروح البشرية البائسة عندنا وعندكم يا أبناء قريتي الكونية , أنتم تدركون بأن من يصنع الأسلحة المحرمة دولياً والغير محرمة دولياً هي بلادكم التي ترفع راية السلام وحقوق الإنسان وتعلن نفسها وصية عليها !! وأرجو أن تتساءلوا معي .. تحت أية ذريعة يتم ذلك ؟ هل تشعرون بالخطر من النمل أو الحشرات مثلاً ...!! أو ربما تخافون من الشعوب التي لم تتعلم حتى الآن سوى صناعة الخبز وتحف القش والفخار ؟!!! لقد أصبح واضحاً يا إخوتي في الإنسانية والحرية والمعرفة ... أننا أمام هزيمة مروعة للديمقراطيات المعاصرة ..ديمقراطياتكم .., وأن ما تعتقدون أنه يطالنا من هذه الهزيمة أكثر مما يطالكم , هو محض هروب إلى الأمام ..
يا شعراء وأدباء العالم المتحضر ...
منذ نهايات القرن الماضي والدخول في عتبة القرن الجديد , تجلت هزيمة الروح الديمقراطية في العالم بظاهرة خطيرة وسباقة في التاريخ , تاريخ الأدب والفن والحركات االإبداعية ...
فها نحن نشهد تصالحاً مرعباً بين عتاة الأدب في الغرب الأوروبي والأميركي , وبين خطاب المؤسسات الشرسة والوحشية التي تقود بلادكم ومن خلفها العالم , بهذا فقد أعلنوا قطيعة معرفية مضادة مع الروح التي تصدت لتشييئ الإنسان بعد الحربين العالميتين , أولئك الأدباء والشعراء اللذين دفعوا روح التغيير في شرايين الثقافات المختلفة من شرق الأرض إلى مغربها , أما أدباء اليوم كباراً وصغاراً , فهم يتسابقون في إبداعاتهم للتصالح مع أعتى ما يمكنه أن يجعل الإنسان غريباً ومشيئاً , فقط لكي يتسقوا مع الأقوى بقوانيه الشرسة , والتي لا تدمر قوانين وتشريعات الثورة الفرنسية وحسب ...بل كل ما تراكم بإتجاه الحياة الإنسانية وسموها منذ بدء الخليقة
أيها الأميركيون انزعوا سلاح مؤسساتكم أولاً .. لأنه سلاح يكفي لتدمير المجرة ...ثم خذوا خناجرنا وعصينا ...
إذا كانت عقائدنا تهددكم ... فلا تزودوا جهلتنا بسلاحكم , ثم تقتلون أطفالنا وأطفالكم , كافحوها بالحرية والنور , وسوف تكون الغلبة لأطفالنا وأطفالكم معاً ...
أما إذا أردتم الدمار لكل الثقافات المغايرة لكم في العالم , فأنتم تدمرون مستقبلكم , ومستقبل العالم برمته معكم , وسوف يكون نصيبكم مماثل لنصيبنا من الدمار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بات اجتياح رفح وشيكا؟ | الأخبار


.. عائلات غزية تغادر شرق رفح بعد تلقي أوامر إسرائيلية بالإخلاء




.. إخلاء رفح بدأ.. كيف ستكون نتيجة هذا القرار على المدنيين الفل


.. عودة التصعيد.. غارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي على مناطق في ج




.. القوات الإسرائيلية تقتحم عددا من المناطق في الخليل وطولكرم|