الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العامل والنظام الراسمالي

فؤاده العراقيه

2022 / 5 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


في يوم العمال العالمي الذي تحوّل حاله حال بقية المناسبات لتكرار مُمل ولإحتفال رغم خلو الحياة من روح الحياة حيث كثُرت به الأعياد وتناقصت الخدمات ليتحوّل يوم العمّال العالمي في بلدنا لمجرّد ذكرى أو مناسبة تتكرر كل عام ويحتفل به المعدمين رغم استمرارية في تدهور وانحدار هذه الشريحة من العمّال وتصاعد بؤسها وازدياد استغلالها وصار العامل ينزف من دمائه يوميا ليوفر قوت يومه , فلا بد من كلمة بهذه المناسبة وأعيد رأيي واستغرابي من البعض الذي لا يزال متشبث بفكره حيث يدافع به عن الانظمة الرأسمالية العالمية ويهلل لطموحاتها ولوسائلها في الهيمنة اللا متناهية على الشعوب الضعيفة باستغلال اكبر قدر ممكن من الكادحين من خلال حصرهم واستغلال حاجتهم ,فبالرغم من مساوئ هذه الانظمة وبالرغم من جرائمها التي لا تعد ولا تحصى هناك فئة لا تزال متشبثة بفكرة مفادها بأن خلاص الشعوب تكمن بهذا النظام!!! غافلين بدفاعهم هذا عن طبيعة هذه الأنظمة البائسة وعن خصائصها التي لا تسمح سوى بموت الفقراء وبتجويع بقية الشعوب لتبقي عليها في حالة مُستعبدة لحاجتها الدائمة لها، وكذلك بإذلال واضطهاد النساء,وحيث لا بد لاستمرارية هذه الانظمة من أن يموت الأطفال وتُضطهد النساء وتجوع الشعوب ولتعش ولتحيا فئة قليلة وليموت الكثير من الأطفال بأمراض يمكن درؤها وبجوع يمكن توفيره بسهولة فيما لو تقاسم الناس فيما بينهم للأرزاق, لكن طبيعة هذا النظام لا يسمح سوى للرفاهية التي لا حدود لها لفئة معينة تتراوح نسبتها ال 2٪ فقط وعلى حساب الشعب المتمثل ب 98٪، وسلاحهم بهذه العملية هو تغييب عقل الشعوب بشتى الوسائل كحرمانهم من مقومات الحياة الضرورية من نقص في الخدمات إلى بث الأحقاد والكراهية بينهم والفوارق الجنسية والطائفية والقومية والدينية من خلال تمويل رجال الدين لترسيخ هذه التفرقة حيث عملت بسلطة الحديد والنار لهذا التغييب ولقمع الجياع.
ونتيجة لغياب وعي هؤلاء يأتي الخنوع والقبول لهذا الواقع دون أي احتاج ,بمعنى خلق قطيع من الخرفان تتقبل ذبحها وسلخ جلدها دون القدرة على الاحتجاج لكونها متعبة وغرقانة بشبر من الماء كما يحدث في اغلب البلدان العربية .
لم تكتفي هذه الفئة بهذا الخراب الذي عايشوه بل أخذت تمجد تلك الانظمة وتدافع عنها عساها أن تحظي منها بشيء من الفتات ، وعليه لا ننتظر خيرا للفئات المسحوقة من هذه الانظمة المستبدة مهما طال الزمن طالما استمرت الرأسمالية تحيا وتنتعش فوق أكتاف الشعوب التي صيروها لإنسان آلي يعمل ليكسب قوت يومه فقط فهي عملية استنزاف قائمة ومستمرة لعقل هؤلاء العمال ليستمر فقرهم ويستمروا بدفع ثمن جشع هذا النظام باسثمار جهودهم وسلب انسانيتهم .
وحين يتواجد الاستثمار تتولد الفوارق و يتوالد الجشع فللإنسان طبيعة أنانية تنمو وتزول حسب البيئة , ولكن يبقى الحلم قائما والأماني لكل إنسان بأن يأخذ حسب احتياجه ومن كل حسب طاقته ليعيش الجميع في عالم يخلو من الجشع والأنانية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الجامعات الأميركية.. عدوى التظاهرات تنتقل إلى باريس |#غر


.. لبنان وإسرائيل.. ورقة فرنسية للتهدئة |#غرفة_الأخبار




.. الجامعات التركية تنضم ا?لى الحراك الطلابي العالمي تضامنا مع


.. إسرائيل تستهدف منزلا سكنيا بمخيم البريج وسط قطاع غزة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | جماعة أنصار الله تعلن أنها ستستهدف كل السف