الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثلاث حكايات ساخره ... الجزء الآول

عبد الرزاق حرج

2006 / 9 / 14
كتابات ساخرة


الحكايه الآولى ...
الى العلم والنشيد والجوقه الحاكمه ...
حدثني أحد الآصدقاء الذي كان معتقلا في المخابرات العامه أبان العهد البائد في جلسه تذكيريه نوزع الحكايات المضحكه والمؤلمه التي جسدت ألام شعب بكل أطيافه ...
قال صديقي ...كنت معتقلا في أحد القاعات في المخابرات العامه التي كانت تضم شتى أطياف شعبي من شماله الى جنوبه منهم ..الآستاذ الجامعي والدكتور والعسكري والفلاح والشغيل والكبير في السن والشاب وبعض الآشخاص من ألآقطار العربيه والآسلاميه ..كلهم يعيشون وينامون تحت سقف بيوت مغارات الحجر المدفون بلون الدم وأهات المعتقل ...بعدما ينتهي الدوام الرسمي في الدائره بعد الظهر تخفت الحركه ويدب السكون نوعاما ونعرف حينها أن أنتهاء الدوام حل وتتوقف أجراءات التحقيق والآستدعاء الى غرف التحقيق ويبدأ نزول ضباط التحقيق الى مأواهم ...أما نحن نأخذ قسطا من القيلوله الآجباريه لآنه في الليل تحلق الوطاويط من جديد في قص أرواحنا ..لكن حصلت لنا أتعاب جديده هي ..أن الحرس بعد خروج الضباط ..يفتحوا باب القاعه ويدخلون وهم يرتدون أثياب بصراويه طويله تسمى ...الزبده ..ووجوهم مغموسه بلون منشأهم الصحراوي وكبيرهم يصيح فينا ..وهورافع ثوبه فوق ركبيته وتبان الى الناظر لباسه الجديد والحديث بعدما تعود على أرتدائه قبل خلع وترك اللباس الشروالي ...يله ياولد كافي نوم ..بس من هاي الخده والخدر ..يتقدم بعض خطوات من القاعه بعدما تدب فيها حركاتنا الغير منتطمه ونتسارع في الجلوس على بطانياتنا الرومانيه ..تشل جميع حركاتنا الأ من أنفاسنا ونسترق السمع الى جاهل العصر عن ماذا يقوله أو ماذا يريد !!!يكمل حديثه في قوله ..طبعا أنا أعرف كلكم خونه وتريدوا أن تقلبوا نظام سيادة الرئيس ..صدام حسين ...وعليه لقد قررنا من الآن أن ترددوا وتحفظوا نشيد أو أغنيه معروفه لديكم لكن تذكروا بعد الطلب يجب أن يكون جاهز هذا النشيد او الآغنيه ..لاتنسوا ذلك لآن الذي لم يحفظ بشكل جيد سوف أيروح جلده الى الدباغ وتعرفون معنى الدباغ ... فمن المتبرع الآول أن يغني أو يقرأ نشيد الآن !!! ظلت عيون المعتقلين المحبوسه في أحداقها تتلاصف وتركض برموشها العاجله كأرجل النمل الفارسي في سرعته حين يباغته الخطر والآفواه مطبقه والآنوف الزرقاء تشم ريح الخطر والخدود تلامس قشعريرتها في دخول بواطنها الى فكيها المهدد بالثلم من هذه الآيدي الحيوانيه ...نهض من هذا الجمع المسلوب على قدره ..كاكه علي من أهالي السليمانيه ...ذو الوجه الدائري والآنف الآفطس المفترش على خديه الضاحكه والعيون الصغيره الغاطسه في محاجر منتفخه والشعر المنفوش على سطح رأسه الكروي والقامه القصيره التي تبدأ بأكتاف عريضه خانقه رقبته الضائعه مابين رأسه الثقيل وكتفيه العريضه ...كاكه علي ..معروف لدى الموقوفين جميعا في التجاره المهربه ..يعني( قجقجي )..يهرب بضاعته من بغداد الى كردستان او أيران أو تركيا ..يشتري أشياء عجيبه وغريبه وخفيفه من تجار بغداد المخفيين والسريين ويذهب بها الى أسواق كردستان أو خارجها ...لذلك عندما تم ألقاء القبض عليه أتهم بأنه أحد مخربي الآقتصاد الوطني العراقي أثناء الحرب والحصار وهذه تعتبر جريمتها ضمن قوانين الطوارئ ..أعدام ..لكن يتصف هذا الرجل بخفت دمه والطيبه وسريع البديهيه والجرأة أمام المواقف الحرجه ويقنع محاوره بلغاته المتعدده ولهجات بلده الفسيفسائيه وممتع بأحاديثه ورحلاته التي يسردها بطرق وبأسلوب جميل وشيق الى بعض الموقوفين الذين يناموا بقربه... أصبحت هذه الشخصيه تازه وطعم لذيذ في قلوب الموقوفين من خلال مقالبه وأحاديثه الآنيسه التي تخفف عن أوجاع المحبوسين ...لهذا أطلق عليه حكواتي القاعه !!!..أقترب من الحرس الصحراوي بهندامه الكردي وقال ...سيدي أنا أغني ..
قال له الحرس ذو الآنف العريض وفي مقدمته وشم أخضر على شكل كره صغيره ملتفه حول نفسها .. أنت يول يابه تعرف أتغني وتنوب عن أصحابك ..
أجابه ..كاكه علي... بهزه من رأسه الثقيل ..نعم سيدي ..أنا قادر أن أغني ...
قال الحرس ...يله أبدأ
جمع كل قوته في وقفته العسكريه وفتح فاه الواسع وبانت أسنانه الصفراء وصدح صوته في سكون القاعه في مقاطع أغنية ...تفرحون نفرحلكم ..تحزنون نحزنلكم ..ويالودكم نوده ..عيني تترجه نظركم ..أحبكم والله أحبكم ...صاح جميع الموقفين شيبا وشبابا ...علىالله وعليكم أعتمادي هجرتوني لجل عين الآعادي ..أحبكم والله أحبكم ..وصاح أحد الحرس ..عليهم ..
أصبحت هذه ألاغنيه نشيد يومي تصدح في القاعه أمام الحرس حين حظورهم بالقاعه ...ومحفوظه للموقوف الجديد
...يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا