الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صوت من أجل الوطن

شاكر كتاب
أستاذ جامعي وناشط سياسي

(Shakir Kitab)

2022 / 5 / 4
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



" صوت من أجل الوطن"

(1)
ما دمتم قد تخليتم عن تحمل مسؤولية مصير البلاد وأعلنتم بصراحة أنكم عاجزون عن المطاولة واكتشفتم متفاجئين أن الدولة شيءٌ آخر. الدولة مؤسسةٌ كبرى حقيقية، ذات صلة بمصير بلد وشعب ومستقبل أجيال وتاريخ وطن وبناء اقتصاد وسياسات دقيقة في الصناعة والزراعة والمالية والنقد والعلاقات الخارجية وقيادة ثورات ثقافية وتعليمية. اكتشفتم الآن ان الأمر ليس نزهةً ولا زواج راحة وأنس مع السلطة. اكتشفتم ان الدولة ينبغي ان تكون مثل باقي دول العالم فيها استقرار وأمان وحضارة وتطور مستمر. وبدلاً من مصارحة الشعب بالحقيقة رحتم تتوسلون بأساليب اللف والدوران، والتحجج، والتبجح، والغنج، والدلال.
(2)
دعوني إذن اقولها لكم بصراحة ان الحال التي أوصلتم البلاد إليها ستفضي الى الفوضى. والفوضى في المجتمعات هي - كما لا تعرفون - كالنار في الهشيم لا تبقي ولا تذر. فلقد مرت على المجتمعات ومنها المجتمع العراقي فترات سادت فيها في الفوضى. فعلقت الجثث بالمشانق في الساحات العامة وعلى الجسور والأعمدة وسحلت في الشوارع وقطّعت إرباً إرباً وأفرغت المؤسسات المالية مما فيها من نقد واحرقت الكتب والمكتبات والمكاتب والمقار وتشكلت العصابات والمافيات وراحت تعبث بأرواح الناس وممتلكاتهم وأمنهم ناهيكم عن التهجير القسري والنزوح الاضطراري. وتحولت الشوارع الى خنادق معارك بين المسلحين. كل هذا وأسياد الفوضى قابعون في أبراجهم المشيدة أو في فنادقهم وقصورهم خارج البلاد.

(3)
الفوضى أيّها السادة جحيم من نوع آخر. جحيم على الأرض. انه قيامة دنيوية. الفوضى حالة شواذ مطلق. ففيها مقتل الوطن والإنسان. الوطن سوف تتكالب عليه الذئاب. والإنسانية ستموت فينا لتنتصر الهمجية. تغدو الأرض أشبه بصحاري ويغدو البشر وحوشاً بعضهم يأكل بعضاً. كل هذا من أجل مَنْ ولأجل ماذا؟ ومن سيكون المسؤول؟
(4)
رحم اللهُ من عرف قدر نفسه وحمّلها ما في وسعها فقط وتجنب الادعاء والتمثيل وأداء دور البطل وترك المجال للآخرين الذين يحرصون فعلاً على إنقاذ البلاد وانتشالها مما وصلت إليه وإعادة بناء الدولة والمجتمع وكل ما يتعلق بهما. وإذا خيرتمونا فنحن شعب سلام وأمان. نتطلع الى عيش هادئ وسعيد. نريد كما يريد البشر الاخرون في مختلف بلدان العالم: نريد وطناً حرّاً نبنيه بأيادينا. خيراته لأبنائه فقط ولهم كلهم. نريد مجتمعاً مستقراً موحداً تسوده العدالة والمساواة. نريد اقتصاداً مزدهراً متطوراً. نريد المعرفة والعلم والتعليم الراقي أسوة بمؤسسات الدول الأخرى. نريد الخدمات كاملةً غير منقوصة تدخل بيوتنا قبل ان ندخلها نحن. هل هذه مطالب مستحيلة؟ هل نحن ممنوعون من هذه الأحلام الواقعية الإنسانية ومن حقوقنا الطبيعية؟
(5)
إذن أيها السادة. أنتم ظلمتمونا. لأنكم حرمتمونا من كل ما هو طبيعي في الحياة. وتمتعتم أنتم بها. وبالمقابل أنتم حرمتم انفسكم من نعمة هدوء الضمير والوجدان واثقلتم ميزانكم بالذنوب وظلمتم انفسكم مثل ما ظلمتمونا، ولكن لا تشعرون. لكم ولنا جميعا الخيار: أما الصراط الوطني المستقيم وأما الفوضى. نحن كشعب نختار الصراط الوطني المستقيم وأنتم خياركم الفوضى لأنكم لا تعرفون معناها ولا تفقهون طغواها ولقد " أفلح من زكّاها وقد خاب من دسّاها".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البابا يحذر من الاستخدام العسكري للذكاء الاصطناعي|#غرفة_الأخ


.. حزب الله يعلن تنفيذ 18 هجوما على أهداف إسرائيلية قبالة الحدو




.. خليل العناني: الرئيس الأمريكي يبحث عن خروج آمن من حرب غزة


.. أم تبكي طفلها الشهيد نتيجة التجويع الممنهج من قوات الاحتلال




.. مراسل الجزيرة: استمرار عمليات القصف الإسرائيلي على وسط مدينة