الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا بشائر حقيقية دون وقف العدوان - لإطلاق سراح الشعب الفلسطيني من الاحتلال !

عصام مخول

2006 / 9 / 14
القضية الفلسطينية


قرار المحكمة العسكرية الاحتلالية اطلاق سراح ثلاثة وزراء فلسطينيين وثمانية عشرة نائبا في البرلمان الفلسطيني معتقلين في سجن عوفر الاحتلالي، اكثر مما يعكس عمق العدالة الاسرائيلية ورعاية حقوق الانسان، فانه يفضح عمق العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني والمؤسسة السياسية الفلسطينية وتصاعده على مدار السنوات الست الماضية منذ أكتوبر 2000.
ان قيام اسرائيل وعلى مدار اكثر من شهرين باعتقال وزراء في الحكومة الفلسطينية ونواب في البرلمان، بحجة انتمائهم الى حركة "حماس" التي فازت في الانتخابات، يشكل عملا ارهابيا ومحاولة احتلالية للقضاء على المؤسسة الفلسطينية السياسية برمتها، او احتجازها بصلف، ونقل نضال الشعب الفلسطيني وممارسته السياسية من السياق الوطني التحرري الشرعي والمقاوم للاحتلال، الى سياق "الارهاب" والحرب التي اعلنها الرئيس بوش على الارهاب قبل ثلاث سنوات. وتثبت هذه الممارسة مجددا، ان الاحتلال الاسرائيلي للمناطق الفلسطينية المستند الى العدوان الامريكي في المنطقة، ليس بمقدوره ولا بمقدور سنده الامريكي، ان يكون مصدر الدمقراطية والتحرر في المنطقة، بل العائق الاساسي امامها، وان ما اطلقوا عليه "حرب الدمقراطية على الارهاب" ما هو الا حربا ارهابية على الدمقراطية وحقوق الشعوب وحرياتها.
لقد اعاد الاعتقال الاحتلالي التعسفي لوزراء ونواب فلسطينيين الى الاذهان، ان الانتفاضة الثانية، بقدر ما كانت انتفاضة فلسطينية ضد الاحتلال،فإنها كانت انتفاضة معسكر الاحتلال والاستيطان الاسرائيلي على الحل السياسي وفرص السلام والاتفاقات الموقعة في اوسلو. والتي انعكست في مواظبة حكومات شارون واولمرت على سياسة العدوان وسياسة تقويض السلطة الفلسطينية بشكل منهجي، كأحد ابرز نتائج العملية السياسية، وفرض تغيير قواعد اللعبة السياسية مع السلطة الفلسطينية، والانتقال من حصارها، الى تهميشها، الى اعتقالها، تبريرا لسياسة الخطوات من جانب واحد. وتحويل مصير الوظيفة الفلسطينية الى مسألة اسرائيلية داخلية، او اسرائيلية امريكية.
ان التلويح بالحراك السياسي من جديد، والاتفاق على حكومة وحدة وطنية فلسطينية، والحديث عن لقاء اولمرت ابو مازن، وزيارة بلير الى القدس ورام الله، لن تحمل البشائر الحقيقية للشعبين، ما لم يتضمن وقف العدوان على الشعب الفلسطيني، وإسقاط عقلية الحلول احادية الجانب، والكوارث التي حملنها لشعوب المنطقة، وإعادة الاعتبار للسياسة والسلام العادل وتثبيت القناعة بان الاحتلال والاستيطان والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني هي مصدر العنف والارهاب في علاقات الشعبين، وليس العنف والارهاب هما مصدر الاحتلال.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟