الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجنون الهستيري لشين بان و خطر حرب نوويّة

شادي الشماوي

2022 / 5 / 5
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


بوب أفاكيان 22 أفريل 2022 ، جريدة " الثورة " عدد 748 ، 25 أفريل 2022
https//revcom.us/en/bob_avakian/sean-penns-delirious-madness-and-danger-nuclear-war

شين بان ممثّل أحرز جائزة اكاديميّة وهو كذلك معروف بفكره الإنسانيّ . لكن في إطار الحرب في أوكرانيا ، يبدو أنّه قد فقد مداركه العقليّة و ذهب إلى مكان سيّء للغاية – متدحرجا نحو ما لا يمكن وصفه إلاّ بالجنون الخطير – محاججا بعدوانيّة من أجل مزيد العدوانية من طرف الولايات المتّحدة في الحرب في أوكرانيا . و قد تميّز بان أيضا بعبادته الجنونيّة لفلوديمير زلنسكي ، رئيس أوكرانيا الذى تصرّف بطريقة في حدّ ذاتها تفاقم من المخاطر الكبيرة جدّا التي تواجهها الإنسانيّة .
و ردّا على غزو روسيا غير العادل لأوكرانيا ، لم يسع زلنسكي إلى توحيد الجماهير في ذلك البلد لمقاومة العدوان الروسي بل تخطّى ذلك و أصدر مواقفا غير مسؤولة بدرجة عالية و مطالبا في منتهى التهوّر . فعلى سبيل المثال ، زعم زلنسكي أنّ ما قام به الروس في أوكرانيا يمثّل أسوا الفظاعات الجماعيّة ( " أكبر جرائم حرب شناعة " ) منذ الحرب العالميّة الثانية. و هذا موقف سخيف و خاطئ بصورة لا تصدّق . إنّه يتجاهل تماما الجرائم الأشنع بكثير التي إرتكبتها الولايات المتّحدة - في الفيتنام و أندونيسيا و كوريا قبل ذلك و في عدّة بلدان أخرى - بالذات منذ الحرب العالميّة الثانية .
و مثل هذه المزاعم الخاطئة التي أطلقها زلنسكي تخدم العمليّات الخطيرة جدّا التي ينفّذها . و بالنسبة لزلنسكي ليس كافيا أن توفّر الولايات المتحدة و بلدان الناتو تسليحا كبيرا لأوكرانيا . فقد شدّد على أنّه عليهم أن يتدخّلوا مباشرة في الحرب بإعلان، مثلا، " منطقة ممنوعة من الطيران " فوق أوكرانيا . حسنا ، ما هي النتيجة الممكنة لتلبية مطالب زلنسكي هذه؟
الحقيقة الدامغة هي التالية :
إذا تحقّق مراد زلنسكي ، ستُشنّ حرب مباشرة بين الولايات المتّحدة / الناتو من جهة و روسيا من الجهة الأخرى . و قد تتصاعد تلك الحرب بسهولة لتبلغ إستخدام الأسلحة النوويّة وستمثّل تهديدا مريدا للإنسانيّة ككلّ في وجودها ذاته.
و شين بان عينه قد دعا إلى عمليّات عسكريّة تقوم بها الولايات المتّحدة / الناتو ما سيصعّد من خطر حرب مباشرة مع روسيا – و هذا مجدّدا سيضاعف بقدر كبير خطر حرب نوويّة .
و بصفة خاصة ، نظرا للطبيعة الجدّية بشكل مميت لهذا الوضع ، يجدر بنا أن ننظر في ما يمكن أن يُفضي إليه طريق سقوط بان إلى هذا الجنون الخطير – بما أنّه يمكن أن يتضمّن دروسا أشمل و أعمق .
شوفينيّة وقحة خدمة لأمريكا و جيشها المجرم
شأنها شأن مقاربات الكثير من الآخرين في هذه البلاد الذين يودّون التفكير في أنّهم مستنيرين ، مقاربة شين بان للحرب في أوكرانيا مُشبعَة بأصناف من الشوفينيّة الأمريكيّة . و هذا يعنى التجاهل (أو التبرير) اللاعقلاني لهذه الحقيقة الأساسيّة :
قد سجّلت الولايات المتّحدة بدرجة بعيدة أرقاما قياسيّة في الغزوات و الإنقلابات و غير ذلك من الطرق العنيفة للتدخّل في شؤون بلدان أخرى . و قد واصلت إلى يومنا هذا مسؤوليّتها عن هذه الفظائع - على سبيل المثال ، في اليمن – وهي إلى درجة بعيدة أسوأ من تلك التي إقترفتها روسيا في أوكرانيا . ( و يتوفّر بموقع أنترنت revcom.usالكثير من الفضح و التحليل للجرائم الكبرى للإمبرياليّة الأمريكيّة ) .
و يبدو أنّ الصعوبات التي عرفتها روسيا على القلّ في المرحلة الأولى من الحرب في أوكرانيا قد أفرزت زادت في إنتشار الشوفينيّة الأمريكيّة لدي بعض الناس ( على غرار شين بان و الموسيقي و الممثّل " ستيفن الصغير " ، فان زاندت ، الذى دعا الولايات المتّحدة إلى قذف الأهداف الروسيّة في أوكرانيا بالقنابل ) كما أسكرهم بفهم أنّ الدخول في حرب مباشرة مع روسيا بصورة ما " لن يمثّل ذلك مشكلا كبيرا " . قد تؤدّى هذه الحرب إلى تبادل الهجمات بالقنابل النوويّة المدمّلرة بما يهدّد في الإنسانيّة في وجودها .
و في حال بان ، هناك بعدٌ خاص يمكن أن يساعد في تفسير إنحداره إلى هذا الجنون الخطير .
و مثلما أشرت إلى ذلك في مقال سابق :
" غداة زلزال مدمّر في هايتي في جانفي 2010 ، كرّس بان نفسه لفترة طويلة لجهود مساعدة ذلك البلد . و ذلك مأخوذ لوحده سيكون مصدر للإعجاب. لكن منطلقا من تعاونه مع جيش الولايات المتحدة في علاقة بجهود المساعدة تلك ، شوّه بان تماما الصورة و حجب الطبيعة و الأعمال العامة و الأساسيّة للجيش الأمريكي ، و مضى بعيدا إلى حدّ تعظيم هذا الجيش الذى لطبيعته ذاتها و في إنسجام مع النظام الذى يخدمه و يبحث عن فرضه ، كان و لا يزال مسؤولا عن أبشع جرائم الحرب و الجرائم ضد الإنسانيّة . " (1)
المعنيّ هنا – و هو درس هام للغاية – ليس مجرّد أو ليس أساسا مسألة أوهام فرديّة خاصة و إنّما هو مثال للمسار الفظيع الذى يمكن أن يسقط فيه " تجميل " الجيش الأمريكي المجرم و الترويج له ليتحوّل إلى دعم و عدم مسؤوليّة شديدي التهوّر و إلى إًدار نداءات قد تفضى في الواقع إلى حرب عالميّة ثالثة بنتائج كارثية محتملة .
مصالح الإمبرياليّين ليست مصالح" نا "
و حتّى و لو تركنا جانبا الحطر الحقيقيّ جدّا و النتائج الرهيبة لحرب مباشرة بين الولايات المتّحدة / الناتو من جهة و روسيا من الجهة الأخرى ، سيبدو أيضا أنّ تعظيما عنيدا و متزمّتا تماما للجيش اللإمبريالي لهذه البلاد جعل من الأيسر على بان أن يتجاهل ( أو حتّى أن يخفق في الإعتراف ب ) ما يقوم به " بلده الخاص " عمليّا في الحرب في أوكرانيا . إنّ دافع الولايات المتّحدة من دعم أوكرانيا في الحرب ضد روسيا ليست مساعدة بلد أضعف في الدفاع عن نفسه ضد معتدى أقوى ( مرّة أخرى الولايات المتحّدة نفسها بدرجة أبعد من أيّ كان تملك سجلّ غزو و خوض حرب ضد بلدان أضعف عبر تاريخها بما في ذلك الحروب في السنوات الأخيرة في العراق و أفغانستان ) . و الولايات المتّحدة و " حلفاؤها " يسلّحون على نطاق واسع أوكرانيا من أجل إستخدام أوكرانيا كأداة لتوسيع مصالحهم الإمبرياليّة الخاصة – إضعاف روسيا ( و المتحالفين معها ) ، بينما يتمّ تعزيز التحالف الإمبريالي " الغربيّ " ( الناتو) برئاسة الولايات المتّحدة الذى هو وسيلة للعدوان العسكريّ .
و حقيقة أخرى لا يمكن المبالغة في التشديد عليها عدّة مرّات هي التالية :
" الآن مع التحدّيين الروسي و الصينيّ من أصناف متباينة لهيمنة الولايات المتّحدة على العالم ، حجّة الطبقة الحاكمة للولايات المتّحدة و الذين يردّدون كالببّغاء محاججاتها الشوفينيّة الأمريكيّة ، تساوى أساسا لا شيء أكثر من هذا : " لقد ركّزنا بالقوّة و العنف الكبيرين " نظاما " عالميّا مناسبا لمصالحنا " القوميّة " ( أي الإمبرياليّة ) و لا يحقّ لأيّ كان إستعمال القوّة لتغيير هذا النظام العالمي بما يهدّد هذه المصالح ." (2)
و كما شدّدت على ذلك قبلا :
" ما يتعيّن علينا الدعوة إليه و بشكل ملحّ الآن ، هو معارضة كلّ المجرمين الإمبرياليّين و قتلة الجماهير الشعبيّة و كلّ الأنظمة و العلاقات الإضطهاديّة و الإستغلاليّة بينما نشدّد تشديدا خاصا على معارضة مضطهِدينا " الخاصّين " الإمبرياليّين الذين يرتكبون جرائما وحشيّة " بإسمنا " و يبحثون عن توحيدنا لدعمهم على أساس الشوفينيّة الأمريكيّة الفجّة التي ينبغي علينا أن نلفظها نبذا صارما و أن نناضل ضدّها نضالا شرسا . " (3)
----------------------------------------------
هوامش المقال :
1. “Sean Penn, COVID-19 And Mass Murderers, Penn’s Myopia Is Malignant.” This article is available at revcom.us.
2. “Shameless American Chauvinism: ‘Anti-Authoritarianism’ as a ‘Cover’ for Supporting U.S. Imperialism.” This article is also available at revcom.us.
3. “Shameless American Chauvinism: ‘Anti-Authoritarianism’ as a ‘Cover’ for Supporting U.S. Imperialism.”
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟