الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإيمان بمنح الفرصة الثانية؟

مرزوق الحلالي
صحفي متقاعد وكاتب

(Marzouk Hallali)

2022 / 5 / 6
أوراق كتبت في وعن السجن


في غضون شهر أبريل 2022، شاع الحديث عن رأفة الرئيس الأمريكي بالمتعاطين للمخدرات غير العنيفين، واعتبروها مجرد خطوة أولى على درب خفض عدد السجناء بالبلاد. وكانت المناسبة هي منح الرئيس جو بايدن العفو الأولي في ولايته. وكان العديد منهم سيحصلون على عقوبة مخففة لو وجهت إليهم اليوم نفس الأفعال التي أدينوا بسببها. وهذا بفضل قانون الخطوة الأولى ، الذي تم تمريره في عام 2018 في ظل إدارة دونالد ترامب ، محاولة لتقليص عدد نزلاء السجون الفيدراليين من خلال تقصير العقوبات وتوفير المزيد من الطرق لتجنب الحد الأدنى من العقوبات الإلزامية. وكان للقانون آثار إيجابية حتى الآن على المدى القصير: عدد نزلاء السجون آخذ في التناقص من ناحية، ومن ناحية أخرى، لا يزال أمام تنفيذ القانون طريق طويل من حيث تنفيذ البرامج في السجون والرامية للمساعدة في إعداد الناس للحياة بعد السجن. لكن الطريق لايزال طويلا للعمل بتخفيف العقوبات تحقيقا للإيمان بجدوى " منح الفرصة الثانية". وقد يكون هذا المنحى مفيدا للعديد من الدول العربية، التي ما زالت سجونها مكتظة بأناس مسجونين لتعاطيهم للمخدرات، لا يهربونها ولا يتاجرون فيها وإنما مستهلكين وقد يكونوا مدمنين عليها. وهذا أمر يستوجب الإصلاحات التي تعزز الإنصاف والعدالة ، وتوفر فرصًا ثانية ، فلا يزال الكثير من الناس محبوسين في انتظار "فرصتهم الثانية". وهنا وجب التساؤل حول تجريم التعاطي لمخدر القنب – الحشيش والمقارنة بين نتائجه ونتائج التخلي عن تجريمه والمعاقبة عليه بالحبس. علما أنه، يعد إلغاء تجريم القنب – الحشيش، بل حتى "الماريجوانا" سياسة نهجتها العديد من الدول العالم. فمثلا في أمريكا وفقًا لمركز "بيو" للأبحاث ، يعتقد 60 ٪ من الأمريكيين أن "الماريجوانا" يجب أن تكون قانونية للاستخدام الطبي والترفيهي ، ويعتقد 8 ٪ فقط أنها لا ينبغي أن تكون قانونية على الإطلاق.

فهل يؤمن الأمريكيون حقًا بالفرصة الثانية؟

ظل العديد من بيانات البيت الأبيض والرئيس بايدن ، ، تدور حول منح "فرصة ثانية". ويؤكد على وجه التحديد: "فرص أكبر للخدمة في الحكومة الفيدرالية ؛ توسيع الوصول إلى رأس المال للأشخاص ذوي قناعات الذين يحاولون بدء عمل تجاري صغير ؛ تعزيز خدمات إعادة الإدماج للمحاربين القدامى ؛ والمزيد من الدعم للرعاية الصحية والإسكان والفرص التعليمية. . .

ومع ذلك ، على الرغم من كل البلاغة والتصريحات حول الفرص الثانية ، تظل الولايات المتحدة الدولة التي تضم أعلى عدد من السجناء وأعلى معدل مدد سجن في العالم. والحالة هذه، فإذا كان بإمكانك الحكم على قيم المجتمع من خلال أفعاله ، فيبدو أن الولايات المتحدة تقدر فكرة العقوبة أكثر من فكرة منح الفرصة الثانية.

ومع ذلك ، تشير الدلائل مرارًا وتكرارًا إلى أن السجون لا تجعلنا أكثر أمانًا وتؤدي في الواقع إلى تخصيص الموارد بطرق قد تجعلنا في النهاية أقل أمانًا المسجون قد تتصاعب جرائمه وقد تزداد خطورتها بعد سجنه . فلا تعمل السجون حتى لمنع الناس من تعاطي المخدرات. في حين ، أثبتت البرامج التي تنطوي على العلاج من تعاطي المخدرات بدلاً من السجن فعاليتها حيث أتيحت لها الفرصة.

قد يكون الوقت قد حان لإعادة تقييم الصلة بين الجريمة والعقاب في المقام الأول ، لا سيما عندما يتعلق الأمر بجرائم المخدرات غير العنيفة. ولكن هناك حاجة إلى مزيد من التغييرات الشاملة عاجلاً وليس آجلاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر مصري رفيع المستوى: أحد بنود مقترح الاتفاق يتضمن عودة ال


.. الاحتجاجات تتصاعد.. الاعتقالات في أميركا تتجاوز ألفي طالب




.. شاهد: المجاعة تخيّم على غزة رغم عودة مخابز للعمل.. وانتظار ل


.. مع مادورو أكثر | المحكمة الدولية لحقوق الإنسان تطالب برفع ال




.. أزمات عديدة يعيشها -الداخل الإسرائيلي- قد تُجبر نتنياهو على