الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رئيس تونس الصّالح و الرّوح الخبيثة!!!

كريمة مكي

2022 / 5 / 6
الادب والفن


عادة ما يقع الصّادقين في فخّ حُسن نواياهم فيمنحون ثقتهم فيمن تصوّروا حُسن سيرتهم رغما عن إحساسهم الداخلي الذي لا يخطئ و الذي يظلّ يُلح عليهم بعدم ائتمان هؤلاء الممثلين الباردين للالتزام الجاف بالأخلاق و العُرف و الدِّين.
وقع رئيس تونس الصالح في هذا الفخ حين ائتمن مساعدته الجامعية السّابقة في كلية الحقوق فأعطاها، و هو رئيس، فوق ما تستحق و جعلها مديرة ديوانه و أجلسها معه في كلّ المجالس و لكنّه فشل الفشل الذّريع في جعلها تليق بما بوّأها إيّاه لأنّ فاقد الشيء لا يُعطِي شيئا و إن أُعطِيَ كلّ شيء!!
فكان مرورها بالمنصب مرورا باردا كئيبا لم نرى منه إلا حضورها الباهت و تدويناتها الباردة برودة القطب المتجمّد.
و كان الناس يظنّونها ʺعاقلةʺ كما تريد أن توحي بصمتها الدائم و لكن تسريبا صادما خرج لها أيام كانت في المنصب –قبل هذه التسريبات الأخيرة التي نزعت عن نفسيتها المهتزّة ورقة التوت- أثار الشكوك حولها و حول جدارتها بالمنصب الذي احتلّته فجأة و بدون سابق علم من الشّعب الكريم...
يومها كانت تتحدث مع الإعلامية الشهيرة، المختصة في السّفسطة باسم الحداثة و باسم البورقيبية، و كان تسجيلا مُخجلا عَجِبَ النّاس منه و هم يسمعون لها لأوّل مرّة خارج الصُّورة الملتزمة التي تريد أن تروّجها عن نفسها...فإن كانت الإعلامية ʺالحدثوتيةʺ قد انكشفت من قبل ذلك في زلقات و سقطات كثيرة فإن مساعدة الرّئيس قد عرفت يومها انزلاقتها الأخلاقية الأولى على المستوى الإعلامي.
و يبدو الرّئيس كمن لا يُحبّ أن يُصدِّق سمعه فِيمن غرّته بالصّمت و تمثيل الاستكانة!
كذلك يحدث دائما للطيّبين حين يمنحون ثقتهم و يُكذّبون كلّ الإشارات الملائكيّة التي تأتيهم من كلّ صوب فيُكذّبون أنفسهم و يُجدّدون الثقة فيمن لا عهد لهم و لا أمان!
كذلك يبتلي الله الصّادقين بشياطين الإنس و الجن لكي يمتحنهم الامتحان المَرير فيتعلّمون الدّرس الأعظم...فيتّعظوا و يَعِظون النّاس و يُعلِّمونهم ممّا آتاهم الله من العِلم.
لا خوف على الرّئيس من هكذا شياطين فقد انكشفوا و ظهرت أعوارهم تِبَاعًا تسريبا تلو التسريب.
و لكن لماذا انفضحت هي فقط دون غيرها هذه الفضيحة المُجلجلة؟؟؟
و كان يمكن لكثير من المسؤولين السّابقين و الحاليين أن ينفضحوا مثلها و لا شك أنّ هنالك من يملك عليهم أكثر من صورة و من تسجيل...
لماذا؟؟؟
لأنّ الله أرادها أن تكون عِبرة لكلّ من يُبالغ في التمثيل بالسّير على النّهج المستقيم و نفسه تعتمل حِقدا و خُبثا و بُغضا للعالمين.
هي أكثر من يعرف أنّها و رغم المنصب الذي أُجلِست فيه لم تحظى أبدا بأيّ نوع من الثقة أو القبول رغم الثقة القياسية التي يحظى بها الرّئيس قيس سعيد و لم يحظى بها قبله أيّ رئيس...
كانت تعرف أنها مكروهة من أحباب قيس و من أعدائه و لكن ما كان يعنيها أحبابه فهي تعوّل على رصيده الكبير من ثقة شعبه... هي فقط كانت تسعى جاهدة لاستمالة خصومه لتلميع صورتها وحدها... و كان أن علمنا عنها ما لم نكن نعلم يوم خرج علينا مستشار رئيس النهضة ʺراشد الغنوشيʺ في منبر إعلامي ليتباهى بأنّها اتّصلت به و أنّها تَرَجَّتْهُ أن يكفّ أذى الخلايا الالكترونية للنّهضة عنها و أنها قالت له بالحرف الواحد: قُلْ لهم أنّي ملتزمة دينيا و أني أحافظ على الصّلوات الخمس!!!!!
هي اليوم خارج البلاد لتضرب اليد التي امتدت لها بالخير...
لو كانت تحبّ تونس لما غادرت الوطن في جنح الظلام بعد انكشاف أمرها و بعد الإقالة من المنصب الكبير.
لو كانت تونس تحبّها لما لفظتها خارجها و لاحتضنتها و آوتها... فتونس لا تقسو على أبناءها المخلصين.
اليوم و بعد التسريبات الفضيحة التي عرّتها، هناك من يريد أن ينتصر للرّئيس، إن تملقا أو صدقا، فيدعو إلى محاكمتها.
لا تحاكموها ...احذروا أن تحاكموها...
عقاب الخَوَنَة الفضيحة...فيها لا يَحيُون و لا يموتون.
اتركوها لشرّ العقاب...
و اذكروا دائما القول المأثور: إذا قابلنا الإساءة بالإساءة فمتى تنتهي الإساءة!
تونس بالمحبّة نبنيها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - الأسطى حسن .. نقطة التحول في حياة الفنان فريد شوقي


.. أون سيت - أولاد رزق 3 .. أعلى نسبة إيرادات .. لقاء حصري مع أ




.. الكاتب علي الموسى يروي لسؤال مباشر سيطرة الإخوان المسلمين عل


.. بيت الفنان الليبي علي غانا بطرابلس.. مركز ثقافي وفضاء إبداعي




.. العربية ويكند | جيل بايدن تقود الرئيس بايدن إلى خارج المسرح