الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوقفوا القطار لإقامة الصلاة

طارق الهوا

2022 / 5 / 7
كتابات ساخرة


نتيجة نشر جرعات الهلوسة الدينية بواسطة علماء جهلة بالتاريخ والعلوم والجغرافيا والفلك وبتفاصيل دينهم أحيانا. غير مؤمنين بشرعة حقوق الإنسان ولا بالأوطان ولا بالعقل النقدي، تظهر علينا من وقت لآخر أخبار، لا تمت بأية صلة حتى لأيام أطلقوا عليها تزويراً اسم الجاهلية، مثل التحرش الجماعي بنساء سائحات لأنهن سافرات غير محجبات بالقرب من الأهرام، في مشهد ينتمي إلى الكوميديا السوداء، ولا يستطيع تخيله حتى فيديريكو فيلليني مخرج وكاتب سيناريو "الحياة الحلوة"، لأن مشهد التحرش بالسافرات جمع قمة علم حضارة عصر بحضيض جهل مهووسين مستفيدين من التكنولوجيا أصبحوا علة البشرية، لأنهم توسعوا بفرض أجندتهم من كهوفهم إلى باقي دول العالم.
في الاسبوع نفسه، ظهر مقطع فيديو في مصر لعدد عدد من المصلين وهم يؤدون صلاة عيد الفطر على تقاطع خط السكك الحديدية ما كاد يؤدي لكارثة، لولا حنكة سائق القطار.
يُقال، وأنا لا أصدق، أن الفيديو تسبب في غضب شديد على مواقع التواصل الاجتماعي، لتعريض حياة الآخرين للخطر، وتعطيل حركة القطارات على خط القاهرة/طلخا لأكثر من ساعة، لحين انتهاء الصلاة ومغادرة آخر مهووس دينياً من على التقاطع.
أكرر أنني لا أصدق حالة الغضب التي يقولون عنها، لأن المحاكم المصرية والشرق أوسطية في كل جرائم الهوس الديني عاقبت المجرمين على أفعالهم، أو برأتهم النيابة لأنهم مختلين عقلياً، ولم يعاقب المجتمع المسلم فكرهم الاجرامي، فكان ما كان في مصر والشرق الأوسط، ثم امتد إلى كل دول العالم بما فيها دول لا يعرف عنها معظم الناس أي معلومة أو حتى اسمها.
أكرر بأنني لا أصدق لأن شيخ الأزهر يحضر كل المناسبات التي يلقي فيها الرئيس السيسي كلمة، أو يفتتح أي مشروع كبير، وكأن الشيخ هو القيّم عليه أو نائبه أو ممثل حكومة دينية ترشد رئيس وحكومة مصر إلى ما يجب عمله وقولهم، وتراقبهم عن كثب.
أكرر بأنني لا أصدق لأن الرئيس السيسي نفسه يبدأ أي خطاب بفاتحة الكتاب "بسم الله الرحمن الرحيم"، ثم يقول منذ أيام "مصر تخطو نحو الجمهورية الجديدة بترسيخ حقوق المواطنة".
أي مواطنة أيها الرئيس وأنت تبدأ خطابك وكأنك ستبدأ موعظة دينية؟! وما علاقة الله بألاعيب السياسة وخطبها ومناوراتها، أو بضرب الجماعات المتشددة ثم محاولة استيعابها؟!
كل ما تراه مصر وما ستراه من كوميديا سوداء وفواجع دينية، نتيجة حتمية وضمن مسلسل غير رمضاني لن ينتهي. من مشاهده على سبيل المثال، رفع المحامي ممدوح إسماعيل أذان العصر داخل جلسة مجلس الشعب المصري أثناء حكم الاخوان المسلمين. إسماعيل معروف بانتمائه للتيار السلفي ورتل الأذان داخل قاعة البرلمان أثناء انعقاد الجلسة.
رد الدكتور الكتاتني رئيس المجلس على إسماعيل بعد رفع الأذان، ذراً للرماد في العيون لأنه هو شخصيا من نفس فصيلة إسماعيل، وقال: لن أسمح لك بذلك، أنت تساوم ولست أكثر منا إسلاماً، قاعة مجلس الشعب ليست للصلاة، هي مخصصة للحديث فقط، وأنت لست فقيهاً أكثر من النواب.
لكن إسماعيل أكد لوسائل الاعلام أنه سبق وطلب من رئيس مجلس الشعب، أن ينظم أوقات الجلسات لكي تتناسب مع أوقات الصلاة، ووصف ردة فعل رئيس المجلس على أذانه بـالديكتاتورية، فالكتاتني أخطأ ولم يف بما وعده به، وختم إسماعيل نحن لسنا في الفاتيكان، نحن بلد مسلم.
ما علاقة الآذان بمجلس الشعب بالديكتاتورية بالفاتيكان؟ مجرد عبارات حماسية مقولبة تلهي الناس عن جهلهم وتخلفهم ونقص فرص العمل والبطالة.
هل يقبل إسماعيل أن يعرف بعد افاقته من التخدير أنه فقد الرؤية في إحدى عينيه لأن الجرّاح تركه في منتصف العملية وذهب لأداء الصلاة؟
هل يقبل إسماعيل أن يفقد حفيده أو حفيدته جنينها، لأن طاقم توليدها بالمستشفى ذهبوا جميعاً للصلاة، وتركوها في حالة ولادة لرحمة الله وعنايته؟!
هل يقبل إسماعيل تعطّل حركة الملاحة الجوية في مطار القاهرة ومطارات دول الإسلام خمس مرات يومياً حتى يؤدي الطيارون والموظفون الصلوات؟
العدمية مجموعة من الآراء، ترفض الجوانب الأساسية للحياة وللوجود البشري، مثل الحقيقة الموضوعية و المعرفة والأخلاق والقيم أو المعنى. وتؤمن افتراضات العدمية أن القيم الإنسانية لا أساس لها من الصحة، والحياة لا معنى لها، وأن المعرفة مستحيلة، وأن مجموعة من الكيانات لا وجود لها، أو لا معنى لها أو لا هدف لها.
ومن أخطر عدميات العدمية رفض جميع المؤسسات الاجتماعية والسياسية.
هل ينطبق هذا الأمر على جماعة من الناس بين البشر تحاول فرض أستاذيتها على العالم؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ملاحظه
على سالم ( 2022 / 5 / 7 - 19:56 )
اشار السيد الكاتب الى نقطه هامه وكارثيه الا وهى تواطئ رئيس الجمهوريه الارهابى مع زعماء الشيوخ الدواعش والسلفيه فى تضليل الناس والضحك عليهم والسخريه منهم , سواء عصابه الرئيس الاعور وعصابه الدين الارهابيه يتقاسموا الادوار فى هذه المهزله وهى ان يكون الشعب ساذج وغبى وجاهل ويؤمن بالخرافه والدجل والاوهام الميتافيزيقيه لكى يسهل قيادته وقمعه , عصابه العسكر المستبده تعتمد اساسا على عصابه الدين الارهابيه الكاذبه فى هذا الهدف الكارثى , دول كلهم عصابه محترفه ومجرمه