الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فالح عبدالجبار ومابعد ماركس

عبدالرحمن مصطفى

2022 / 5 / 8
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


في كتاب ما بعد ماركس لفالح عبدالجبار ،مترجم كتاب رأس المال (من الإنجليزية مع الاستعانة بعض الشيء بالنص الألماني الأصلي) محاولة لتجاوز الرؤية الماركسية الأرثذوكسية (ستالينية وتروسكية وغير ذلك) ،والنقد الذي صوبه عبدالجبار للماركسية الأرثدوكسية يحتوي على أكثر من محور ،منها عدم فهم ماركس في نصوصه (وهذه تهمة توجها تيارات مختلفة لبعضها البعض ،مع هذا هناك سوء فهم كبير لماركس خصوصا لدى الليبراليين والثقافويين) ،وكذلك التعامل مع النظرية الماركسية الفلسفية كرؤية شاملة (أو ميتافيزيقيا منغلقة على ذاتها) ،وكذلك عدم التعاطي مع المتغيرات التاريخية التي طرأت على النظامين الاقتصادي والسياسي ،والنقد الذي اعتمده كان في محله في الكثير من الحالات وفي حالات أخرى كان متكلفاً بعض الشيء (من وجهة نظري على الأقل كقارئ لماركس والتيار الماركسي الاقتصادي خصوصا والفلسفي الى حد ما) ..

لعل المحور الرئيسي الذي اعتمد عليه فالح عبد الجبار في نقد ماركس (أو الفهم الأرثذوكسي لماركس) هو التعاطي مع الدولة كظاهرة اجتماعية جديدة،فالدولة من وجهة نظر ماركسية هي بناء طبقي جديد،ظهرت مع نمو وتطور الرأسمالية والسوق الرأسمالي ،الذي ساهم في توحيد الإقطاعات الأوروبية المختلفة والجهاز الحكومي والبيروقراطي يعمل لصالح الطبقة البرجوازية ،وهذا النقد أراه صحيح وفي محله ،فماركس لم يتناول كثيرا الدولة والأدوار التي يمكن أن تلعبها في المجتمع ،واختزال الدولة الى دور الخادم للنظام الرأسمالي لايفسرالتعقيد في النظام الاجتماعي الحديث والدور المتناقض الذي يمكن أن تلعبه الدولة بأجهزتها التنفيذية والتشريعية،لاشك أن الدولة في الكثير من الحالات قد لعبت دوراً محورياً في تدعيم النظام الرأسمالي وإدامته ،بل يمكن القول أنه لولا وجود الحكومات الغربية لما استمر وجود النظام الرأسمالي الى هذا الوقت ،فالرأسمالية تجاوزت النظام الاجتماعي القديم الذي كان يعتمد على الأعراف والعادات في الاتفاقات بين الطبقات المختلفة ،الرأسمالية جردت العلاقات الإنسانية من مضمونها وحولت مناحي الحياة المختلفة الى ظواهر سلعية مادية ،ففي مجتمع كهذا لايمكن أن تتم المبادلات إلا بوجود نظام قانوني صارم وجهة معينة تمتلك القوة التي تخولها لحفظه وإدامته،لكن مع هذا لايمكن التعامل مع الدولة من هذا المنظور ،فالدولة كجهاز بيروقراطي اكتسبت استقلالا معينا عن طبقات المجتمع ،ومع وجود التنافس العسكري بين القوى الاستعمارية الغربية في القرن التاسع عشر والذي أدى الى الحرب العالمية الأولى ،لعبت الدولة أدوارا مختلفة جديدة ،فالتنافس الاقتصادي والعسكري ساهم في ولادة أشكال جديدة للاقتصاد وبالمزامنة مع تتغير الثقافة الأوروبية ،فالنظام التعليمي استقل عن الكنيسة والكهنوت ،واضطرت الدولة الى أن تنخرط في النشاطات الاقتصادية مع تضخم القطاع العسكري ،نتج عن هذه الظاهرة تضخم القطاع الخدمي على حساب القطع الانتاجي،مع أزمة الرأسمالية في أواخر القرن التاسع عشر، استثمرت الفوائض الانتاجية في تمويل النشاطات العسكرية للإستحواذ على أسواق دول الجنوب ومواردها،وكذلك استثمرت الفوائض في القطاعات الخدمية المدنية كالتعليم والصحة والقضاء والنقل الخ...وفي ظل التنافس العسكري الذي كان سائداً من نهاية القرن التاسع عشر وحتى نهاية الحرب الباردة ،قلبت الحكومات المعادلة ،فالطبقة البرجوازية تحولت الى خادمة للدولة وأجهزتها التنفيذية ،وتم ذلك بواسطة اتباع أساليب مختلفة كشطب الديون المملوكة لرجال أعمال معينين على الحكومة تبني سياسة تضخم عملت على تخفيض قيمة هذه الديون (تم ذلك بعد الحروب النابليونية في فرنسا خصوصا التي لعبت الدولة فيها دورا بارزا) وكذلك تبني نظام ضريبي تصاعدي على الأملاك والمواريث والمداخيل أثقل كاهل الطبقة البرجوازية الغربية ..

في دول العالم الثاني والثالث ،الوضع أكثر تعقيدا ،ومع وراثة نظام خراجي (مايسمى بالإقطاع الشرقي) في منطقة الشرق الأوسط ومع بروز نظم بيروقراطية أو رأسمالية الدولة في مجتمعات شرقية مختلفة ،ظهرت الدولة ككيان طبقي مستقل ..
فالح عبدالجبار يرى أن ماركس عامل مع الدولة من منظور الصراع الطبقي فقط ،وانجلز من زاوية تاريخية (نشأة الدولة من تفكك المجتمع القبلي) ولم يشتبكان مع الأدوار الحديثة التي لعبتها الدولة انطلاقا من القرن التاسع عشر ،رغم مرورهم على الظاهرة البونبارتية والبسماركية ،فالدولة الفرنسية في عهد نابليون أو بعده أعاقت نمو الطبقة البرجوازية وأحاطتها بقيود صارمة ،الأمر ذاته بالنسبة لبسمارك في ألمانيا..لهذا من وجهة نظر عبدالجبار ،أخطأ الماركسيون في تبني رؤية ماركس حول دور الدولة بعد الإطاحة بالطبقة البرجوازية ،فالدولة من هذا المنظور ستتلاشى تدريجياً،وهذا ما لم يتم في أياً من التجارب الاشتراكية ..

ومن إغفال دور الدولة لدى ماركس ،أغفل الأتباع الظاهرة القومية ودورها في التاريخ ،والقومية ظهرت مع نشوء الأسواق وتوحد الإقطاعات الأوروبية المختلفة ،أي هي جاءت لاحقة على الدولة في انكلترا وفرنسا ،في ألمانيا لعب المنظرون القوميون (فختة وشلينغ وهيجل) دورا بارزا في خلق الدولة الألمانية الحديثة ،الأمر ذاته بالنسبة للدول العربية ،فالمنظرون القوميون مهدوا لبزوغ الأنظمة القومية (النظام الناصري وأنظمة البعث) ..لهذا الظروف الاجتماعية التي ساهمت في خلق الدولة في انكلترا مختلفة عن الظروف التي خلقت الدولة في ألمانيا وروسيا ولصين وبلاد العالم الثالث ..

هذا النقد للتفسير الماركسي للدولة مهم ولعله يشكل محور الكتاب ،وحبذا لو تخلى الماركسيون (الأرثدوكس) عن تمسكهم الأعمى بالنصوص الماركسية و تعاملوا مع الوقائع كما هي ..فليس بالضرورة أن تكون ديكتاتورية البروليتاريا الوصفة الأفضل لبناء نظام اقتصادي مستقل ،وهذه نظرة عائمة ليس لها حدود واضحة وسنجد أن أشخاص معينين قد يوسمون التجربة السوفيتية بديكتاتورية البروليتاريا ، وآخرون يصفونها بأنها رأسمالية دولة (والطرف بغرض مدحها والثاني بغية ذمها) وهذا التعاطي الايديولوجي لايساهم في شيء في فهم الظاهرة وبالنتيجة التعاطي معها ..

النقد الآخر وجهه عبدالجبار للمادية التاريخية،فهو يرى أن ماركس تبنى نظرة للتاريخ وليس فلسفة شاملة،وفي هذا الموضوع ،فند فالح عبدالجبار الرؤية الماركسية التقليدية حول المراحل الخمس الي مر بها وسيمر بها المجتمع البشري ،فكل مجتمع اختبر نظاما اجتماعيا خاصا به ،فالإقطاع مثلا لم يوجد في دول كالهند وافريقيا،فهذه المجتمعات استمرت تعتمد على النظام المشاعي حتى قدوم الاستعمار ،ولم يترسخ الإقطاع في منطقة الشرق الأوسط ،بل اختبرت هذه المنطقة نظام الاستبداد الشرقي (بتعبير ماركس) نظام الدولة الخراجي الذي يعتمد على الإتاوات والمكوس ،والذي لايملك فيه (الأمراء) أي صلاحيات لا على الأرض ولا على إدارة شؤون الحكم سوى صلاحية محدودة ورمزية..
وهذا النقد مقبول وفاالح عبد الجبار ليس أول من نقد هذه الرؤية الخطية للتاريخ ،فسمير أمين أيضا نقد هذا التصور الميتافيزيقي (الغائي) الضيق للتاريخ وهناك ماركسيون آخرون أيضا وجهوا نقدا لهذه النظرة،لكن هل يصح اختزال المادية التاريخية لهذه النظرة ؟أليست المادية التاريخية فلسفة أوسع وأشمل من هذه الرؤية ؟

النقد الآخر للمادية الجدلية ولنظرية المعرفة لماركسية ،ففالح عبدالجبار يرى أن الماركسية كفلسفة من فلسفات القرن التاسع عشر حصرت نظام المعرفة بالذات (الإنسان) والموضوع (العالم الخارجي) لكن هناك طرف ثالث وهو اللغة ،ويرى عبدالجبار أن الابستمولوجيا الماركسية تجاوزها الزمن وكذلك الديالكتيك الهيجلي ،لكن يمكن أن يطرح سؤال ما علاقة اللغة في هذه الإشكالية؟ فماركس وانجلز فندوا التصورات المثالية الذاتية والموضوعية التي كانت سائدة في عصرهم ،التي كانت تنكر الواقع الخارجي أو في أفضل الأحوال تعتبره مغلق وغير قابل للإدراك ،ويحث عبدالجبار الماركسيين لقراءة الأبحاث الجديدة في المنطق أو فلسفات المعرفة (البنيوية والتفكيكية والتحليلية الخ..) ،لكن هذه الفلسفات ذاتها غرقت في اشكاليات لانهائية وتحديدا الفلسفة التحليلية ،التي حاولت أن تتناول المعرفة البشرية من زاوية لمنطق فغرغت في اشكالات لانهائية وأصبحت مبحث تقني ومتخصص جدا بدون موضوع! التحليل من أجل التحليل! لدرجة أن هذه الفلسفات في معظمها لاتجذب الناس اليها ،فهي تبحث مواضيع جانبية ومن زاوية ضيقة ..مع هذا من المهم الاطلاع على هذه الفلسفات بالقدر المعقول وليس من الجانب الذي يراه أصحاب هذه الفلسفات بل من زاوية أخرى مثلا الظروف التي هيأت لظهورها وهكذا ، ومن المهم هنا الاطلاع على كتاب فؤاد زكريا (نظرية المعرفة والموقف الطبيعي للإنسان) الذي يفند فيه الرؤية التحليلية للمعرفة والطريقة والمنهج الذي تستخدمه في هذا الموضوع...

في الإقتصاد،يرى فالح عبدالجبار أن الرأسمالية مرت بتغيرات وتبدلات نانتجة من تبدل النظام السياسي الدولي ،فهو يرى مثلا أن القرن التاسع عشر كان عصر بريطانيا والقرن العشرين هو عصر أمريكا والقرن الواحد والعشرين هو عصر الشركات المتعددة للجنسيات ! فالتنافس القومي بين الدول تلاشى أو يكاد أن يكون كذلك ،لكن هذه الرؤية تغفل ظاهرة لازمت الرأسمالية من عصورها الأولى ،وهي ظاهرة الاستقطاب ،فالفجوة بين الشمال والجنوب في ازدياد وهناك وفرة من المراجع التي تتناول هذه القضية ، كمثال جاسون هايكل الانثروبولوجي تناول هذه القضية وأعطى نسب تعتمد على مناهج تجريبية للفارق :

This article was amended on 7th April 2016. Due to a mathematical error an earlier version said that “since 1960 the gap for Latin America has grown by 306%, the gap for sub-Saharan Africa has grown by 307%, and the gap for South Asia has grown by 296%. In other words, the global inequality gap has roughly tripled in size”. The gap has indeed tripled, but the percentages should read 206%, 207% and 196%.

https://www.theguardian.com/global-development-professionals-network/2016/apr/08/global-inequality-may-be-much-worse-than-we-think

وسمير أمين درس هذه الظاهرة بل يكاد أن يكون مشروعه الفكري متمحوراً حول هذه الظاهرة المهمة ،وفي هذا يقول سمير أمين ، أن دول الجنوب لايواجهها الآن التحدي الاشتراكي (بالمعنى التقليدي) بل هذه الدول في حاجة الى تبني اقتصاد متخلط تحت سيادة الدولة ومن هذا الطريق يمكن أن تشرع في طريقها الى الاشتراكية ،ثانيا العصر الحالي هو عصر أمريكي ،على العكس من تصور عبدالجبار كان القرن العشرين قرناً تتنافس فيه أقطاب مختلفة تتبنى ايديلوجيات مختلفة ،أما العصر الحالي ،فهو عصر الطغيان النيوليبرالي الأمريكي في مختلف المجالات ،الاقتصاد والثقافة الخ..فظاهرة الشركات المتعددة الجنسيات تخدم دول معينة وعلى حساب أخرى يكفي فقط الاطلاع على مصادر تمويلها ،وعبدالجبار يرى أن هيمنة المؤسسات الاقتصادية الدولية هو تعبير عن ظاهرة العولمة وضعف الدول في مقابل تعزيز موقف الشركات المتعددة الجنسيات ،فهذه المؤسسات تعمل على خلق سوق عالمي للسلع والخدمات وعناصر الانتاج (العمل) والمال الساخن ،وهذه المؤسسات تسعى لضبط أي خلل في هذه المنظومة كما حدث في أزمة النمور الآسيوية (في وقت كتابة الكتاب طبعا) وهذه رؤية ضيقة ،فهذه المؤسسات تعمل لصالح دول معينة (أمريكا تحديدا) يكفي أن نعلم أن أمريكا تملك أكثر من 15 % من أسهم البنك الدولي ،وبهذا تملك حق نقض أي قرار يصدر عن البنك الدولي ،فضلا عن أن برامج التقشف أو التكييف الهيكلي التي يتبناها البنك الدولي تعمل لصالح الدول المتقدمة ،ففتح الأسواق وخصخصة الشركات وفتح الاقتصاد للشركات الأجنبية كل هذه الشروط تساهم في تعزيز موقف الطرف الأقوى وعلى حساب الأضعاف ولاتراعي موقفه ..

طبعا الكتاب يتناول مواضيع أخرى ،كالديمقراطية ، ويرى عبدالجبار أن من شروط تحقيقها وجود سوق قوي واستقلال المجتمع المدني عن الدولة واستقلال الاقتصاد عن الدولة ،لكن هل هذا يصح في عصرنا هذا؟ فالنيوليبرالية وبحسب عبدالجبار تعيق تشكل ليبرالية سياسية في الدولة ،فهي تخلق مجتمعا مفقرا يبحث عن تأمين حاجياته الأساسية (بالنسبة للأغلبية) ..والديمقراطية السياسية الشكلية لاتمثل حلا لمشكلات العالم الآن ،ووجود رجال أعمال يملكون ثروات تقدر بملايير الدولارات هو دلالة على اختلال ميزان لصالح طبقات وعلى حساب طبقات أخرى..طبعا هذا لايعني نكران أهمية الحريات (السياسية ونوعا ما الاجتماعية في الغرب) فحرية الصحافة وحرية تشكيل الأحزاب تبقى نقطة تفوق للنظم السياسية الغربية على النظم الشرقية ،ولو أن هذه تراجعت في العقود الأخيرة مع دخول عامل المال السياسي ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ماذا يقترح فالح عبد الجبار من فكر بعد ماركس؟
منير كريم ( 2022 / 5 / 8 - 11:56 )
الاستاذ المحترم
كل ما بينه فالح عبد الجبار مطروق ومعروف من قبل
ماهو بديله لليسار بعد ماركس؟
شكرا


2 - هل يستاهل ماركس كل هذا الضجيج-المفتعل-ام انها ثورة
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2022 / 5 / 8 - 15:58 )
في فنجان-وطن ماركس اوربا- مايسمونه الراءسماليه نشاءت وتطورت في اوربا واميركا وكندا واستراليا واليابان وامثالها -لماذا -الشيوعيه-تاءسست وسقطت في الشرق الخالي من الراءسماليه وخاصة البلدان الاسلاميه-طاهره غريبه-وللعداله هنالك شيوعيتين واجده كتابات ماركس وانجلس وقد نشاءت صمن العديد من الكتابات المنتقده للحضاره الجديده التي تميزت بالاختلاف العميق عن المجتمعت الراكده القديمه المعروفه بالقطاع والعبوديه لان ثورات العلم والتكنولوجيا وبنية المجتمع والثقافه المليونيه والهياكل والمفاهيم السياسيه الجديده وخاصة الدمقراطيه والانتخابات والثقافه والنضال والاحزاب ولكن الحياة اخذت منحى ديناميكي ولم يعر احدا اهتماما تشاؤمات وفوضويات والتقسيمات التهديميه للمجتمع الجديد باسم الطبقات المتعاديه واعتبار واحدة منها الاقل علما وفهما-البروليتاريا هي الخالقه والمقرره للحضاره الديناميكية الغنية المتنوعة المتكاملة الجديده-كما كان بالامكان ان تمر كتابات ماركس كما مرت كتابات اخرين لو نشوء شيوعية ثانيه ديماغوجية تضليليه لا علاقة لها بافكار ماركس انه افكار فوضويي روسيا المتخلفه الفقيره-اللاراءسماليه-التي اراد قومييها اح


3 - تحياتي..
عبدالرحمن مصطفى ( 2022 / 5 / 8 - 17:07 )
تحياتي..
هو يرى أن الحل يتمثل في اقامة حكومة عالمية أو ما يقرب من هذا ،بالاستفادة من ظاهرة العولمة (التي أضعفت الدول)،تدير شؤون العالم بقدر ما،أي هو يرى أن تعميم ظاهرة المجتمع الحديث على مختلف دول العالم ،طبعا هو يطرح اقتراحات مختلفة لكن كلها تدور في هذا الفلك،وهذا ما أراه تصورا مثاليا ،فالعالم محكوم بصراعات واستغلال بلدان لأخرى،فالرأسمالية ولدت ولازالت تولد استقطابا بحيث تستفيد دول على حساب أخرى..


طرحه يشيد بجوانب معينة من العولمة ويتصور أنها ستدفع باتجاه تخفيف شراسة النظام الرأسمالي..


4 - ماركس
عبدالرحمن مصطفى ( 2022 / 5 / 8 - 23:10 )
ان لم يكن ماركس يستأهل كل هذا الاهتمام فمن يستأهل ذلك؟؟

المقاربة التي طرحتها لا علاقة لها بواقع المجتمعات التي شهدت
التجارب الاشتراكية،الثورات لاتخلق من العدم ،وليست هي وليدة قرار هكذا بدون مقدمات موضوعية،المجتمع الروسي كان مجتمعا متخلفا نسب الأمية تصل الى اكثر من ٨-;-٠-;- بالمئة ،روسيا انفتحت على الرأسمالية لمايقرب من ٦-;-٠-;- عام قبل ثورة اكتوبر ،لكنها لم تستفد شيئا يذكر،مآساة الحرب العالمية الاولى زادت الطين بلة والتي تحولت الى هزيمة في عهد كرنسكي وحكومته الانتقالية ،ثورة اكتوبر تقرأ بالظروف الموضوعية التي أحاطت بها،ففي ظل التهديدات الخطيرة التي خلفتها القيصرية والحكومة الانتقالية والتخلف الاجتماعي،لم يكن مستغربا أن تنشأ ثورة جذرية لتصحح المسار وتحول روسيا الى دولة قادرة على مواجهة التحديات المحيطة بها،الامبريالية ولدت ثورات جذرية بالأطراف والنظم التي أتت بعد هذه الثورات هي نتاج طبيعي للواقع الذي خلقته الامبريالية في هذه الدول...

اخر الافلام

.. ماذا تريد الباطرونا من وراء تعديل مدونة الشغل؟ مداخلة إسماعي


.. الجزيرة ترصد مطالب متظاهرين مؤيدين لفلسطين في العاصمة البريط




.. آلاف المتظاهرين في مدريد يطالبون رئيس الوزراء الإسباني بمواص


.. اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل




.. مراسلة الجزيرة: مواجهات وقعت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهري