الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-إيلون ماسك- يشتري تويتر – هل هذا يدعو إلى القلق ؟

مرزوق الحلالي
صحفي متقاعد وكاتب

(Marzouk Hallali)

2022 / 5 / 8
العولمة وتطورات العالم المعاصر


في غضون شهر أبريل 2022 ، أبرم "إيلون ماسك" -Elon Musk - الرئيس التنفيذي لشركة "تيسلا" - Tesla و "سبايكس" - SpaceX - صفقة مبدئية ، حيث اشترى بموجبها "توتير" - Twitter - مقابل 44 مليار دولار. علما أنه ليس الملياردير الأول الذي صبا إلى اقتناء إحدى وسائط التواصل الاجتماعي ، مما أثار العديد من التساؤلات لدى الكثيرين.
ولعل أبرز تساؤل يوشي بالقلق هو، هل سيؤدي هذا الاستحواذ إلى بداية جديدة لـ تويتر أم أنه – على العكس من ذلك- يشير إلى نهاية تويتر كما ألفه الناس؟ والأهم من ذلك ، هل اقتناء "إيلون ماسك" لهذا الموقع يستحق القلق بشأنه؟
فما الذي أثار القاعدة الجماهيرية الواسعة المستعملة لتويتر ؟

عندما انتشرت أخبار صفقة بيع هذا الموقع ، اهتم مستخدمو هذا الموقع التواصلي بالأسئلة الرئيسية التالية:
- كيف ستؤثر آراء "إيلون ماسك" حول حرية التعبير على المنصة؟
- هل "إيلون ماسك" سيعيد قبول المستخدمين المحظورين الممنوعين من استخدام المنصة؟

بخصوص قضية حرية التعبير، إن موقف عملاق التكنولوجيا، "إيلون ماسك"، يساند الحرية المطلقة للتعبير" وقد سبق له أن انتقد موقع توتير على ما يعتبره رقابة لهذه الحرية.
ومع ذلك، بينما دافع ماسك عن حقه في التحدث بأشكال معينة (بالإضافة إلى حقوق بعض مؤيديه)، فإن ولاءه لحرية التعبير بشكل عام لا يبدو شاملاً ومطلقا. على سبيل المثال ، بعض اتفاقيات الفصل ، التي ناقشها موظفو "تيسل" الذين تم تسريحهم ، تتضمن بنود عدم الانتقاص من شأن الشركة دون تحديد فترة زمنية، مما منع ،بشكل فعال وملزم، المسرحين من إبداء آراء سلبية أو انتقادية بخصوص الشركة وقادتها وشركائها الآخرين ، حتى لو كانت هذه الآراء مبررة ومدعومة بالأدلة.
بخصوص موضوع حرية التعبير مقابل خطاب الكراهية - لا سيما فيما يتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي - هو موشوع يثير للانقسام إلى حد كبير. فما قد يعتبر حرية للتعبير بالنسبة للبعض قد يوصف بخطاب الكراهة عند البعض الآخر. وارتكازا على تعريف "إيلون ماسك" للمصطلحات قد يؤدي في النهاية إلى تمهيد هذا المسار أو ذاك للتويتر. وهذا ما قد يفسر انقسام مستخدمي والجمهور حول ما إذا كان النظام الأساسي قد يتغير للأفضل أو للأسوأ.

فيما يخص الإفراج على المستخدمين المحظورين، يشعر الكثيرون من مستعملي المنصة بالفضول حول كيفية تعامل "إيلون ماسك" مع المستخدمين المحظورين سابقًا، لاسيما الحسابات البارزة - بما في ذلك حساب الرئيس السابق "دونالد ترامب" ، وعضو الكونجرس "مارجوري تايلور جرين" ، ومالك شركة "أنفووارز" -Infowars - "أليكس جونز" والكاتب "ميلو يانوبولوس"، والتي يمكن إعادتها إلى سابق عهدها اعتمادًا على وجهة نظر "إيلون ماسك" في الحظر.

وهذا موضوع مثير للانقسام. بينما يرى البعض أن الحسابات المذكورة أعلاه ، من بين حسابات أخرى ، أُغلقت بشكل غير عادل وغير منصف ، ويعتقد البعض الآخر أن هذه الحسابات نشرت خطاب كراهية و / أو نشرت معلومات خاطئة ، وهو أمر زُعم أن العديد من منصات التواصل الاجتماعي كانت تتخذ إجراءات صارمة ضده. علما أن موقف "إيلون ماسك" المؤيد لحرية التعبير المطلقة قد تكون له تداعيات محتملة جدا، وقد ينظر إليه كمؤيد لخطاب الكراهية.

وهناك أمر طلب إضافة "زر التعديل" وهي ميزة طالما رغب فيها الكثيرون ، قد يؤدي بمالك المنصة الجديد إلى اعتمادها. ومن المنتظر أن يتم تسريع تطوير "زر التحرير" بشكل كبير. وإذا كان أن الكثير من الناس يجدون هذا التطوير جذابا بالتأكيد – اعتبارا لأن إصلاح الأخطاء المطبعية هو دائمًا ميزة إضافية – فقد أعرب آخرون عن قلقهم من أن المحتوى القابل للتعديل من شأنه أن يغير النظام الأساسي بشكل كبير ، وربما قد يشجع على انتشار المعلومات المضللة.
في واقع الأمر إن تفعيل "زر التعديل" ليس خاليًا من المخاطر كما قد يبدو للوهلة الأولى. فيمكن لأي شخص نشر تغريدة غير ضارة ، وجمع المشاركات ، ثم تغيير محتوى التغريدة إلى شيء آخر - سواء كان كلامًا يحض على الكراهية أو معلومات لم يتم التحقق منها بشكل صحيح. قد يأتي ذلك بتداعيات على أولئك الذين أحبوا الرسالة الأصلية أو علقوا عليها أو أعادوا تغريدها ، خاصةً إذا كانوا غير مدركين أن المحتوى قد تغير بعد نشر الحقيقة.

بخصوص العاملين في عملاق وسائل التواصل الاجتماعي على الصعيد العالمي، عندما اندلعت أخبار بيع الشركة لم يفرحوا لذلك ولم يكونوا جميعًا غاضبين. كان حال فريق عمل توتير الانقسام كما هو حال مستخدمي المنصة.
يخشى بعض الموظفين من إلغاء "إيلون ماسك" لميزة الاعتدال التي سارت عليها المنصة ، مما قد يجعله مستعدا على إغماض العين عن المؤامرات والخداعات وخطاب الكراهية وغير ذلك. في حين يشعر آخرون بالقلق بشأن بعض الأساسيات التي تهم معاشهم ، مثل تخفيضات الأجور أو تسريح العمال الذي قد يقتضيه إصلاح شامل للشركة. بينما ظلت القيادة الحالية للشركة تحاول تهدئة العديد من المخاوف، فإن مستقبل توتير من وجهة نظر الشغيلية غير واضح. ويبدو أن الداعي لهذا القلق كون أن هناك قوانين تحدد متطلبات معينة للإشراف على المحتوى – ما يروج على المنصة-، وفي ذات الوقت هناك القواعد المتعلقة بشركات القطاع الخاص، والتي تظل عموما أكثر مرونة من القواعد العامة. ومع ذلك، لا ينظر الجميع إلى الوضع بشكل سلبي. إذ يرى بعض الموظفين أن هذا يمثل فرصة محتملة للابتكار والنمو. في حين يفضل الآخرون انتظار معاينة التغييرات المحتملة ، مع إرجاء الحكم حتى تتضح الأمور أكثر.

يبدو أن موقف "إيلون ماسك" من حرية التعبير يظل مختلطا ، فليس من الواضح كيف ستغير بخصوص تعديل المحتوى ومعايير حرية التعبير على المنصة. علما أن سلطة إعادة المستخدمين المحظورين ستبقى في يده.
فمن الواضح والمؤكد، أن هدف "إيلون ماسك" هو جعل الشركة شركة خاصة بامتياز، علما لا يزال للمساهمين فيها رأي في الموضوع ، مما له الأثر على الصفقة في حد ذاتها. وإذا مرت الأمور على المسار المعلن، سيحصل المستثمرون على مبلغ محدد من الأموال بناءً على الأسهم التي يمتلكونها ولم يعد لهم إي دخل في توتير.

فمن هو "إيلون ماسك"؟
من مواليد 28 يونيو 1971 في بريتوريا (جنوب إفريقيا) ، هو مهندس ورجل أعمال وملياردير من أغنى أغنياء العالم، حصل على الجنسية الكندية سنة 1988 ثم الأمريكية في سنة 2002.
وهو رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي) لشركة SpaceX Corporation والرئيس التنفيذي لشركة Tesla Corporation ، بعد أن شغل منصب رئيس مجلس إدارة - SolarCity و - Tesla وهو أيضًا مؤسس شركة - The Boring Company - وهي شركة لإنشاء الأنفاق ، وشركة -Neuralink - للتكنولوجيا العصبية. وجعل من شركة " تيسلا " ، خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين ، شركة تصنيع رئيسية للسيارات الكهربائية.
في غضون عامين فقط - من 2020 إلى 2022 - نمت ثروته من 26.4 مليار دولار إلى 219 مليار دولار ، وفقًا لمجلة "فوربس" ، التي صنفته على رأس قائمة أغنى الناس على هذا الكوكب. تتكون ثروته أساسًا من أسهم شركتيه - SpaceXو Tesla- وكان أول من تجاوز 200 مليار دولار، وقد تضاعفت ثروة إلى حد كبير بفضل التقييم المبهر لشركة "تيسلا" لصناعة السيارات الكهربائية.
"إيلون ماسك"، رجل الأعمال المولود في جنوب إفريقيا، هو أغنى شخص في التاريخ الحديث.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. !ماسك يحذر من حرب أهلية


.. هل تمنح المحكمة العليا الأمريكية الحصانة القضائية لترامب؟




.. رصيف غزة العائم.. المواصفات والمهام | #الظهيرة


.. القوات الأميركية تبدأ تشييد رصيف بحري عائم قبالة ساحل غزة |




.. أمريكا.. ربط طلاب جامعة نورث وسترن أذرعهم لحماية خيامهم من ا