الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عملية - العاد- البطولية- ، ورهانات العدو الصهيوني الفاشلة على يأس الفلسطينيين

عليان عليان

2022 / 5 / 9
القضية الفلسطينية


بات واضحاً أن مراهنات العدو بشأن مقاومة الشعب الفلسطيني يكتنفها الفشل الذريع وأنه لم يستفد من تجاربه الفاشلة السابقة، فالعدو راهن سابقاً أن خروج المقاومة الفلسطينية من لبنان عام 1982 وتوزع قسم كبير منها في المنافي، سيصيب الشعب الفلسطيني بالإحباط ويدفعه للتراجع عن نهج المقاومة، لكن الشعب الفلسطيني رد على خروج المقاومة من بيروت بإشعال انتفاضة الحجارة ( 1978-1993) التي حققت للعدو عزلة دولية غير مسبوقة ووضعت القضية الفلسطينية في صدارة اهتمام الرأي العام العالمي.
وراهن (ثانياً )على اتفاقيات أوسلو ( 1993) ومشتقاتها اللاحقة، بأنها ستوقف نهج المقاومة وتضرب وحدة الشعب الفلسطيني، فكان الرد المزلزل في انتفاضة الأقصى ( 2000- 2005 ) التي جمعت بين الثورة الشعبية والكفاح المسلح، وراهن (ثالثاً) على "الربيع العربي- الخريف" وانشغال الشعوب العربية بأزماتها الاقتصادية والاجتماعية، فكان أن تصدت المقاومة للعدوانيين الصهيونيين على قطاع غزة عامي 2012 و2014 وأفشلت بجدارة أهداف العدوان ،وتمكنت من نقل المعركة إلى عمق الكيان الصهيوني، ناهيك عن إنجاز الشعب الفلسطيني ثلاث هبات شعبية "هبة السكاكين والدهس عام 2015، هبة القدس لإفشال البوابات الالكترونية عام 2017، وهبة باب الرحمة في القدس عام 2019.
وراهن (رابعاً) على صفقة القرن الترامبية التي اعتبرت القدس عاصمة أبدية للكيان الصهيوني، ونصت على شطب حق العودة وتصفية القضية الفلسطينية من البوابة الاقتصادية، فكان الرد الجماهيري عبر مسيرات العودة من قطاع غزة وعبر مسلسل العمليات الفدائية النوعية في الضفة الغربية
وراهن (خامساً) على اتفاقيات التطبيع الابراهيمية مع كل من الامارات والبحرين و السودان والمغرب، وبغطاء ضمني من الجامعة العربية، بأن الشعب الفلسطيني سيصل إلى قعر الإحباط، فكان الرد بأهم حرب خاضتها المقاومة في تاريخها ألا وهي معركة سيف القدس "مقرونة" بانتفاضة سيف القدس التي حشرت العدو الصهيوني في الزاوية وجعلته يتوسل وقف إطلاق النار من البوابتين الأمريكية والمصرية، بعد أن أدرك أن وجوده الكياني في خطر.
وراهن (سادساً) على مفاعيل هذه الاتفاقيات التطبيعية على الصعد الأمنية والاقتصادية وعلى صعيد الصمت على تدنيس الأقصى وتقسيمه زمانياً ومكانياً، وعلى صعيد التآمر المباشر على القضية الفلسطينية بعد مؤتمر النقب التطبيعي قرب قبر مؤسس الكيان "ديفيد بن غوريون، فكان الرد الأعنف على هذه الخيانة السافرة هذا الكم من العمليات الفدائية النوعية في عمق الكيان في بئر السبع، والخضيرة، وبني راك وتل أبيب، والعاد شرق تل أبيب، إضافة لعملية مستوطنة أرئيل قرب نابلس، حيث أسفرت هذه العمليات النوعية عن مصرع (19) إسرائيلياً في غضون ستة أسابيع.
عملية "العاد" البطولية:
العدو الصهيوني بات يتخبط إثر كل عملية، معترفاً بمأزقه الأمني، وبأن هذه العمليات كشفت عن هزالة وفشل أجهزته الأمنية والاستخبارية، وعمقت من أزمته الوجودية، وعمل على اتخاذ سلسلة إجراءات أمنية تحت عنوان "خطة كاسر الأمواج" من ضمنها نشر عدد كبير من الكتائب على ما يسمى بالخط الأخضر وداخل الضفة الفلسطينية، لكن هذه الخطة تكسرت تباعاً على أيدي المقاومين الأبطال، وتكسرت مؤخراً على أبدي البطلين اللذان نفذا عملية ""لعاد" باستخدام الفؤوس والبلطات، وتمكنا من قتل أربعة مستوطنين وإصابة اثنين بجروح خطيرة.
فهذه العملية التي لم يستخدم فيها الفدائيان السلاح الناري، كان تأثيرها على معنويات المستوطنين وعلى حكومة الكيان وأجهزته الأمنية، لا يقل أهميةً عن تنفيذ العمليات السابقة في ضوء عدة اعتبارات منها:
1- أن منفذيها قدما من بلدة "رمانة" في جنين وتجاوزا الحواجز الأمنية المنصوبة على طول ما يسمى بالخط الأخضر، ما يعني أن شابين في مقتبل العمر تمكنا من تنفيذ العملية بدون أية مساندة لوجستية.
2- أن العملية نفذت في العمق الصهيوني في مستوطنة " ألعاد" بالقرب من تل أبيب وليس في مستوطنة أو موقع قرب الخط الأخضر.
3- الجرأة الهائلة للفدائيين الفلسطينيين، من زاوية أنهما نفذا العملية بسلاح بدائي فأس وبلطة ، فالعملية كشفت عن مدى الجبن الذي اعترى المستوطنين وشرطة الاحتلال لحظة تنفيذ العملية، إذ أن الشرطي الصهيوني الذي تواجد في مكان العملية خارت قواه، ولم يتمكن من إطلاق النار على منفذي العملية، اللذان تمكنا من الانسحاب عبر سيارة كانت في انتظارهما.
كما انطوت هذه العملية على عدة رسائل أبرزها:
1- أنها شكلت رداً بقوة السلاح البدائي على اقتحام المستوطنين للأقصى بدعم من قوات الاحتلال وعلى محاولة العدو تهويد المسجد الأقصى، وأكدت أن الفلسطيني لا يعدم الوسيلة لمحاربة العدو إذا لم يتوفر السلاح الناري، الذي تعاقب السلطة الفلسطينية على حيازته باعتبار أن السلاح المشروع هو سلاح الأجهزة الأمنية فقط وليس سلاح المقاومة!
2- أنها أوصلت رسالة للعدو أن أبناء شعبنا في الضفة والداخل الفلسطيني يستجيبوا لنداءات الفصائل، بأن يتحركوا وينفذوا العمليات الفدائية رداً على جرائم الاحتلال والمستوطنين في القدس وغيرها.
3- أن العمليات باتت في معظمها تنفذ في الداخل الفلسطيني، ما يعني أن الجيل الجديد الفلسطيني ليس معنياً بالطروحات التسووية "حل الدولة والدولتين" وأنه بات مشدوداً لاستراتيجية تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني.
لقد أدرك العدو الصهيوني خطورة هذه العملية الفدائية وبقية العمليات الفدائية من زاوية أن منفذيها لا ينتمون لهذا الفصيل الفلسطيني أو ذاك، ما يعني أن المقاومة الفلسطينية على وجه التحديد باتت مقاومة شعبية ومجتمعية، وأن تراكم العمليات الفدائية يعني أن العدو بات أمام هبة مسلحة إلى جانب الهبات الشعبية المتصلة في القدس وبيتا وبرقة والدهيشة ونابلس و الخليل وسائر المدن والمخيمات والبلدات الفلسطينية.
لقد علقت وسائل إعلام إسرائيلية على العمليات الفدائية في الداخل المحتل بقولها: "نحن في وضع مشابه لوضع انتفاضة السكاكين عام 2015، لكنّه أكثر فتكاً "مشيرةً إلى أن من يعتقد أن اغتيال يحي السنوار أو أي قائد من قادة المقاومة سيؤدي هذا إلى نهاية موجة العمليات الفدائية هو مخطئ".
وقد أصاب "روني شاكيد- الباحث الإسرائيلي في معهد ترومان -في تعليقه على العمليات الفدائية الأخيرة بقوله: "لا يوجد شيء اسمه إرهاب "مقاومة" أفراد، هذه ظاهرة اجتماعية وليست ظاهرة فردية، وأن الفؤوس الفلسطينية حقّقت نتائج أكثر خطورة من الصواريخ".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله