الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التصحر والتغيرات المناخية تهديد فتاك

صادق الازرقي

2022 / 5 / 9
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


تهدد التغيرات المناخية العراق بشكل خطير فيما تضعه جهات دولية ضمن البلدان الاكثر تأثرا بتلك التغيرات؛ وفي الحقيقة فان التحذيرات بشأن ذلك طالما كانت تجري منذ وقت مبكر من قبل متخصصين وحتى غير المختصين، ولكن لم تفعل الحكومات المتعاقبة على حكم العراق شيئا بمواجهة تلك المخاطر التي يجرى التحذير منها.

لقد جاءت العواصف الترابية المتكررة والمتفاقمة منذ ربيع العام الحالي في العراق لتبين مدى الكارثة التي بتنا نواجهها وعظم نتائج الاستهانة بالتحذيرات وعدم اتخاذ الاجراءات الكفيلة بمعالجة الموقف؛ بل الاستهانة بالأمر برمته وتعريض البيئة الى مخاطر مضاعفة، فيكتفي المسؤولون بالحديث عن المشكلة ولا يتحركون لمجابهتها.

والغريب في الامر غياب الرأي العام العراقي الذي يفترض ان يدفع الجهات المعنية الى استعمال معالجات حاسمة للمشكلات البيئية، يرافق ذلك غياب وعي الناس بهذا الشأن الذي يهدد حياتهم ومستقبل اطفالهم، اذ يتوجب الا يسكتوا في مواجهة اهمال البيئة من الجهات المعنية، ومن ذلك عدم اتخاذها الاجراءات المطلوبة مثلا زراعة الصحراء وتثبيتها وانشاء ما يسمى الاحزمة الخضراء، فضلا عن القضاء على مشكلات التلوث المتولدة عن استعمال الاساليب المتخلفة لتوليد الكهرباء ومنها مولدات الشوارع.

يسكت العراقيون عن مخاطر كبيرة تتهدد حياتهم من جراء استعمال تلك الاساليب التي عفا عليها الزمن، فاللجوء الى مولدات الشارع والمولدات المنزلية بدلا من الكهرباء العامة او الطاقة النظيفة واستنشاقهم اليومي لدخانها، يتسبب في كثير من الحالات بالإصابات الرئوية وحتى امراض السرطان.

والاكثر غرابة انه حين يجري الحديث عن المعالجات المطلوبة تجري الاستهانة بذلك والسخرية منه في وسائل التواصل الاجتماعي التي يستعملها العراقيون بكثرة؛ وعلى سبيل المثال حين يجري الحديث الآن عن توسع انتشار استعمال السيارات الكهربائية في اوروبا بخاصة، يستهين كثير من سكان العراق بذلك بالحديث عن شحة الكهرباء، وكأنهم يقرون ان مشكلة الكهرباء ستبقى ملازمة لهم طيلة حياتهم، في حين ان المركبات الكهربائية يتوسع استعمالها يوما بعد يوم بأرقام هائلة، بل ان دولا في اوروبا اخذت تعمل على حصر حركة بيع وشراء المركبات بالسيارات الكهربائية فقط؛ وتشير الجهات المعنية بالشأن الاقتصادي الى وصول عدد السيارات الكهربائية في العالم إلى 20 مليون سيارة، وترى في ذلك نمواً ملحوظاً من مليون سيارة كهربائية فقط على الطرق منذ 6 سنوات في عام 2016، وتوقعت إضافة نحو مليون سيارة بشكل شهري إلى الأسطول العالمي في النصف الثاني من عام 2022، وهذا يعادل مركبة واحدة تقريباً كل 3 ثوانٍ، بحسب ارقامها، وبحلول نهاية عام 2022، تتوقع الجهات المتخصصة تواجد أكثر من 26 مليون مركبة كهربائية على الطرق، وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن ينمو هذا العدد إلى 145 مليون مركبة في غضون اعوام؛ ويفيد خبراء ان هبوط كلفة السيارات الكهربائية لمستوى التعادل مع كلفة سيارات محرك الاحتراق الداخلي سيكون أمرا حاسما في استمرارية نمو مبيعاتها مستقبلا.
كما يجري في العالم التقليل من حرق الغاز والوقود في الجو الى أدني حد ممكن لأن مخاطر كبرى تتهدد الغلاف الجوي والبشرية من استمرار الحرق والانبعاث الحراري، ويتوقع متشائمون انه سيحكم على البشرية بالفناء في ضوء السياسات المتخلفة للحكومات فيما يتعلق بالطاقة والمناخ، وتحذر دراسات من انهيار الغلاف الجوي برمته.
ويشخص الخبراء تدخل الإنسان المباشر في البيئة سببا رئيسا في اختلال التوازن البيئي، ومن ذلك تجفيف الانهار والبحيرات، وبناء السدود، واقتلاع الغابات، وردم المستنقعات، وطرق استخراج المعادن ومصادر الاحتراق، وفضلات الإنسان السائلة والصلبة والغازية، والاحتراق المتولد عن عوادم السيارات، فضلا عن استعمال المبيدات والأسمدة وغير ذلك، كلها تؤدي الى الاخلال بالتوازن البيئي.
ومن مخاطر ذلك وغيره ان توقعات نشرت في مجلات علمية متخصصة منذ سنين حذرت من زيادة مستويات غاز الهيدروجين إلى أربعة أضعاف نسبته في الهواء ويترتب على ذلك انخفاض نسبة غاز الأوزون في طبقات الجو العليا ووصول كمية أكبر من أشعة الشمس الخطيرة إلى الأرض، فتزيد بذلك الإصابات بسرطان الجلد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة