الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشرق الأوسط الجديد

أبوبكر الأنصاري
خبير في الشؤون المغاربية والساحل

2006 / 9 / 14
ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001


بدأت بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 ظهور ملامح الشرق الأوسط الجديد الذي تسعى واشنطن لبنائه على أسس ترى أنها ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان والحريات العامة شرق أوسط مبنى على أركان ستة وهي إسرائيل القوية تركيا الأطلسية عراق ما بعد صدام النفطي أفغانستان الكرزائية دول خليج غير قادرة على فرض سياساتها البترولية عبر أوبك ومغرب عربي ضعيف بسبب مشكلة الصحراء. هذا الشرق الأوسط يراد له أن يكون مؤمنا بالقيم والمثل الأمريكية وأن يسير في ركب العملية السلمية على كافة مساراتها وسيكون السبق والإحترام فيه لأكثر الحكومات العربية والإسلامية تطبيعا مع إسرائيل فرغم إسلامية الحزب الحاكم في تركيا حزب العدالة والتنمية فإنه لم يستطع الإقتراب من المعاهدات العسكرية التركية – الإسرائيلية ولم تتمكن من إلغاء العلاقات الدبلوماسية القائمة بين الحليفين الكبيرين في منطقة الشرق الأوسط..
كما تتودد الحكومتان الحليفتان لواشنطن في كل من بغداد وكابول لإسرائيل وكأن عهد المواجهة معها قد ولى إلى غير رجعة ورغم إغلاق العديد من الحكومات العربية مكاتب تمثيلها الدبلوماسي في إسرائيل إلا أنها بسبب الضغوط الأمريكية تحاول إيجاد مخرج بين مطرقة الرفض الشعبي للتطبيع وسندان الضغوط الأمريكية وهو ما يفسر المبادرة العربية لقمة بيروت 2002 .
شئنا أو أبينا فأن معالم شرق أوسط أمريكي جديد أخذت في التبلور محورها عراق نفطي ثالوث تركيا الأطلسية وإسرائيل النووية على غرار حلف بغداد الذي ألغاه إنقلاب عبد الكريم قاسم 19958 مبني على أسس إقتصادية لا مكان فيها للسوق العربية المشتركة ، شرق أوسط متعدد الأعراق والأديان يلعب فيه الفرس والأكراد والبشتون واليهود أدوار أهم من 20 دولة عربية .
وللتعام مع ذلك وجب على العرب التحلي بنوع من المرونة في التعامل مع باقي القوميات غير العربية والأقليات المسيحية المرشحة للعلب أدوار في الشرق الأوسط الجديد لا سيما تعاظم دور الأكراد في العراق وتعين جلال الطالباني أول رئيس جمهورية كردي في عراق ما بعد صدام وهي سابقة في مناطق تواجد الأكراد في إيران والعراق وتركيا وسوريا وسطوع نجم العماد عون والبطرياك الماروني نصر الله صفير بعد نجاح قرارات الأمم المتحدة في تلبية رغبتهما في طرد سوريا من لبنان وخروج الجيش والمخابرات السورية من لبنان وهو مافتح باب الهيمنة المارونية الشيعية على مصراعيها على غرار الهيمنة الشيعية الكردية في العراق وهل ستسمح واشنطن لباريس بأن يكون لبنان عراق فرنسا في الشرق الأوسط الجديد أم أن أمريكا لا تقبل المشاركة في صنع شرق أوسطها الجديد ولا الإستفادة من تجارب المستعمرين السابقين مع شعوب وقضايا المنطقة .
فأميركا تريد شرق أوسط مفصل على مقاسها دون أن تلعب باقي القوى العالمية أي دور سوى المسهل لبناء ما تخططه وتنفذه واشنطن من قرارات وخطط واستراتيجيات قريبة أو بعيدة الأمد ومنها الشرق الأوسط الجديد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيضانات عارمة تتسبب بفوضى كبيرة في جنوب ألمانيا


.. سرايا القدس: أبرز العمليات العسكرية التي نفذت خلال توغل قوات




.. ارتقاء زوجين وطفلهما من عائلة النبيه في غارة إسرائيلية على ش


.. اندلاع مواجهات بين أهالي قرية مادما ومستوطنين جنوبي نابلس




.. مراسل الجزيرة أنس الشريف يرصد جانبا من الدمار في شمال غزة