الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شجون وفضيحتان حول فنجان قهوة

رشاد الشلاه

2006 / 9 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


غالبا ما انتهز فرصة استراحة شرب القهوة أثناء العمل، لتصفح وقراءة النشرة الإخبارية اليومية التي يعدها ويرسلها بدأب مشكور الأستاذ معن كدوم. يوم أمس جمعتني تلك الاستراحة بزميل سويدي يتسم بالأريحية متابع باهتمام لتطورات الأوضاع في العراق، جلسنا حول طاولة تسع لثلاثة أشخاص، كان يتصفح جريدة سويدية، وأنا أتابع ما مكتوب في النشرة الإخبارية من نكد وفواجع يومية، حدق في الأوراق وأنا اقلبها مبادرا بالقول:
- الخط العربي جميل... قلت له و أنا في مزاج لا احسد عليه بسبب الأخبار التي تضمنتها النشرة:
- أتمزح؟
- أبدا.. هذه حقيقة.
- شكرا.
- ماذا تقرأ في هذه الأوراق؟
- أخبار الوطن...
- مثلا...
- مثلا... مثلا... هذا خبر عن عودة مجلس النواب العراقي لانعقاد جلساته بعد إجازته الشهرية.... و على الفور بدأت أسئلته المعتادة عن العراق وسوء أحواله. تطرق الحديث الى محاكمة صدام وذروة جرائمه بحق الكورد العراقيين خصوصا الآلاف من القرويين البسطاء الطيبين ونسائهم وأطفالهم أثناء حملات أنفاله سيئة الصيت والسمعة، وكذلك الضجة حول رفع أو تنزيل علم صدام حسين. بادرني بسؤال عن رأيي الشخصي بهذا الشأن، قلت، لو كان الأمر بيدي لطلبت تنكيس هذا العلم فوق ساحات موبقاته ، حزنا وخجلا من الجرائم التي ارتكبت باسم هذا العلم أو تحت لوائه منذ انقلاب شباط الدموي العام 1963 مرورا بحملات الإعدام في السبعينات والحرب العراقية الإيرانية والأنفال ثم احتلال الكويت والقبور الجماعية ولغاية يوم السقوط، مادامت العدالة لم تنصف ضحاياه حتى اليوم، وما دام صدام حيا. حدق بي بعينيه الزرقاوتين المتعبتين مستغربا من هذا الرأي الغير القابل للتحقيق... اخذ رشفة من كوبه.. تلمظ متسائلا:
هل صحيح ان الحكومة أعادت العمل بعقوبة الإعدام؟ أجبته بنعم. واصل حديثه: أذن سيعدم إذا أدانته المحكمة باستعماله السلاح الكيمياوي، وهذا ما يريده ذوو الضحايا أليس كذلك!؟.. قبل ان أجيبه.. هبطت علينا حورية اسكدنافية لم نشاهدها من قبل، كيف هبطت من الجنة؟ لا ندري.. حيتنا بابتسامة جذلة، استأذنت بإشغال الكرسي الثالث لتحتسي قهوتها، معرفة بنفسها موظفة جديدة. انقطع حديثنا، أو تعطلت لغة الكلام على حد تعبير الرائع شوقي. من خلف نظارتينا الكهلتين اتفقنا من غير اتفاق على سؤال مفاده: أتقوى أنثى بهذه الرقة الإلهية ان تحمل هذا السحر كله...؟
عاد هو الى صحيفته قارئا خبر فضيحة تنصت على مواقع الكترونية في الحملة الانتخابية تمهيدا لانتخاب برلمان سويدي جديد ،بطلها حزب الشعب بحق حزب العمال الاشتراكي الحاكم ،وأنا الى خبر فضيحة بعض وزرائنا الذين لم يكملوا المرحلة الإعدادية. ابتسمت برضا مع رشفة سريعة، تطلع في مستنكرا :
- ما الذي يستدعي الابتسامة وأنت تتصفح أوراقك ووجهك مقلوب حسب لغتكم ؟ استقمت في جلستي مادا ذراعي فوق رأسي لتنشيط جسمي و قلت: تعادلنا.
- ماذا !!؟ تعادلنا بماذا؟
- أقول تعادلنا..... لديكم فضيحة تنصت، ولدينا فضيحة وزراء مزورين...
صمتنا لبرهة، خلت فيها ان نقاشنا قد انتهى بنتيجة التعادل، فلم يصح حدسي.

- (لابد ان النواب قد شحنوا البطارية!! ) وهذا تعبير شائع لدي السويديين للدلالة على حماس العودة للعمل بعد إجازة صيفية طويلة ممتعة. أجبته:
- لا أدري .. ولا يبدو كذلك.
- لماذا؟
- لقد غاب عن جلسة يوم الثلاثاء أي الجلسة الأولى بعد الإجازة خمسة وتسعون نائبا من مجموع 275.
- هل جميعهم مرضى؟
- قلت في نفسي ( صحيح سويدي... يا مرضى يا بطيخ)...ثم استدركت القول.لا..لا احد يعلم، لان رئاسة المجلس لا تعلن عن أسماء الغائبين وسبب غيابهم. لكن يبدو أنهم مشغولون بقضايا أهم من إنجاز مهمة نيابتهم في المجلس. - غريب.
- و الأغرب هو حضور النواب للجلسة و هم لا يعرفون جدول عملها أو ما هي مشاريع القوانين التي سيقرونها، وهذا ما اشتكى منه زعيم الحزب الشيوعي العراقي وهو احد نواب المجلس.
انقضت فترة استراحة تناول القهوة، عزمنا، صديقي وأنا على النهوض، لكن الحورية الهيفاء التي كانت تنصت فقط الى نقاشنا الثقيل ، سبقتنا بالنهوض. نظر إليها مع تمتمة إعجاب لم افهمها، أردت توديعها بالصلوات كما يفعل أعضاء مجلس النواب العراقي، تذكرت أنها من قوم يسوع.. فلا يجوز!. ودعتها: لهفي عليك لو لمحك انتحاري أغبر مفخخ في شوارع بغداد يسعى الى حور عين لم يراهن قط ، روحي... فالمجد لله في العلى... وعلى بغداد السلام... وفي الناس المسرّه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نادين الراسي.. تتحدث عن الخيانة الجسدية التي تعرضت لها????


.. السودان.. إعلان لوقف الحرب | #الظهيرة




.. فيديو متداول لحارسي الرئيس الروسي والرئيس الصيني يتبادلان ال


.. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا في محور -نتساريم- جنوب حي تل ا




.. شاهد| آخر الصور الملتقطة للرئيس الإيراني والوفد الوزاري في أ