الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دهشة لعوب

هدى يونس

2022 / 5 / 11
الادب والفن


خلف وشوشة البحر للصخر صخب لا يعلنه الهواء..
وهل للموج أوتار تعزف للروح!!
حين حلق النورس زاد مساحة الحرية له ولى..
عقلى الظاهر أوقفه جفون النوم..
فى النوم اشتد صهيل الباطن يستصرخ وجوده ويغوص فى ازمنة سحيقة.. وترابط اللامترابط بمنطقية لا تحيد..
فى الساحة كنت اناطح آدم لانه لا يعى تصرفه وزاد صياحه على العديد من خيباته، ولم يقنع بقولى"نحاول"، يرانى سبب تعاستة وبؤر كآبة وسبب فشل خطط توسعاته فى الفراغ، ضقت من نواحه وفضاءات جنونه وابتعدت، ولا أطمئن لوعود اله الرياح الذى جعلنى احتمله، وهو لم يهتم بشأنى.. انفرادى بنفسى رفاهية لروحى، ولم تطل.
من بادر بالتحية، واربكنى قوله " عيونك بوابة متاهة وشغف حرون". دهشت من العبارة، وحواره اللعوب المتيقظ، عقلٌ رأيته شهابا يشع تجددا ومراوغة وتعدد، أكثر منى تأملا واعتراضا، ولم أدرى بغرقى فى حواراته ومعه الجنيات صديقاته وعوالمهن المدهشة بلا تحفظ او حياء، يُمسسن ما لا اجرؤ البوح به، أغار من شغفهن تحايلهن المجنون بالغرام والمحرمات التى لم اعتدها، قاومت انقيادى لهم، واظهر الشيطان المدهش ما أربكنى، واخجلنى انتشائه السافر، الوم نفسى لانصياعي لعقل فاجر فاق عقل آدم بأزمنة، يلازمنى وسط التاجج جروح الروح واحساس ذنب التخلى عن آدم يجلدنى، والقلب فى مده وجزره ارغمنى للقائه وفض الفراق، وارتحت وعدت أحتمى بعقل آدم من عسف شطحات الشيطان المذهل، ولذا بالغت فى غواية آدم، وآدم أبله لايرى غواية تجذبه، مايشغله هو وجودى ليطمئن وأبدد وحدته والبى احتياجه، وزاد صمته وصمتى، وحين الحوار يصرخ " عقلك بؤر خرافة مسكون بهلاوس مارق، غدا أقيم طقوس الفداء واذبح مايصادفنى ربما يعيد لعقلك اترانه " ..كنت لا اخاف انفجار صراخه بل اخاف عليه، وحزنى من عدم انتباهه واتهامى أن تصخرى سبب هزيمته، والأبشع تعاركه مع نفسه حين لا يجدنى، ينطوى أحيانا على العدم والغياب فى اماكن سرية وسط أحراش غابات وحشائش متوحشة ويفترس نفسه.. ورغم تعاطفى مع عثراته ضقت من صراخه واتهامى بقصورى واشتاق عقلى لمحاورة الشيطان، تركته وتجاهل غيابى واعتاده، وأصبح يرضيه اختفائى، يشبع نهم غروره ويرضيه انبهار مخلوقات واهية بلا هوية به!!..
ولا يفارقنى حنين عطفى وقلقى على محدودية فهمه، وقلة حيلته، ولا اطمئن أبدا عليه. أنتظر ان يأتيني ولا ياتى، اعاتب نفسى "الشيئ فوق الضرورة شهوة"..
أطمئن " حيرتى عليه ربما بداية الوصول لكيفية احتماله، وقبول أفعاله، وتكثيف مساندتي له، أم ستظل خطاياه عالقة بلا غفران"..
أعادنى جنون الموج بلقاء البحر..
صوت القطار يطغى ضجيجه وينبه،
وغادرت البحر للمحطة..
***
صعدت سفحا يصلنى بالمحطة، دخولها ملأ الروح التائهة عن وجود، تبحث عن الخالق وأين استقر، ولايكف شتات البحث، تحوم حوله ولا تراه وتعافر ..
عند عبورى على حجرة ناظر المحطةالمتربة أعادتنى الرؤية للحياة، يرتدى الخيش وتحته جلباب أبيض مزهر، ويعمم راسه شال ابيض يتخلل وسطه لون اخضر طمس كثير منه، وكمًا من السبح فى رقبته لاتعد مختلفة الألوان والأطوال، نطقت اسمه صارخة بلا وعى" هلباوى" ازاى؟ امتى؟ ليه؟ فين؟.
لم اقاوم فضول اسئلتي التى اعتدت قمعها..
ثابتة مكانى وهو فى جلسته، هب واقفا، وتقدم نحوى وتسمر ثم تراجع للوراء خطوتين، لم ننطق..
لحظة فتح فمى أشار الى رأسى، فابتسمت..
صوت متانى: تحملينه فى جيوبك أم فى أقدامك؟
قلت: خلف حُجبه..
قال: هذه محصلة السنين!!
قلت: وأنت؟
قال :خيارك غير ناجح يا ألفة الفصل.
وابتعدنا عن حجرة الناظر، وكل خطو يردد" حى حى حى كل شيئ ليس بعيد يا سندى "، جلسنا على دكة المحطة الخشبية المتشققة، لم ينشغل بنظرات فضول ركاب المحطة لرؤية الزاهد برداء الخيش والمتبرجة التى لا تراعى حرمة الدين، والزاهد يلاصقها ويسامر ولا يدرى..
يقول "ظللت سنين حائر بين تاريخ قلبى على دكة الفصل وسرحانى واحلامى، كنت لا انطق، ولا أتذكر كيف انغمست فى شهوات وملذات النفس، وظلت ذاتى وذاتك بلا افتراق وعالم معاش، ووجدته بلا ترتيب فى كتاب متون الاهرام، وجذبنى القدير اليه وتماهيت معه".
وقبل أن استفسر علا صوته "حى حى أقبل توبة العاصى واعفو عن ضلاله، منحت الذكر فوق الارض وفى السماء وكشفت ما اجهل".
حين توقف قلت :"هلباوى" فسر لى ما رأيت واطلِعُنى على قول السماء
" رايت آدم لحظة خروجه من الجنة إلى الأرض، رافقته
‏واعترضت عليه، قاطعنى "لا اريد سماع شيئ عمن بهرك عقله هو وقبيله لعنه الله".
وفى ضجيج القادم انتفض وقال: الحقى قطارك.
: قطارى فى الإتجاه المعاكس، ابتسم وجلس.
قال : كما أنت صاخبة صامتة رغم السنين.
قلت: وانت؟
:كنت نملة تتأمل كون، تمردت عليه لأكون أقوى وبدا
‏بعدها كل شيئ مختلفا، بوابة الحشيش دخلتها
وتجولت فى توابعه واحتميت فيه وبه، منحنى أكثر
مما احلم وخرجت منه، ودخلت باب تانى ومنه لطريق
مشيته من باب التحدى وأوصلنى لطريق الجبل وأثار
الجدود، واحد من ‏زمايلى كان بيحبهم وادانى متون
الاهرام فضل يعلمنى ويفهمنى، ودخلت امشى فى
خميلة حجبت الضوء، أخطو فى العتمة واخطو حتى
رأيت بصيص ضئيل من ضوء، وعند اقترابى غمرنى
"يا قدوس جئت اليك ضمنى لملكوتك"، غمرنى ما
افتقده ضوئى، وتسرب بكاءًا من بكاء على ضياع زمن
لم اقترب منه، هون علىّ ان اللقاء مقدرا قبل ان نولد،
وعلا بكائه وبكائى معه ولم اجد هلباوى جوارى!!!
صوت اسمعه يردد " الصوفى يسقط ويعاود، روحه من روح الله". هلباوى كان جوارى على دكة المحطة!!، أم التائه من زمن الخلق الأول لم يحتمل هيئة هلباوى!!.
كنت أريد سؤاله: هل تحن إلى الضلال، ثم تستغفره؟
يخرجنى صوت قطارى القادم لأستعد لأصل محطتى هناك..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس