الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحادى عشر من سبتمبر والشيطان الأكبر

ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)

2006 / 9 / 14
ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001


ظهر واضحاً بعد مرور خمس سنوات على الحادى عشر من سبتمبر أن العالم العربى والإسلامى لم يفشل فى مواجهة الإرهاب كما فشل الأمريكان لسبب بسيط وهو أن العرب لم يتفقوا بعد على معنى واضح للإرهاب وبالتالى فإنهم لم يواجهوا فكر ومنابع الإرهاب والدليل هو غالبية الفكر المنتشر فى الشارع الإسلامى العربى والغربى هو فكر أصولى تدعمه الحكومات وتفتح له المراكز الدعوية فى البلاد الغربية التى تحرص على تلبية كل رغبات دول الخليج وعلى رأسها السعودية فى إقامة تلك المراكز والمساجد لإظهار مناخ التسامح والحرية والديمقراطية التى تعيشها الدول الغربية، وفى نفس الوقت تستغل الدول العربية ومنها السعودية هذا المناخ العالمى لنشر الثقافة الوهابية الأصولية عبر مراكزها الثقافية والدينية والقنصلية.
تبين أكثر بعد هذه السنوات الخمس أن العقل السياسى للقادة الأمريكيين فقد توازنه وأصبحت الولايات المتحدة هى الشيطان الأكبر فى عالم اليوم ليس لأن الأمريكيين شياطين بل لأن الساسة والسياسة الأمريكية شيطانية الفكر والمعتقد والممارسة ، تلك السياسة التى تكيل بمكيالين مما أدى إلى الإخفاق الأمريكى فى سياساته الخارجية تلك، أظهرها فى صورة الرجل المريض الذى لا حول له ولا قوة مما جعل الحكومات والجماعات الإسلامية تزيد من حدة لغتها الإعلامية وتتحدى القوة الأمريكية التى تظهر لأول مرة بهذا الضعف مما جذب أنظار ومشاعر الملايين من العرب لأن يكرهوا هذا الشيطان الأمريكى وفق أسس دينية ساقتها لهم تلك الجماعات الإسلامية بكافة الوسائل والتقنيات الإعلامية الحديثة حتى أنهم تفوقوا على مخترعى هذه التقنيات.
الحادى عشر من سبتمبر هو النتاج الحقيقى لسياسات أمريكية تشجع الحرية حرية إرتكاب المجازر والمذابح فى الدول العربية وغير العربية والسكوت عنها مادام هذا النظام أو ذاك هو حليف لسياسات أمريكا بدءاً بنظام صدام حسين وأنتهاءاً بالقاعدة .
السياسات الأمريكية فقدت مصداقيتها وأشاعت الفوضى لدى المجتمعات العربية المسلمة بسياساتها الفوضوية فى العراق وأفغانستان وفلسطين ولبنان مما دفع المواطن المسلم إلى عدم تصديق دعوات التغيير والإصلاح لأنه يظن دائماً أن وراءها مؤامرة من أمريكا حتى ولو كان قادته السياسيين يقولون عكس ذلك وأن الإصلاح نابع من الداخل دون ضغوط خارجية ، كل هذا يفسر الكراهية والمعاداة المستمرة ضد النظام الامريكى الداعم لإسرائيل القشة التى ستقصم ظهر البعير الأمريكى! !
كراهية العرب المسلمين لأمريكا راجع إلى فشلها فى حماية ومساندة الأنظمة العربية الفاسدة التى بدورها لجأت إلى الفكر الدينى الأصولى المؤثر والفعال وإلى حاملى شعلة هذا الفكر أى الجماعات الإسلامية تحاورها لتضمن تأييدها لتحافظ على كراسى الحكم ومن هنا وجدنا الحكومات العربية تستغل أحداث الحادى عشر من سبتمبر أسوأ أستغلال على حساب شعوبها وعلى حساب الشيطان الأكبر التى أستغفلته الأنظمة العربية وفعلت ما تريده لتوطيد جذور أنظمتها.
أصبح العالم بعد الحادى عشر من سبتمبر مستشفى كبير للمجانين ومهاويس الموت والقتل والتطرف ، مهاويس الحقد والكراهية والرغبة فى الأنتقام لا لشئ إلا الأنتقام من هذا العدو أو ذاك ، وقام الجميع بأستغلال الأديان لتشويه صورة الإله الحقيقى التى غابت صورته وطبيعته كخالق قادر على إفناء الأشرار او الكفار أو من يفسد الأرض التى وهبها للإنسان ليعيش فيها .
هل آن الآوان أن نسأل : من هو المسئول عن تلك الكوابيس التى تعيشها الإنسانية ؟ هل هو الغرب أم الشرق ؟ هل هى الدول الغربية أم الدول الإسلامية ؟ هل هو الفرد أم الفكر أم العقائد هى المسئولة عن تلك الكوابيس والكوارث والمجازر التى تحدث فى عالم اليوم ؟ الإجابة سهلة ويعرفها كل فرد حسب الفكر الذى يؤمن به ، وأى إجابة تحتاج إلى أن يشعر الإنسان بمسئوليته تجاهها ويبدأ بالتحاور مع ذاته حواراً ديمقراطياً يكتشف فيه سلبياته وإيجابياته ليبدأ التحاور مع الآخرين وفق ما وصل إليه من تحليل منطقى يقوم فيه بتجميع كل الحلقات المفقودة للأرتقاء بالفكر الإنسانى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يرحب بالتزام الصين -بالامتناع عن بيع أسلحة- لروسيا •


.. متجاهلا تحذيرات من -حمام دم-.. نتنياهو يخطو نحو اجتياح رفح ب




.. حماس توافق على المقترح المصري القطري لوقف إطلاق النار | #عاج


.. بعد رفح -وين نروح؟- كيف بدنا نعيش.. النازحون يتساءلون




.. فرحة عارمة في غزة بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة | #عاجل