الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمة ونص ..

احمد الحاج

2022 / 5 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


اذا لم تكن راغبا بالترحم على شخص - مظلوم - ومغدور برصاص الصهاينة في حقبة التطبيع والتخنيع والتركيع ،في عصر الديانة الوهمية - المسماة بالابراهيمية - فترحم على كاميرته على الاقل ، كاميرته التي وثقت جل جرائم الكيان المسخ على مدار سنين طويلة وهاهي قد اطفئت عن عمد بوجود الاف الكاميرات الممولة والمشبوهة التي لاتطفأ والتي دأبت على قلب عالي الحقائق واطيها لتغسل العقول وتعمل على تشكيلها بالمقلوب لصالح المحتل الغاشم ... ترحم على قلم حر لم يدخر وسعا ولم يأل جهدا لفضح انتهاكاتهم هناك وهاهو قد كسر مع سبق الاصرار والترصد بوجود الاف الصحف والمجلات والمواقع الصفراء والاقلام المأجورة التي تروج للمحتل وتطبل له صباج مساء ..ترحم على لسان صادح بالحق رفض التكميم كليا وهاهو قد اخرس والى الابد بأوامر عليا ومباشرة بعد ان اقض مضاجعهم ،وأسهر ليلهم ، وفضح مؤامراتهم ، وألب العالم كله ضدهم بوجود الاف الابواق والالسنة التي تبارك للمحتل وتسوق اجنداته ...الفرق بين كاميرا الشهيد الهادفة ، وكاميراتكم غير الهادفة انها لم تصور طعام وليمة كبرى بوجود ملايين الجياع والفقراء والعاطلين عن العمل والمحرومين غير أبهة بمشاعرهم ، ولا بمعيهم الفارغة ...ولم تصور جلسة نارجيلة جماعية ، ولا حفلة عرس صاخبة ، ولا مجلس عزاء خائب ، ولادكة عشائرية ، ولاعراضة قبلية ، لم تصور نزاعا مسلحا بمختلف انواع الاسلحة بين عشيرتين على - دجاجة ..مضخة ماء..رقي وبطيخ - كما تفعلون يوميا ، انها كاميرا شريفة وجادة صورت جل جرائم الاحتلال الصهيوني ووثقتها ولسنين طويلة ولا اقل من الترحم عليها وعلى صاحبها وقد اطفئت ، وان كنت اعجب فعجبي على الصامتين تماما طوال الوقت على جرائم الاحتلال وقد ظهروا فجأة لينطقوا اخيرا ..واذا بالكثير منهم وله لسان ينطق واذن تسمع ، بعد ان كنت اظنهم صما وبكما وعميانا !
أكثر من 46 صحفياً قتلهم الاحتلال الصهيوني بشتى الطرق بما فيها القصف الصاروخي منذ عام 2000 ، بينما اصاب اكثر من 144 صحفياً عربيا واجنبيا منذ عام 2018 بجروح مختلفة وبوسائل مختلفة ايضا ليواصل اجرامه باستهداف مقار وسائل الاعلام والمحطات الفضائية ووكالات الانباء ايضا وما برج الشروق وبرج الجلاء في غزة العزة منا ببعيد حيث هدما بصواريخ مجنحة ادت الى تدميرهما بالكامل بما تضمه من مقار لعشرات المؤسسات الصحفية المحلية والعالمية ...!
كل صحفي استشهد او اعيق اعاقة مستدامة كانت له حكاية ورواية كحكاية شيرين ابو عاقلة ..الاعلام الصهيوني كذلك الاميركي يكذب ويلقي بمسؤولية مقتلهم على عاتق الفلسطينيين انفسهم في غزة أو في الضفة الغربية ....الاعلام العربي نصفه ساكت ، ونصفه مهتم بحسب الجهة المستهدفة فيما اذا كانت موالية له ام لا ...الجامعة العربية - تقطع شخيرها - وتصحو من رقدتها لتندد على استحياء قبل ان تعود الى فراشها بإنتظار - قُمة ولا اقول قِمة عربية طارئة جديدة ستصدر في ختام جلستها بيانا بائسا فحسب لا قيمة له البتة - ...اتحادات ونقابات الصحفيين العرب والتي لادور لها على سطح هذا الكوكب بتاتا سوى بتدوير نقيبها - نقيب الصحفيين - وبطانته في كل انتخابات وهمية او شكلية دوريا لحين دنو الاجل وهذه النقابات لامهمة لها في الحياة اضافة الى ثراء المدورين ثانية ولاسيما نقيبهم ، سوى نعي الصحفيين المغدورين بعد مقتلهم او وفاتهم وتأبينهم ببيانات يكتبها غيرهم ومن خارج النقابة لتمهر بأسمائهم لأن كثيرا منهم لايجيد تحرير خبر صحفي واحد ، ولا كتابة مقال واحد، ولعلها من اهم اسباب تدويرهم مجددا وفي كل دورة انتخابية ، والمطالبة احيانا برعاية مرضى الصحفيين ومساعدتهم في حياتهم - اعلاميا - فقط لاغير ..ووبس !
اما عن الجمهور العربي فهذا ينقسم كعادته الى قسمين ، قسم يترحم على شهداء الصحافة وقسم يرفض الترحم ويدخلنا في متاهات فقهية لا اول لها ولا اخر مع ان ذات الفريق الثاني واذا ما مات - طاغية ومستبد وصنم حاكم لطالما وضع فردة البسطال العسكري الايسر في فمه، وفردة البسطال الايمن في مؤخرته - فإنه لايفتأ يقول " ياجماعة ، اذكروا محاسن موتاكم ، فقد افضى الصنم الى ما قدم ، وطاعة ولي الامر في حياته والترحم عليه بعد مماته واجبة واجبة واجبة وكل من يفعل خلاف ذلك فهو خائن ،عميل ،جاسوس ..ترحموا عليه وان ظهر على الشاشات وهو يزني ويعاقر الخمر ويتعاطى المخدرات لأن الترحم واجب على الحاكم المتغلب ولوكان بوشيا او بايدينا او بوتينيا اويهوديا او كونفوشيوسيا او بوذيا او هندوسيا ... !!" ..وفئة تترحم نعم ، ولكن مزاجيا على الشهداء ، فإن كان الشهيد على ملتها ومن ذات طائفتها وقوميتها فهو شهيد شهيد شهيد ..واما ان كان على غير ملتها وطائفتها فـ " ياجماعة تره الاخ / الاخت من جماعة عباس ، من جماعة مرسي ، من جماعة حماس ، من جماعة فتح ، من جماعة اردوغان ، مسيحي/ مسيحية ، اوربي / اوربية ، سافرة ، علمانية ، يحمل / تحمل الجنسية البريطانية او الامريكية ، وهكذا دواليك ...المهم ان يشوش ويحرف البوصلة عن مواجهة الكيان الصهيوني المسخ ...وخلاص وهو المطلوب ولاتظنن ان التقوى هي دافعهم ومحركهم الا فيما ندر ...من ثمارهم تعرفهم ..فلو كانت التقوى والغضبة لله تعالى هي المحرك لكنت سمعت منهم وطيلة الفترة الماضية حينما ارتكب الصهاينة عشرات المجازر ، وحين اقتحمت قطعان المستوطنين الاقصى المبارك مرارا كلمة واحدة ، وقرأت لهم بوستا واحدا ، واطلعت على تغريدة واحدة ، الا انهم لم يفعلوا قط ..لأن القضية ليس نصرة الدين ، وانما التعتيم على جرائم الكيان وحرف البوصلة الجمعية !
لن يموت صحفي ميتة مشرفة شجاعة يشهد لها القاصي والداني وبعد مسيرة نضال حقيقية طويلة يشهد له الاعداء قبل الاصدقاء في مواجهة الكيان الصهيوني المسخ ، الا و ستسمع اصوات الرافضين لنعيه وتأبينه والترحم عليه بهذه الذريعة او تلك..ولن يعاق صحفي قط برصاصة غدر، او صاروخ لؤم صهيوني الا وستسمع ذات الاسطوانة المشروخة ..." يمعودين هذا مسيحي ، هذا حمساوي ، هذا عباسي ...هذا أردوغاني ، هذا فتحاوي ، هذا من جماعة ياسر عرفات ..الخ " ....بما يخبرني بأن الذباب الالكتروني هو الذي يحرك هذا الخطاب من خلف الكواليس بعلم الرافضين او من دون علمهم لحرف البوصلة عن القضية المركزية الام " قضية فلسطين والاقصى والقدس " فهذه هي القضية الوحيدة التي تجمع العرب والمسلمين وتعري مزيفيهم ومنافقيهم على مر الايام ، وكل ما عداها من قضايا ليس بمقدورها ان تصنع ذلك ، لأن كل نظام ، بل قل كل شعب سيفسرها كيفما شاء ووقتما شاء ..
الاعجب ان نصف رافضي الترحم على شيرين ابو عاقلة ان لم يكن اكثر ، لم اسمع لهم صوتا قط حين طبعت اربع دول عربية مع الكيان الصهيوني المسخ جهارا نهارا ، عيانا بيانا ...فهل كانوا مشغولين بتصوير اعراسهم ، مجالس عزائهم ،عزائمهم وولائمهم ، سفراتهم وجلساتهم الخاصة والعامة ، تبادل النكات والمقاطع الساخرة بينهم عنها ،في وقت كانت شيرين ترابط هناك في كل بقعة من فلسطين الحبيبة لتصور وتصور وتصور لتفضح الكيان ومن طبع معه ومن سار في ركابه وصار ذيلا له ...ام ان ذباب التطبيع الالكتروني ذاته له دور كبير جدا في تحريكهم ، بعلمهم او من دون علمهم متى ما شاء ، وكيفما شاء ؟!
تأمل فيها جيدا وراجع كل ما كتبت ودونت على صفحاتك طيلة فترة الصراع مع الكيان والمواجهة معه ومذ انشأت صفحتك واطلقتها ، وستكتشف بأنك لم تكتب شيئا عنه ، ستكتشف انك لم تترحم على الشهداء الذين ارتقوا في كل فلسطين قط ، ستكتشف انك لم تحزن ولم تنتفض ولم تستهجن - مع ان لاقيمة لإستهجانك - جرائم الكيان هناك قط ...ستلاحظ انك لاتظهر الى العيان ولايسمع لك صوت الا في الوقت الذي يحشر فيه الكيان المسخ في الزاوية الضيقة على مستوى العالم ،هنا فقط تظهر وتطفو على السطح لتصنع للكيان مخرجا آمنا وسريعا وترمي له بطوق النجاة لإنقاذه عمدا او سهوا بهذه الذريعة او تلك ...وانا بإنتظار ما ستكتبونه على صفحاتكم في حال طبعت دولة عربية خامسة مع الكيان .وبإنتظار ما ستغردون به في حال ارتقىت شهيدة ،مسلمة ، متدينة،محجبة هذه المرة برصاص نفس الكيان الذي اغتال شيرين ..فهل ستترحمون على الشهيدة الجديدة ، ام انكم ستؤدلجون ذلكم النعي والتأبين ..وسنسمع منكم ما سبق ان قلتموه وكتبتموه بحق غزة والمدافعين عنها ومازلتم حين قصفها الكيان من اقصاها الى اقصاها ؟!
ولهؤلاء جميعا اذكرهم بما قاله بعض العلماء الاجلاء ، بأن " الترحم على الميت غير الدعاء له بالعفو والمفغرة " ذاك أن العفو والاستغفار للميت هو الدعاء بتكقير الذنوب ومحوها وسترها ،اما الرحمة فهو طلب الاسترحام بتخفيف العقوبة وزيادة الحسنات ، فاذا كانت العقوبة مدى الحياة على سبيل المثال المقتبس من اروقة المحاكم في الدنيا ،فأنت تطلب استرحاما من هيئة المحكمة ( = تخفيفا) لتكون العقوبة 15 عاما على سبيل المثال بدلا من المؤبد او مدى الحياة ..فلاتخلطوا بين طلب العفو ( = المحو،تكفير الكبائر ،الحيلولة من دون العقاب الجسدي ، غفران الذنوب فيما بيننا وبين الله من تقصير وزلل وهو مطلع عليها وحده سبحانه ) ، وبين المغفرة ( =ستر الفضيحة ، مغفرة الصغائر ، الحيلولة من دون عذاب الروح ..مغفرة الذنوب التي بيننا وبين الناس فلاتفضحنا بينهم ) وبين طلب الرحمة وتعني الالتماس بزيادة الحسنات والصفح عن السيئات ولو لم يكن عنده من الحسنات الا القليل لتثقيل ميزانه مع افلاسه من الحسنات ولن ينجو احد من عذاب الله ، وينال ثوابه بعمله قط ، الا ان تناله رحمة الله تعالى
واعلم بأن امتناعك عن سؤال الرحمة لمظلوم ، مع حث الناس للكف عن الترحم عليه ، بل وتوبيخ المترحمين والطعن فيهم وهجائهم = فرح الظالم وسعادته الغامرة بما تقول وتفعل فليس ارجى للظالمين واسعد على قلوبهم من ان تقف حاجزا بينك وبين من يترحم على ضحاياه تباعا بهذه الذريعة او تلك ..واعلم بأن ترحمك لوحده وإن لم تنطق بعدها بكلمة واحدة = انك ضد الظلم والطغيان وضد الكيان ..والعكس صحيح تماما .اودعناكم اغاتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات الطلاب الأمريكيين ضد الحرب في غزة تلهم الطلاب في فرن


.. -البطل الخارق- غريندايزر في باريس! • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بلينكن في الصين.. مهمة صعبة وشائكة • فرانس 24 / FRANCE 24


.. بلينكن يصل إسرائيل الثلاثاء المقبل في زيارة هي السابعة له من




.. مسؤولون مصريون: وفد مصري رفيع المستوى توجه لإسرائيل مع رؤية