الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يعي الكرد لعبة التوازنات في المنطقة...!!!

شيار محمد صالح

2006 / 9 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


تعيش منطقتنا الشرق أوسطية بشكل عام وكردستان خاصة الكثير من السيناريوهات والارتجاجات الداخلية والخارجية، فمن ناحية النظم الاستبدادية المتربعة على عرش السلطة في منطقتنا والتي تحاول بكل ما أوتيت من قوة أن تستمر على وضعيتها من دون اجراء أية اصلاحات أو تغييرات في أجندتها وتقربها من المجتمع، وألا تعصف بها رياح التغيير الخارجية أيضاً، ومن جهة أخرى المداخلة الامريكية على منطقة الشرق الأوسط بعد تفجيرات الحادي عشر من أيلول ومداخلتها على العراق بعد أفغانستان على خلفية مشروعها الشرق أوسطي الكبير ومن بعد ذلك الجديد.
سيناريوهات عدة تم طرحها من قبل عدة مصادر بصدد منطقة الشرق الأوسط منها من يريد إبقاء المنطقة دون تغيير والحفاظ على ما هو موجود وهو ما تصرّ عليه النظم السياسية في المنطقة وخاصة تركيا وإيران وسوريا. ومنها من يريد تغيير النظم بأكملها لأنها باتت حجر عثرة أمام عولمة المنطقة اقتصاديا وجرها إلى فلك امبراطورية الشركات الاحتكارية وهذا ما تسعى إليه أمريكا ومن متحالف معها من القوى العالمية، ومن السيناريوهات أيضا من يريد إبقاء الأنظمة المتواجدة مع إجراء بعض التعديلات والاصلاحات الشكلية ومنح المجتمع بعض الفتات من قبيل المنظمات المدنية الشكلية والكلمة الحرة المقننة والحرية المزيفة. وغيرها الكثير من السيناريوهات عديمة النفع فيما يخص المنطقة وكل يطرحها وفق منطقه وتحليله للمنطقة.
النقطة المهمة في كل ذلك هي موقع الكرد ضمن هذه السيناريوهات واتخاذهم نقطة المركز والأس في كل ما يحاك من حولهم. الكرد المنتشرين في فلب منطقة الشرق الأوسط والمجزأين بين أربع دول (تركيا، سوريا، العراق، إيران) يمتلكون ورقة الضغط على الدول الحاكمة عليهم وبمقدورهم أن يلعبوا دوراً مهما للغاية في عملية دمقرطة المنطقة ونشر قيم التسامح فيها إن هم عرفوا كيف يستثمروا قوتهم في ذلك.
الكرد ليس كما يظن الكثير من النظم المتربعة على الحكم في المنطقة على أساس أنهم ورقة بيد القوى الخارجية وأنهم عامل مشتت ومقسّم للمنطقة وإلى ما هنالك من حجج وخزعبلات سياسية يتم طرحها بين الفينة والأخرى، بل هم عامل استقرار مهم جدا وهذا واضح وضوح الشمس في تجربة جنوب كوردستان. حيث لم يتم طرح تقسيم العراق من قبل اية جهة كردية، بل تم الإصرار على وحدة أراضي العراق أرضاً وشعباً لأكثر من مرة من قِبل المسؤولين الكورد وأنه ليس في أجندتهم أية مشاريع تقسيمية، والحال هذه لا ينفك بعض الغلاة المحسوبين من المثقفين العروبويين والجهات المشبوهة على إتهام الكرد في جنوب كوردستان بالإنفصال وعدم رفع العلم العراقي ضمن أراضي الأقليم وباتت هذه القضية الشغل الشاغل لهؤلاء المرائين والمنافقين لكيل الاتهامات للكرد. حيث أن أساس هذه الاتهامات مصدرها بعض الدول الاقليمية المعروفة بعدائها للكرد أينما كانوا. فتركيا التي لا تعترف بالكرد حتى وقتنا الراهن تتباكى على كركوك وعلى حفنة من التركمان في العراق بينما يسيل الدم من عينها وفمها على كرد تركيا إن هم طالبوا بأقل حق لهم. وكذلك في سوريا وايران فالأمر سيان بشأن الكرد.
فالكل له حساباته الخاصة على الكرد إن كانت تركيا أو إيرن أو سوريا وحتى أمريكا. فلعبة التوازنات بين الدول الإقليمية مكشوفة على القاصي والداني في أن لا يمتلك الكرد أي حق أينما كانوا. وتقوم كلا من تركيا وايران وسوريا بعقد التحالفات الثلاثية فيما بينهم لطمس أي معلم كوردي في أي منطقة كانت. وما الحشودات العسكرية التركية والايرانية على حدود جنوب كوردستان إلا دليل ساطع على مدى حقد هاتين الدولتين على التجربة الكردية هناك وأنه لا يهدأ لهم بال ما دامت التجربة مستمرة في مسيرتها رغم جملة النواقص التي ما زالت تعيشها.
والحال هكذا، ينبغي على الكرد أن يعوا لعبة التوازنات السياسية هذه وألا يصبحوا آلة بيد هذه الجهة الاقليمية أو تلك وألا ترعبهم التهديدات التي تصدرها تلك الجهات بالرغم من حشدها لمئات الآلاف من جنودها على الحدود تحت مسميات وحجج لا أساس لها من الصحة. فالحسابات السياسية ينبغي أن لا تكون على حساب جزء آخر من كوردستان وأن لا نصل لنقطة أن تضحي كل الأجزاء بذاتها من أجل جزء محدد. فالتاريخ علمنا أنه لا يمكن لأي جزء من كوردستاننا الحبيبة أن يتحرر من دون الأجزاء الأخرى أو بعيداً عنها. فيجب قبل كل شيء حينما نفكر في مصلحة أي جزء ألا نتناسى مصلحة الأجزاء الأخرى ويمكن للكرد أن يصبحوا القوة الرئيسة في المنطقة إن هم عملوا على وحدتهم وقاموا بالمصالحة الوطنية فيما بينهم ونبذوا الخلافات الثانوية.
وما نداء السلام الذي أعلنه العمال الكوردستاني سوى خطوة ايجابية يمكن الاستفادة منها للضغط على تركيا كي تقبل بالهوية والثقافة الكوردية، وهذا الضغط هو مسؤولية الكرد جميعا في كافة الأجزاء وكذلك مسؤولية كافة المثثقفين الكورد أينما كانوا لأن أي تطور ايجابي كان أم سلبي في هذا الجزء سيؤثر بشكل مباشر على كافة الأجزاء من كوردستان. فشمال كوردستان لا يعني حزب العمال الكردستاني فقط بل يعني الكرد كافة أينما كانوا، نفس الأمر بالنسبة لجنوب كوردستان فإنه لا يعني الديمقراطي الكردستاني والوطني الكوردستاني فقط بل يعني كافة الكرد وكذلك بالنسبة لشرقي وجنوب غربي كوردستان. فكل الأجزاء مرتبطة مع بعضها ولا يمكن الفصل بينها مع وجود خصوصية لكل جزء إلا أن الأمر يعني الجميع.
الوقت الذي نعيشه الآن يفرض علينا أن نكون أكثر تلاحماً مما مضى وهذا ما يتطلب من مسؤولينا الكرد أن يقوموا به قبل فوات الأوان. إذ انه تقع على عاتقه المسؤولية الأولى في المصالحة الوطنية هذه ويقوموا بهذه الخطوة تجاه ما يحاك ضدهم من مؤامرات وسيناريوهات وضغط من هذه الجهة أو تلك. فالتفرد والإنزواء لا يعني سوى الترهل والضعف والوهن. ويتطلب من المثقفين الكرد قبل غيرهم أن يقوموا بما يقع على عاتقهم أيضاً لما للمثقفين من دوراً كبيراً في هذه الفترة الحساسة التي يعيشها الكرد.
ونأمل أن يتعلم الكرد من التاريخ ليكتبوا الحاضر بشكل زاه لرسم لوحة المستقبل بكل معانيها وجمالها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بات اجتياح رفح وشيكا؟ | الأخبار


.. عائلات غزية تغادر شرق رفح بعد تلقي أوامر إسرائيلية بالإخلاء




.. إخلاء رفح بدأ.. كيف ستكون نتيجة هذا القرار على المدنيين الفل


.. عودة التصعيد.. غارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي على مناطق في ج




.. القوات الإسرائيلية تقتحم عددا من المناطق في الخليل وطولكرم|