الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هكذا تحدثت كيهان !

سهر العامري

2006 / 9 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


ردان عاجلان صدر ا عن إيران وأدواتها في العراق بعد أن تحطمت أماني عبد العزيز الحكيم على أعتاب البرلمان في تحقيق حلم إيران العظمى ! بقيام فدرالية تلحق معظم الأراضي العراقية التي تزخر بالثروة النفطية بجمهورية الإسلام ! تلك .
لقد أثبت هذان الردان أن مشروع الأمارة الفدرالية الذي حمل الحكيم لواءه ، ومن بعده أبنه عمار ، الذي طاف على مدن الجنوب في الآونة الأخيرة ، ما هو إلا مشروع إيراني يهدف الى ضم تلك الأراضي العراقية الى إيران ، وإن كان ذلك بطريقة مغايرة للطريقة التي ضمت بها بريطانيا ، وبالاتفاق مع الشاه ، الأهواز إلى إيران كذلك . وبهذا فقد حُرم الشيعة العرب القاطنين في الأهواز من التمتع بثروتهم النفطية ، وعاشوا فقراء يحيطهم التخلف من كل جانب ، ويعضهم فقر مدقع على مدى سنين طويلة .
لقد اخفق عبد العزيز الحكيم في عرض مشروع ما يمسى بالفدرالية والأقاليم على النواب للتصويت عليه بنعم ، مثلما كان يعتقد ، وتعتقد إيران ، خاصة بعد الحلف الذي عقده هو مع ممثلي القائمة الكردستانية في ذاك البرلمان ، ولكن رفض تمرير المشروع هذا جاء هذه المرة من تكتل الائتلاف العراقي الموحد الذي يمثل عبد العزيز الحكيم بمجلسه الأعلى ركنا من أركانه ، فقد كانت الأغلبية من ممثلي هذا التكتل من مثل : ممثلي الصدر وحزب الفضيلة وحزب الدعوة قد انضموا الى تكتل السنة بقوائمه الثلاث ، مثلما انضموا الى ممثلي القائمة العراقية ، ولم يبق مع عبد العزيز الحكيم إلا ممثلو التكتل الكردستاني ، وهذه المرة الأولى التي يشهد فيها البرلمان في العراق اصطفافا وطنيا ، عراقيا ، وليس اصطفافا طائفيا أو قوميا .
هذا الاصطفاف العراقي الوطني هو الذي كشف علنا أوراق إيران في لعبة تمزيق العراق ، وشرذمته ، فهي بعد أن انتقمت من صدام ونظامه بتعاونها الخفي مع أمريكا ، عادت هذه المرة لتنتقم من العراق كوطن وكشعب يساعدها في ذلك نفر لا تهمه مصلحة العراق والعراقيين ، ويأتي في طليعتهم السيد عبد العزيز الحكيم ، سواء أكان ذلك بعلم منه أو بدون علم .
غاية إيران من لعبة الفدرالية ، التي تريدها للعراق وتحرمها على الشعوب الإيرانية ، هي أن يظل العراق بلدا كسيحا لا يهددها مستقبلا ، ولا يمكن له أن يقف بوجه أطماعها فيه إن أرادت هي في يوم من الأيام قطف ثمارا من تلك الأطماع ، تريده أمارة تابعة تلعب بها كيف ما تريد ، وكيف ما تشاء ، فقد عادت هي الدولة العظمى ! هذه الأيام بوصف المتمسحين على أعتابها .
جاء الرد الإيراني الأول على صفحات جريدة كيهان الحكومية الإيرانية فكتبت ما نصه : ( إن حل المشكلة الأمنية في العراق يكمن في الدولة الاتحادية ، التي يجدها البعض المبادرة الأكثر فعالية لمعالجة مشاكل العراق. ) ، وليكن في علم القارئ الكريم أن الكلام الإيراني هذا قد ترجمه السيد عبد العزيز من خلال بعض دعاته في جنوب العراق الى أن الشيعة العرب ( هم لم يقولوا العرب ) في العراق ، إذا أرادوا الخلاص من السنة العرب وما يسببونه لهم من مشاكل ، ما عليهم إلا الانسلاخ عن العراق في كيان خاص بهم ، فمشكلة العراق عند كيهان تكمن في سنة العراق ، وليس في الاحتلال الأمريكي ، وليس في عبث جهاز المخابرات الإيرانية ( اطلاعات ) الذي صار يبسط سيطرته على مدينتي : النجف وكربلاء ، والى الحد الذي لم تتمكن فيه الحكومة في العراق متمثلة بشخص رئيس الوزراء ، نوري المالكي ، ونوابه ، ووزراؤه ، من إطلاق سراح الدكتور أسعد مجيد الخاقاني الناطق الرسمي باسم أية الله ، محمود الحسني ، والمسجون في سرداب من سراديب ضريح الإمام الحسين عليه السلام ، تلك السراديب التي كانت لوقت قريب سجونا من سجون صدام الساقط ، ثم تحولت الآن الى سجون من سجون النظام الإيراني في العراق .
إن الاضطهاد الإيراني الذي يصبه جهاز المخابرات الإيرانية على رؤوس الشيعة العرب في العراق ، والذين يرفضون التسلط الإيراني الفظ على بلدهم ومقدراتهم ، لم يكن هو مشكلة العراق ، وإنما مشكلة العراق تكمن عند أهل السنة الذين عاشوا جنب الى جنب مع أخوانهم العراقيين من الشيعة ، هذا ما تريد قوله جريد كيهان .
وليكن في علم أصحاب الجريدة تلك أن لا أحد بمقدوره أن يحسب صداما ، ولا حزب البعث على السنة في العراق ، فقد كان السيد محسن الحكيم ، أبو السيد عبد العزيز الحكيم ، من أشد أنصار حزب البعث ، وأن اعتى طغاة البعث ، وأكثرهم دموية بعد صدام الساقط كانوا من الشيعة ، فأسماء مثل : ناظم كزار الشيعي ، الإيراني الأصل ، وجبار كردي ، وعبد الوهاب الأعور ، لا تزال عالقة في أذهان الناس بالعراق شيعة وسنة ، وذلك لما اقترفوه هم من جرائم بشعة ، نكراء بحق العراقيين عامة .
تمضي كيهان بعد ذلك فتقول ( إن العراق يتكون من ثلاث مجموعات عرقية رئيسة:الشيعة في تسع محافظات في الجنوب والوسط، والكرد في خمس محافظات في الشمال، و العرب السنة في ثلاث محافظات في الوسط على امتداد الحدود الغربية )
كنت أتمنى على الصحيفة أن تذكر لقرائها الى أي عرق من الأعراق ينتمي الشيعة بغالبيتهم المطلقة في الجنوب والوسط من العراق ؟ وإذا أرادت هي أن تمسح الهوية القومية للشيعة العرب فيه ، وفق السياسة الإيرانية المضللة ، فهل تقبل هي أن يمسح الآخرون الهوية القومية عن الشيعة الفرس ، وهي التي شهد صحفيوها عرس اللغة الفارسية عند الشعوب الناطق بها ، والذي أقيمت له الأفراح قبل أيام في إيران ؟
إن لوي عنق الحقيقة ، وتحويل المذهب الشيعي الذي يتمذهب به شيعة وسط وجنوب العراق الى عرق أو قومية ، لهو كذب ودجل ، يراد من ورائه الضحك على ذقون الشيعة ، وتطويعهم لقبول المخطط الإيراني الجهنمي الذي يريد الانتقام من العراق شعبا ووطنا .
لقد رد أهل الناصرية الباسلة على ضحك الذقون هذا برفضهم مشروع الفدرالية الإيراني ذاك ، وذلك من خلال استطلاعات الرأي التي جرت في المدينة تلك قبل ساعات من كتابة أحرفي هذا ، وأنني على ثقة أن كل مدن الوسط والجنوب من العراق سترفض المشروع ذلك لا محالة ، رغم كل المحاولات التي يبذلها الحكيم الذي لا يريد أن يعترف بالديمقراطية هنا ، لأنها تقف بوجه طموحاته وطموحات إيران في العراق . ودليلي على أن تلك المدن سترفض المشروع ذاك هو أن ممثليها ، ومن خلال المداولات التي جرت في البرلمان ، قد رفضوه ، مثلما أشرت الى ذلك من قبل .
أما الرد الإيراني الثاني فقد جاء من داخل العراق ، وهذه المرة على لسان وزير النفط في حكومة المالكي ، السيد حسين الشهرستاني ، المؤيد بالسيد السستاني ، وذلك حين أعلن من أنه سيقوم باستغلال الحقول النفطية المتشاطئة ، والواقعة على الحدود ما بين إيران والعراق مشاركة مع الجارة المسلمة إيران ! مع أن الكثير من العراقيين يعلمون أن كل حقول النفط العراقية مثل حقل مجنون لا يقع على الحدود بين البلدين ، وإنما هو حقل عراقي صرف ، ولا دخل لإيران به لا من قريب ولا من بعيد ، والسيد حسين الشهرستاني بتصريحه هذا إنما يريد أن يثبت لإيران حقا في أرض لا تملكها هي ، وإن الحجج التي يثيرها الجانب الإيراني في انخفاض التجويف النفطي في الحقول العراقية عن مستواها في الحقول الإيرانية هي حجج واهية ، ولا تقوم على دليل ، فهل يكون تصريح الشهرستاني هذا هو عملية ابتزاز ، وعقاب لأولئك العراقيين الذي يرفضون قيام فدرالية في وسط وجنوب العراق ؟ أو أنه يريد إقناع العراقيين بتسليم ثرواتهم النفطية للجارة المسلمة! تحت حجة المشاركة ، والاستغلال المشترك ؟
بعد هذا وذاك هل يدرك العراقيون أن أفواها كثيرة ، فاغرة ، ممتدة ، من واشنطن وحتى طهران تتصارع الآن على التهام خيراتهم ، وتحت شتى الذرائع ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحافظون في إيران ذاهبون إلى انتخابات الرئاسة بمرشح واحد


.. توتر الأجواء بين بايدن وترامب قبل المناظرة الرئاسية | #أميرك




.. هل العالم يقترب من المواجهة النووية؟


.. انتخابات فرنسا.. استطلاعات رأي تمنح أقصى اليمين حظوظا أكبر ف




.. فيديو أخير.. وفاة مؤثرة تونسية خلال تواجدها في صقلية الإيطال