الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة اللاوطنية

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2022 / 5 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


المقصود هنا بالدولة اللاوطنية هي تلك التي تتخلى عن دورها الأساسي في حماية الأمة وضمان أمنها الإجتماعي و الإقتصادي في الحاضر وفي سياق منظور مستقبلي . فمن نافلة القول أن الدولة توقفت عن أداء هذا الدور في عدد كبير من البلدان على المستوى العالمي بوجه عام و على المستوى العربي على وجه الخصوص . و لا نجازف بالكلام أن هذا التراجع جرى بشكل رئيسي ، تحت تأثير عوامل خارجية جعلته في كثير من البلدان أمرا محتوما .
ما يهم في هذه المسألة هو التفكر في أصل هذه العوامل و ظروف استفحالها وسيطرتها إلى درجة أن أية مقاومة لتعطيل فعلها في إفريقيا و أميركا اللاتينية و بلاد العرب ، تلاشت نهائيا أو أنه صار ينظر إليها كما لو أنها مغامرة عبثية . لا شك في أن ذلك تحصّل نتيجة حرب ، متعددة الأوجه تخوضها الدول الكبرى الغربية التي وقعت تحت حاكمية رأسمالية مالية ، تسعى إلى الهيمنة على العالم ، أو بتعبير آخر إلى عولمة قبضتها بإجبار الدولة في كل مكان على الدخول في خدمتها بعد التخلي عن دورها الوطني ، على غرار التحول الذي فرضته على الدول الكبرى الغربية نفسها على مدى العقود الأربعة الماضية ، في سياق عملية تغييرية عميقة ،تلامس الخصخصة ، تمثلت بتقليص انتماء هذه الدول الكبرى الغربية ، الوطني إلى حد بعيد .
ليس من حاجة إلى البسط و التوسع في الكلام عن حروب الدول الغربية اللاوطنية ضد الدول العربية و الإفريقية و اللاتينية ، وجلها شبه دول لم تكتمل ،ناهيك من أنه لا تتوفر في بعضها مقومات الدولة ، لإجبارها على التنكر لشعوبها ، لا سيما أن ظروف الأحادية القطبية على الصعيد الدولي ،جعل هذه الشعوب فرائس سهلة في عالم تسوده شريعة الغاب . فلقد تعرضت هذه الشعوب لحصارات طالت المال و الغذاء و الطاقة ، بالإضافة إلى عمليات إرهابية فتتت المجتمع ، وإلى نجاح الحاكمية المعولمة تعيين وكلاء محليين لها و إلى اقتدار هذه الحاكمية التي لم تتردد في إطار خططها في توجية ضربات عسكرية قاتلة و مدمرة ، إذا ما اتخذ قرار يقضي بإلغاء وجود دولة ترى أنه غير ملائم .
مجمل الكلام تمددت الحاكمية المالية الغربية إلى الدولة الوطنية ، خاصة في البلدان التي كانت تعرف بالعالم الثالت ،فعينت عليها سلطة مالية خنقت الدولة الوطنية و استلبت الناس عقولهم و إرادتهم و اسلمتهم إلى الغشماء و الجهلاء يخبطونهم في عمياء و نهم ، تحت تهديد الجوع و الإرهاب ، و خطر العدو المتربص . تتميز الدولة اللاوطنية ، بتبعيتها للحاكمية الغربية و بثراء حكامها و فقر سكانها و بكثرة محتكري المواد الغذائية و المضاربين بالعملات الأجنبية الذين لا يخافون القانون و الحساب .
وفي الختام : صلاح أمرك للأخلاق مرجعه فقوم النفس بالأخلاق تستقم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أميركا تحسم موقفها بشأن مستقبل أكراد سوريا.. هل تخلت عن قسد؟


.. نتنياهو: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة يدو




.. أكسيوس: روسيا أبلغت إيران دعمها لاتفاق نووي دون تخصيب و إيرا


.. صحيفة التلغراف: حماس لا تزال قادرة على إلحاق خسائر مؤلمة بال




.. أستراليا ترد على البنتاغون: لن نرسل قواتنا لأي صراع