الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البحث العلمي في كليات الطب – 4

جواد الديوان

2022 / 5 / 14
الطب , والعلوم


في مقال سابق تناولت الفهرسة indexing (من مفردات نشر البحوث الطبية)، وترجمتها في القواميس قائمة، او ورقة، او اسم، او مجموعة من المعلومات مرتبة حسب الحروف الابجدية. وتعني كمفردة نشر عدد المرات التي يتم المشاركة فيها بعمل. وتلعب indexing دورا في تسهيل عمل الباحثين والمؤلفين وغيرهم. وبداياتها ما قبل الطباعة وفي فترة الطباعة ثم فهرسة الاقتباسات citation indexing. وتعبر بكل بساطة عن قيمة المعلومات ويقررها المستخدمون لها. وأفضل طريقة لقياس تاثير البحث المنشور في المجتمع الأكاديمي الشخص الذي يستخدم او يشير الى مادة منشورة. وبعد الحرب العالمية الثانية ظهر الأرشيف، وعندما تكاثرت البحوث ظهرت الحاجة لفهرسة الاقتباسات وكانت يدوية وشاقة ومكلفة.
ويبرز Garfield وinstitute of Scientific information (ISI) والذي تحول الى Clarivate وساهم في العمل كذلك المكتبة الوطنية للقوى العسكرية. وتسحب الحكومة الامريكية الدعم لمشروع الفهرسة، ويتحول Garfield الى دعم القطاع الخاص، وتظهر اول طبعة من Science Citation Index (SCI) في الأسواق.
يحتاج الباحثون للنشر من اجل الحفاظ على المكانة العلمية والتقدم في المهنة وزيادة مؤشر h (h index)، ويشهد النشر الطبي نمو بأضعاف مضاعفة exponentially وهذا الواقع يدفع لزيادة العرض من المجلات، ليصعب بعدها التمييز بين المجلات التي تستحق الاهتمام والمجلات الأفضل. فأصبح واقع يحتاج الى توازن. ومثال ذلك اثناء جائحة كورونا تضاعف اعداد البحوث. وبرز شك المجتمعات في العلم وشركات الادوية. وتعرضت المجلات الطبية المرموقة الى سوء سلوك بنشرها بيانات علمية بسرعة فائقة، ومما زاد الطين بلة ان العامة اهتمت بقراءة البحوث العلمية والتعامل معها، في حين ان قراءة هذه البحوث يحتاج الى مستوى تعليمي متخصص ومتقدم. ونشرت المجلات المرموقة بحوثا بدون مراجعة الاقران peer review حين فشلت مراجعة الاقران لتغطية البحوث المقدمة.
ومع ازدياد عدد المجلات الطبية والنشر المضاعف، يظهر مصطلح المجلات المفترسة predatory journals او الاحتيالية، وهي تستغل النشر المدفوع الثمن والمفتوح للكل open access. أي ان الناشر لا يطالب الباحث باجور الاشتراك، وانما أجور النشر فقط، ويكون المنشور متاحا للكل. وهذا تعريف غير كامل حيث يعمد الكثير من الباحثين لنشر بحوثهم من اجل الترقية في أعمالهم او تقييم البحوث، وعدم الاشتراك في المجلات يوفر عليهم أموالا. وموضوع المجلات المفترسة من حيث التعريف والتعرف عليها وغيرها بحاجة الى أكثر من حلقة. ولم يكن هذا الموضوع بهذا الحجم، فقد حدثني، وقبل أكثر ثلاث عقود أ.د. سند البلاغي عن النشر المزيف في الطب Fake Publishing وذكر مثالا عن طبيب عراقي شاب تم ابتعاثه، فنشر بحوثا متميزة رصينة سرقها من منضدة ما. اما الان فالحديث عن مجلات طبية! وتشمل هذه الصفة ناشرين متميزين، ومثال ذلك Elsevier. فقد تعرض لحملة انتقادات واسعة لتوزيعه وتسويقه دوريات (مجلات طبية) يصفها أصحاب الشأن بالخداع والشبه بالمجلات المحكمة، أي تعمل بمراجعة الاقران. والقصة في بدايات القرن الحالي، نشرت صحيفة أسترالية ومجلة The Scientist بان المجلة الأسترالية للعظام والمفاصل تمثل دعاية لمنتجات دوائية. وظهرت في Elsevier باعتبارها مجلة محكمة. واكد القضاء بان شركة ميرك دفعت للناشر المعروف لتقديم مجلة تشبه الى حد كبير مطبوع يتميز بمراجعة الاقران (وهذه محاكمة مشهورة). وفي تقرير Elsevier يؤكد بان خمس مجلات فيه بهذا الشكل.
وتشير القصة أعلاه الى ان موضوع النشر الطبي، والتعرف على المجلات للترقية بحاجة الى دراسات، وان يتولى ادارته متمكن من الموضوع مطلع على خفاياه، لكيلا يؤثر على ترقية العلماء ولا تحديد طرق النشر وبالتالي تحديد تعامل العلماء في بداية طريقهم عندما تحدد الكليات المجلات، وتنعدم لديهم الخبرة مستقبلا في التعامل مع النشر الطبي وتحديد المجلات المفترسة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق حملة المدارس للتوعية ضد التدخين (25-4-2024)


.. مجمع ناصر الطبي إلى الخدمة مجددا رغم قلة الإمكانيات




.. الجزائر.. قمة أفريقية لشركات التكنولوجيا الرقمية بمشاركة أمي


.. -احنا ناس صعايدة يابيه- استشاري الطب النفسي: هناك أسر تحاول




.. د. جمال فرويز استشاري الطب النفسي:بنفرح بنموذج الولد الجان أ