الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محطة القطار

البتول المحجوب

2006 / 9 / 15
الادب والفن



وجوه فرحة ووجوه تعبة من الانتظار. في محطة القطار،وقفت بين الجموع ترنو
بعينين يملآهما الفرح..تتطلع لنزوله من القطار تتمعن في وجوه الأشخاص القادمين، لكن وجه من أحبت ذات مساء غائم.. غائبا عن الجموع يتحرك القطار مخلفا أزيزا متعبا..يتضاءل فرحها..تتراجع الى الوراء تلتفت يمنة ويسرة تظن أن الكل شعر باحباطها تجلس على كرسي الانتظار يبدو أنها لم تفقد الأمل بعد في قدومه. تلتمس له عذرا ربما فاته القطار الأول، قد يأتي في القطار القادم تنتظر، يطول الانتظار يأتي القطار من دونه. تعود أدراجها من حيث أتت. يشتد حنقها..تشعر بصداع كلما غضبت .يزداد ألمها تدخل أول مقهى يصادفها تجلس على أقرب كرسي صامتة..شاردة تتذكر كم كانت ساذجة وهي واقفة بكامل أناقتها في انتظار حلم جميل ، ولد وترعرع بين أحضان سرد دافئ تحت زرقة سماء صحراء ممتدةوكلمات شعرية تحمل نغما حزينا وعزفا منفردا لها وحدها . شعرت بدمعة مندفعة من مآقي أرقهما الألم وانتظار من رحلوا في فجر جمعة عاصف، خاطبت نفسها:
تبا ! ألم أقلك لاتنتظري أحدا أم تراك تعودت الانتظار؟ ألم أقل لا أحد بعد أباك يستحق الانتظار ..دمعك ياصغيرتي نفيس لاتذرفيه ، أنت طيبة لحد السذاجة أحيانا. تجيب نفسها لكنه يبدو صادقا. تبا لك ألازلت تلتمسي له عذرا بعد..؟ألم أقل لك: طيبة أيتها البدوية
الموغلة في بداوتها ،تتذكر بلدتها الصغيرة ببحرها الممتد بصحرائها الشاسعةالافاق، رائحة الثرى المبتل، وجوه حزينة طيبة تركتها ورائها تتذكر مدينتها الحالمة بلياليها المقمرة الهادئة، تلوم نفسها:
من رمى بك في المدن الكبيرة، مدن الضجيج، مدن الصخب مدن الوجوه المقنّعة.
لما أنت هنا في محطات الانتظار؟ وهذه الوجوه التعبة ؟تحمل لك ذكرى وجها غاب عنك فجرا، لا أحد غيرك يا..آه كفى من اللوم، سأخذ حبة أسبرين علّ الصداع يزول، وألم انكسارك أيزول بحبة أسبرين ؟اتسخرين من روحك..؟
تتذكرك كل مساء جميل.تتذكر كلماته الدافئة، وحبه المفتقد وتتذكر أيضا أنها مجرد فعل ناقصا في حياته كانت، أو جملة غير مفيدة وانتهى. بدت مدمرة لم العتاب ؟لم ينقذها من سياط اللوم الاّ قدوم النادل بالحساب تنفست الصعداء، حملت نفسها وخرجت.
..شعرت برغبة في البكاء علّها تستريح من صفحة مريرة، رغبة قادتها الى شاطئ بحر مجهول.. تجلس على حافة صخرة ما تتأمل البحر..النوارس والمراكب المنسية على شاطئ مهجور وتغمض عينيها علّها تنسى الحلم الجميل..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل