الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يعني إنتصار روسيا على أمريكا في الحرب الدائرة على ارض اوكرانيا ؟

عادل كنيهر حافظ

2022 / 5 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


ا ماذا يعني انتصار روسيا على أمريكا في الحرب
الدائرة على أراضي أوكرانيا ؟

[1]
يترقب العالم باهتمام وقلق شديد الحرب التي اندلعت بسبب سعي امريكا لتوسيع حلف الناتو ليصل الى حدود روسيا الاتحادية ، حيث تخطط الادارة الامريكية أن تضع صواريخها النووية على الحدود التي تفصل اوكرانيا عن الاراضي الروسية ،ذلك منذ الانقلاب على رئيسها المعتدل عام2014 وصرف ملايين الدولارات للمجيء بالممثل الكوميدي اليهودي الاصل فلاديمير زيلينسكي على رأس جمهورية اوكرانيا ، ليهيئ الاوضاع السياسية لدخول اوكرانيا حلف الناتو، بعد أن احاطوه بطيف من الاوليغاركية الموالين للغرب ، وقطعان منفلتة من النازيين الجدد ،وفي مقدمتهم أوباش كتيبة اُزوف التي ترعاهم الدولة وتستخدمهم في الهجمات على الناس والمجمعات الروسية وواحدة من اعمالهم المسيئة هي تهديم وازالة تماثيل فلاديمير البيتش [لينين] قائد ثورة اكتوبر الذي رص وحدة الاوكرانيين والروس بعد ان كانوا يعيشون في محيط يهودي بين حدود بولونيا والمجر وبلاروسيا ، وجعلهم جمهورية من جمهوريات الاتحاد السوفيتي ال15 ونقل اربع تجمعات صناعية كبيرة الى أوكرانيا لقربها من اوروبا ، وعزز كل ما يرصّْن العلاقة التاريخية بين روسيا واوكرانيا ، رغم ان القومية الروسية تكّون قرابة 30%من سكان أوكرانيا ، كما ان زعيم الحزب الشيوعي السوفيتي نكيتا خروتشوف الذي جعل منطقة القرم الروسية ضمن اراضي اوكرانيا، والزعيم الذي تلاه في الحكم للجمهوريات السوفيتية ليونيد بريجنيف ومن ثم تشيرننكو ، كلهم من أوكرانيا قادوا الاتحاد السوفيتي لمدة 32 عام ، بروح اُممية واخلاص للوطن ، حلما كان الاتحاد السوفيتي تقطنه 82 قومية منتشرة في ربوع 15 جمهورية اتحادية ، بيد ان هذه الحقبة الزمنية لا يمكن تبرئتها تماماً في من ظهور نزّْعات وميول قومية في هذه الجمهورية أو تلك ، لاسيما جمهورية أوكرانيا التي يتدين قرابة 40% من مواطنيها بالديانة اليهودية ، حيث تجذرت النزعات القومية المتطرفة ونشأت بأثرها قوى نازية وفصائل سرية مسلحة ومنها عصابة سيبان بانديرا التي قتلت كثير من الشخصيات والوجوه المعروفة من المواطنين الاوكرانيين من القومية الروسية ، وساعدت القوات الهتلرية في حربها ضد الجمهوريات السوفيتية .
واليوم تؤكد دولة اسرائيل عنصريتها بأرسال مجاميع المتطرفين الشوفينين اليهود ، للحرب في أوكرانيا الكيان الثاني لليهود ضد الجيش الروسي ، وبالمناسبة ان اشهر قادة اسرائيل الصهاينة هم من اوكرانيا ، أفرام كانسير 1916-2009 ، إسحاق بن زفي 1907-1963 ، ليفي أشكول 1895-1969 ، غولدا مائير 1906-1978 ،موشي شاريت 1909-1965 ، آباحوشي 1898-1969 آحاد هعام 1856- 1927 اسحاق رابين امه اوكرانيه وابوه من بلاروسيا ، المهم ان دولة الصهاينة ذكّرت بموقفها الشاجب والمستنكر للاتحاد السوفيتي ، عندما نشر بعض الصواريخ النووية في جمهورية كوبا عام 1962 رغم ان كوبا في الجهة الثانية من البحر وتبعد 96 كيلومتر عن سواحل امريكا ، لكن الادارة الامريكية جن جنونها ، واخيراً قبلت بمقترح خروتشوف بأن تسحب صواريخا النووية من ايطاليا وتركيا مقابل سحب السلاح النووي من كوبا .
[2]
تعيش البشرية اليوم في معاناة وضنك العيش وفقدان العدالة الاجتماعية بسبب سيادة نظام رأس المال الذي تقوده ا لولايات المتحدة الامريكية ،وتصيغ كل سياساتها الداخلية والخارجية لخدمة هذا النظام وتلبيةً لحاجاته ومتطلباته ،وهذه السياسة هي ليس تعبير عن مصالح الشعب الامريكي كما يصورها الاعلام [مصالح أمريكا] ، وانما هي في الحقيقة والواقع تعبير محور عن مصالح الاحتكارات وشركاتها العملاقة ،لأن هذه السياسة لا تصوغها مكاتب سياسية أو اعلامية في الادارة الامريكية او مكاتب تابعة للكونجرس وانما الادارة ومجلس النواب هما ادوات تنفيذية عليهم ايجاد السبل والوسائل والطرائق والمسوغات ، لتطبيق ما يصل اليهم من اوامر وتعليمات ، من البيت الرمادي اللون الذي يقع بالقرب من بناية البيت الابيض ، الذي يتربع فيه الموظفون الغامضون مكاتب البنك الفدرالي الامريكي حيث المليارديرات الامريكان الذين يتحكمون بحوالي 320 من أكبر الكار تلات متعددة الشركات والانتاج في العالم ، يحكمهم جميعاً قانون الربح الطردي فقط ولا غير ، ولا يتقيدون بمفاهيم الاخلاق والدين والعدل والحق والمواطنة والسيادة الوطنية والشرف والكرامة والإخاء والايثار، ولا يتعاطفون او يكترثون بما يصيب الشعوب من فقر وعوز ولا يحترمون القانون حلما يتعارض مع مصالحهم الاقتصادية ،بل ويسحقون عليه تحت أقدامهم ، إلا انهم يتنافسون من خلال تطوير منتجاتهم للاستمرار في حصد وزيادة الارباح وفي اثناء المنافسة يطرقون عدة طرق ، ويتوسلون شتى الوسائل من التآمر الى القتل وهذا امرٌ تجبرهم عليه طبيعة حركة رأس المال وهم غير مخّيرين في ذلك ، لأنه من دون الربح يكف رأس المال ان يكون رَأس مال ، كما يقول كارل ماركس ، وفي هذا الاطار وسياقاته تُرسم الخطط والبرامج وتسن القوانين لخدمة النظام الرأسمالي وتدار الدول والمجتمعات وفقاً لمصلحته .
ومن هنا فقط يمكن للمرء أن يعي ويفهم ، أن حرب امريكا زعيمة نظام رأس المال ضد روسيا هوَ ناتج طبيعي لسياسة الرأسمالية الهادفة دائماً الى تأمين وزيادة ثروة اصحاب رؤوس الاموال وبكل الوسائل والطرق المشروعة وغير المشروعة ، بغض الطرف عن العواقب الاجتماعية المدمرة . لذلك سيكون انتصار روسيا في الحرب ضد حلف الناتو ، سيكون فتحاً كبيراً في جدار الرأسمالية ، يهيئ الاجواء لتتجاسر الشعوب وحركاتها الثورية على الغول الرأسمالي وكسر هيبته وتقزيمه حتى يقرّ بالواقع ويعترف في حق الشعوب بالعيش الكريم .
الأمر الذي يفسح المجال في تسوية الخلافات الدولية بالطرق السلمية بعيداً عن طرق امريكا العسكرية ومؤامراتها في خلق بؤر التوتر والحروب خدمةً لمصالح احتكاراتها العسكرية والمدنية ، كما يجري تنشيط دور الامم المتحدة والهيئات الضابطة للسلم والامن وكل حركة المجتمعات ، وينمي نزعة التضامن الاممي والتأخي بين الشعوب لتقوى إمكانية معالجة الكوارث الطبيعية ، وبقدر ما يتعزز ويتوطد التضامن الاممي يفضي إلى ترصّين السلم الدولي وتقوية نزعة التخلي عن التسلح التدريجي حتى التخلص من كل وسائل القتل وبعد ان تنتهي مظاهر قتل الإنسان لأخيه الأنسان إلى الأبد ، حلزك تتجلى معاني واهمية انتصار روسيا على امريكا على أرض أوكرانية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقال جيد ولكن
مغربي حر ( 2022 / 5 / 15 - 10:00 )
في مقالك أيها الاخ المحترم كمٌّ مهم من المنطق و أتفق مع إشارتك لأن هزيمة أمريكا في أوكرانيا(مع تعاطفنا و حزننا على الضحايا من الشعب الاوكراني المسكين) ستمثل مكسبا للحركات غير أنني أختلف مع الفكرة الضمنية التي يحملها المقال فالتلميح لأن روسيا (الرأسمالية) يمكن أن تكون صديقة للشعوب أو لأنها(روسيا) ليست دولة رأسمالية خاطئ و يضر بالحركة اليسارية في نظري


2 - مقال جيد ولكن
مغربي حر ( 2022 / 5 / 15 - 10:01 )
في مقالك أيها الاخ المحترم كمٌّ مهم من المنطق و أتفق مع إشارتك لأن هزيمة أمريكا في أوكرانيا(مع تعاطفنا و حزننا على الضحايا من الشعب الاوكراني المسكين) ستمثل مكسبا للحركات غير أنني أختلف مع الفكرة الضمنية التي يحملها المقال فالتلميح لأن روسيا (الرأسمالية) يمكن أن تكون صديقة للشعوب أو لأنها(روسيا) ليست دولة رأسمالية خاطئ و يضر بالحركة اليسارية في نظري


3 - أمر مضحك في تبرير عدوان روسيا على اكرانيا م
د. لبيب سلطان باحث أكاديمي عراقي كاليفورنيا ( 2022 / 5 / 15 - 22:47 )
السيد الكاتب المحترم
قرأنا للمنظرين العفلقيين والبعثيين ولم نندهش من قدرتهم على خلط الأوراق كوننا نعلم كنههم ولكن اليوم بقرائتنا لمقالات كالتي قمتم بنشره لا نعلم مع من نحن نتعامل فحضرتكم تحولون عدوان روسيا القومية الذي دمر مدن بكاملها وهجر ملايين الناس من بيوتهم بانه وسيلة لتوفير العيش الحر الكريم للشعوب كما يرد في مقالكم بالله عليك ارجو ان تسأل نفسك اولا هل ان قراء صحيفة محترمة مثل حوار متمدن هم غير مثقفين او متعلمين او سذج لتلكىالدرجة بحيث يمكن ان تتلاعب بقلب الأدوار وتحول الضحية الىىمعتدي والنعتدي تحوله الى مناصر للشعوب وهو يقوم بتدمير شعب بأكمله، وهل تعتقد ان القراء سذج لدرجة انك بدفاعك عن المعتدي بعقيدة بوتين القومية التوسعية بحشر اليهود في وسط هطا العدوان ستجلب التعاطف العروبي مع اطروحاتك واكثر ما يضحك هو نهاية الديباجة في مقالتكم ان هذه الحرب ستؤدي الى تحير الشعوب ةالى فرض حل النزاعات بالطرق السلمية كما لو كان بوتين قد احترم هذا المبدأ ليكرسه ويبدو ان ديباجة النهاية تصور ان هذه الحرب. يشنها بطل اليسار الأممي بوتين ضد الأمبريالية ورةسيا نفسها اليوم هي دولة امبريالية ياسيدي


4 - روسيا معتديه اميركا لم الحرية والدمقراطيه وبوتين ه
المتابع ( 2022 / 5 / 16 - 02:53 )
وبوتين هتلر صغير قذر واوكرانيا شعب وبلد ودولة معتدى عليها واوكرانيا بطله يجب ان نقف معها لانها تدافع عن وجودها الحر المستقل-يجب انهاء الحقد الاسود من جانب العرب والمسلمين على الغرب واميركا خالقي العالم والحضارة الجديده كره الدمقراطيه وكره الغرب وكره اميركا بضاعة فاسده صناعة الدولة العثمانيه والاسلام المتخلف المعادي للعلم والتقدم-تحياتي


5 - تحليل غير واقعي
صباح كنجي ( 2022 / 5 / 16 - 05:16 )
تحليل لا يستند الى الحقائق التي لها علاقة بطبيعة الصراع بين الدول الراسمالية المنتجة لازمات والحروب في مرحلة التحولات العاصفة التي نشهدها ونشهد مقدمات اعادة تقسيم مناطق النفوذ بين المتصارعة وفي المقدمة منها الصين وامريكا وروسيا وعدد من بلدان اوربا بالاضافة الى الدول التي تحولت بفعل تورها الاقتصادي والعسكري الى دول اقليمية تسعى لفرض نفوذها في نطاق هذه التحولات التي شهدت صراعا حربيا بين روسيا واوكرانيا هو الواجهة بين بقية الدول المساندة للحرب وتسعى لديمومتها بالنسبة للموقف الماركسي يجب ان لا ننخدع بادعاءات بوتين وادانة الحرب لانه طرف راسمالي لا يختلف عن بقية الدول الراسمالية في مسعاها لتقسيم العالم وتحديد مناطق النفوذ وسنشهد اتفاقات بالضد من مصالح الشعوب بين هذه الدول واكرر يجب ان لا ننخدع باطروحات بوتين ومن حوله ..

اخر الافلام

.. الكنيست الإسرائيلي يصادق على تمرير قانون استمرار إعفاء المتد


.. أهالي المحتجزين يحتجون من شمال إسرائيل إلى جنوبها




.. حركة حماس: نؤكد استعدادنا للتعاون مع الوسطاء لدخول مفاوضات غ


.. الحكومة الألمانية ترفض إجراء انتخابات مبكرة بسبب الخسارة في




.. بعد هزيمة حزبيهما.. وزير الخارجية الإسرائيلي يسخر من رئيس ال