الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنقذوا العراق ؛ كفاكم أستخفافا بحياتنا

عبدالقادربشيربيرداود

2022 / 5 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


أن حالات الجفاف ؛ التصخر ؛ تدني منسوبي دجلة والفرات ؛ العواصف الرملية ؛ ودرجات الحرارة التي تتجاوز الخمسين درجة مئوية اصبحت ظواهر متكررة في العراق ؛ وحلت العواصف الترابية ضيفا ثقيلا على البلاد خلال الاسابيع الفائته لتزيد من معاناتنا ...
ماذا يحدث في العراق ؟ سؤال فرض نفسه بقوة : لماذا كل هذا الجفاف ؛ هذا التصحر ؛ والنقص في المياه ؟ بينما يفج البلاد ( الرافدان ) اللذان منحا اسما تأريخيا لحضارتنا العريقة بين حضارات العالم ( حضارة وادي الرافدين ) ...
حملت الامانة ؛ ومااثقلها لأنوب عن شعبي ؛ ودققت - دون سابق انذار - ناقوس الخطر بسبب مانراه من تهديد وجودي لمستقبلنا في العراق والمنطقة والعالم ؛ اقولها والحسرة تملأ نفسي أن وسائل اعلامنا لم تتجاوز أطر ( اعلام الحوادث ) دون الانتباه الى الامور المصيرية الاخرى التي تؤثر سلبا على وجودنا كبشر على كوكب الارض ...
من هذا المنطلق وجب علينا من موقع المسؤولية التأريخية التنبيه والتذكير بخطر داهم ينتظره العراق بسبب أرتفاع معدلات التصحر ؛ اي النقص في القدرة البيولوجية للاراضي ما يؤدي الى خلق اوضاع شبه صحراوية ؛ وشح في المياه التي هو عصب الحياة قال تعالى : (( وجعلنا من الماء كل شيء حي )) الامر الذي اثر سلبا على عموم العراق لانه سيؤدي بالتالي الى فقدان الاراضي الزراعية لخصوبتها بسبب ( التملح ) ؛ الامر الذي بات يمثل ورقة ضغط بيد ( دول المنبع ) ...
ماهي الاسباب ياترى ؟ يعزو بعض الباحثين الامر الى التغير المناخي كتفسير اولي للموضوع ؛ ولكن هذا الجواب كاف ومقنع كي يجعلنا مكتوفي الايدي حيال ما يهدد حياتنا ؛ ومستقبل بلادنا ؛ قال الحبيب المصطفى صل الله عليه وسلم : (( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته )) فلنضع النقط على الحروف ونعلنها بصراحة دون تردد ؛ ان تملص الحكومات المتعاقبة من مسؤولياتها التي تتجلى في حماية الامن المائي العراقي ؛ وعدم مواجهتها مبكرا لظاهرة التصحر التي درسناها في الابتدائية قبل عقود وعقود ؛ والتراخي عن تدويل ملف المياه باللجوء الى المؤسسات الدولية للفصل في مسألة تقاسم المياه مع دول الجوار ( المنبع ) تركيا ؛ ايران وسوريا ؛ وتجاهلها الموضوع كونه مجرد ظاهرة طبيعية ما زاد الامر سوء ؛ فوصلنا الى ما وصلناه اليوم والتي باتت واقعا يصعب تجاوزه على المدى القريب.
ورافق ذلك اسباب خارجة عن ارادة البشر كتدني كميات الامطار الساقطة في البلاد على مدى السنوات الماضية ؛ والتبخر في مياه السدود ؛ والتغير المناخي مقابل بعض الاسراف في المياه ؛ وذلك بحفر الابار الارتوازية فوق المياه الجوفية ؛ بعضها لاسباب الترف والبذخ في مزارع اصحاب النفوذ ؛ الامر الذي قطع التغذية عن المياه الجوفية التي تتعرض لعمليات سحب مستمرة بواسطة تلك الابار غير القانونية ...
بناء على هذه التداعيات التي تنذر بالخطر لابد ان يكون التصدي لتغير المناخ اولوية وطنية للعراق كوضع خطط متطورة لتخزين المياه ؛ وبناء السدود ؛ وتحديث طرق ومشاريع الري؛ وحث المواطنين من باب المواطنة على تشجير مدنهم عبر وسائل الاعلام المختلفة ؛ واستثمار المليارات من الدولارات التي تذهب سدى على مدى العقدين المقبلين في البنية التحتية لمعالجات اولية للحد من التصحر والاثار الكارثية للتغير المناخي قال تعالى : ((وان ليس للانسان الا ما سعى * وان سعيه سوف يرى )) ... وللحديث بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو