الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبراج نيويورك تتهاوى

سيامند إبراهيم

2006 / 9 / 15
ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001


كنت في بيروت وأنا بصدد طباعة مجلة آسو الثقافية الكردية, فشاهدنا من الرائي البرج النيويوركي الأول العظيم يتهاوى, نعم منظر البرج كالمارد الذي تهاوى على الأرض, ومخلفاً دمار في المنطقة وما حولها, والصورة التراجيدية التي ما زالت أمام ناظري, وهي تراكض وتداع الناس يولون هاربين خوفاَ من قطع الحديد والطوب المتطاير من البرج الذي كان يسقط على البشر, إنه بالفعل حدث جلل هز ضمير العالم برمته, وقفنا متسمرين أمام التلفاز نرى الحدث ونتساءل أمعقول هذا الذي يجري؟ تضرب أمريكا في عقر دارها!!
أمريكا العظيمة تهتز بهذا الشكل المروع, وبعد دقائق شاهدنا البرج الآخر ينهار, منظر مريع, الناس مذعورين لا يعرفون كيف يتصرفون, نساء سود بدينات يبكين من الخوف, شباب بيض يساعدن شيوخ كبار في السن لا يستطيعون الفرار, صراخهم الذعر الذي دب في قلوبهم وفي السماء ثمة مشهد دراماتيكي آخر يجري طائرة ضخمة تطير تصطدم وتقتحم البرج الآخر, الغبار والدخان الأسود يمتزج ويملأ سماء المدينة وكأن هذه المدينة قد تحولت إلى جهنم الحمراء, لك هذه الصور التراجيدية الملتقطة عبر عدسات المصورين المحترفين والهواة تعطي المشاهد ي أرجاء المعمورة, الحقيقة الساطعة لسقوط هذه الأبراج العظيمة, يا لها من صور ماثلة ستبقى مخزنة في ذاكرة الشعوب إلى الأبد, أجل تتجه كاميرات التلفزيون إلى جهة ثانية يلتقط المصورون الحدث بحذافيره ودقة عالية من الحرفية بحيث كأنك بالفعل تشاهد هذه المعركة الحقيقة, إنها التكنولوجيا التي توثق الحدث بالصوت والصورة في لحظات ساخنة و يبث خلال لحظات طازجة تدخل إلى أذهان المشاهدين, نعم تدخل هذه الصور التراجيدية إلى ضمائر الشعوب من اليابان إلى تشيلي, ومن جنوب أفريقيا إلى النرويج مدنيون يقتلون بشتى الأشكال, عبر الحرائق, وتحت الركام, وداخل المصاعد التي سحقتهم كالعجين غابت ملامحهم, بشر من شتى الجنسيات, أمريكيون, يهود, عرب, أوروبيون, لم يفرق هذا الإرهاب التكفيري أحد من البشر, إنها آلة القمع التكفيرية, مسحة الحزن التي تتزامن مع بث الصور التراجيدية الحية والمعبرة عن هذه الجريمة النكراء, وهنا أتذكر كلمات الفيلسوف كانط " لو كانت سعادة العالم بأسره مرهونة بقتل طفل بريء، لاعتبر قتل هذا الطفل جريمة لا تغتفر, نعم هذه جريمة مع سابق الإصرار والتصميم, إنه الحقد الدفين المبيت من قبل هؤلاء التكفيريين, ومن المؤكد أن هذه الأفعال الإجرامية أحدثت شرخاً كبيراً بين الشرق والغرب لقد شوهت صورة الإسلام في الغرب, وأساءت إلى سمعة الجاليات الكردية, العربية, الفارسية والتركية في الغرب وفي أمريكا, تم التشديد على كل داخل إلى المطارات الغربية, شدد على الإقامة في أوروبا وأمريكا, تبد لت الكثير من القوانين في تلك البلدان نحو الأسوأ. 11 أيلول يعتبر هزيمة للإرهاب ومضر بالمسلمين أكثر من ضرب الأبراج النيويوركية. وضرب حلبجة الأسلحة الكيماوية وقتل 3 آلاف مواطنٍ كردي أليست موازية لضرب الأبراج في نيويورك, مغفل وساذج من يظن أن ضرب أبراج نيويورك انتصار لهذا القذر أسامة بن لادن’ إنه هزيمة لهذا المنظمات التي تبشر بهذا الإسلام التكفيري, إنها جريمة الجرائم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وثائقي -آشلي آند ماديسون-: ماذا حدث بعد قرصنة موقع المواعدة


.. كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط




.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يعلن مقتل جنديين


.. مقطع مؤثر لأب يتحدث مع طفله الذي استشهد بقصف مدفعي على مخيم




.. واصف عريقات: الجندي الإسرائيلي لا يقاتل بل يستخدم المدفعيات