الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أثر ثقافة الشاعر في نمو النص ونضجه ، قراءة في قصيدة الشاعرة ( علياء علياء ) المغرب

عقيل الواجدي

2022 / 5 / 16
الادب والفن


أثر ثقافة الشاعر في نمو النص ونضجه
قراءة في قصيدة الشاعرة ( علياء علياء ) المغرب
عقيل فاخر الواجدي / العراق
أن تكون شاعرا ، لاتكفيكَ أناقة المفردة ولا سهولة نسجها في ان تكون كذلك ، فالشعر الذي لايتجلى فيه وعي الشاعر والدراية الحقيقية لما يكتب لن تحفظه ذاكرة الأيام طويلا ، وما من شك ان ثقافة الشاعر هي الأسُّ الذي تستند عليه الموهبة لتبلغ به غاية ما يصبو ، خاصة ونحن في زمن تيسر للكثيرين خوض غمار الكتابة بكافة اصنافها وأوضحها مثالا هو الشعر حتى تشابه على الكثيرين ( غثّه وسمينه ) لكن وفي وسط تلاطم زَبدِ أمواج الطارئين على الكتابة يمكث في القاع مكنون جوهره .
ومن خلال متابعاتي التي لاتتوقف في تقصي الكتابات الجميلة الناضجة وجدتني أقف متأملاً ما كنت ابحث عنه في كتابات الشاعرة ( علياءعلياء ) التي لانحتاج الى كثيرٍ من عناء لأكتشاف موهبتها وقدرتها المتميزة في الكتابة النابعة عن ثقافة جلية لم تنحصر في استخدامها للكثير من المفردات التي تَشي بوضوح سعة اطلاعها ودقة قراءاتها - إضافة الى ذلك - من خلال بناء فكرتها ورؤيتها الواسعة ورسم ملامح نصها بوعي إيجابي تلفت القاريء نحوها آخذة به نحو ضفافها .
النص هو الكاشف الحقيقي لثقافة الكاتب ، وها انا امام شاعرة مثقفة ( علياء علياء ) امتلكت أدوات الكتابة في شكلها الحديث ( قصيدة النثر ) التي ظهرت أولى بوادر كتابتها منتصف القرن الماضي فمرت بمراحل متعددة من التجريب خاصة وانها لم تبعد بكثير عن ظهور قصيدة الشعر الحر التي أحدثت انقلابا حقيقيا في الشعر الذي لم تفلح القرون الطويلة من الحفاظ على عموده .
فكانت قصيدة النثر هي المحطة الأخرى التي وجدت مساحةَ تَلَقٍّ ومقبولية ايسر مما تلقته قصيدة الحر في بداياتها ، فتبناها الكثيرون ومُنحت اهتماما إعلاميا أهّلها لتصدر المشهد الثقافي .
نص ( تلك المرأة التي لااعرفها ) نص امتلك هويته في كونه ( قصيدة نثر ) بشكله الفني ومن إيقاع داخلي مموسق معبرا عن روح ومزاج الشاعرة لحظتها ، فايقاع النص هو ترجمة لروح الشاعر ، وما ابرعها شاعرتنا وهي تدهشنا بجميل مدخل قصيدتها ( تلك المرأة التي لااعرفها ) ترسم لنا مشاهد متعددة في نص كان التوفيق فيه نصيبها .
تحدثنا عن امرأة لاتعرفها والمفارقة انها تعرف عنها كل شيء ، امرأة تمثلت بكل معاناة يمكن ان يمر بها احد ، تمثلت بالافتقاد الذي يمر بالارواح فيخرسها ، تمثلت بالاحلام التي تستباح فنبكيها دما ، تمثلت بالوطن الذي لانملك منه شيء ، هو القفص الكبير التي تموت فيه طيوره غربة .
تلك المرأة التي لا أعرفها ))
حضَّنت بيض النوارس
ليفقس هجرة عارية
زبد بحر....
و شبه وطن
فراخا سجينة أسئلة معلقة
على فواصل دهشة....
و بعض القماش....
أقل مما يكفي لكفن ))




الوجع يؤطر الأزمنة ويسلب من الأماكن روحها ، الضباب يُفقد الأشياء ملامحها ، العتمة تسرق الغد ، الوهن يدب في الامنيات ، والانوثة تراتيل اتشحت سوادها وغنّاها نشيج الصدور ، حتى ماعاد مهما دوران الأرض من توقفها ، أية مخيلة جامحة امتلكتها شاعرتنا وهي ترسم الألم بحروفها ..
تلك المرأة التي لا أعرفها))
طلَت أظافر القمر
بضبابية نظرة مترفة بالوجع
و حلقت بأجنحة من حروف
فوق تلال الوهن
لتتلو تراتيل أنوثة شاردة
متى افتقدَت نظرة القسوة
إلى ندوب العابرين
اكتفت بدوران مؤقت
حول أرض ما عادت تدور
لترتدي، وحدها، جنون الفصول
توقد في الشمس
عطشا لوخز الدفء
لرعشة الذهول))



الموت ليس نهاية المطاف عند من يؤمنون ان الحياة ليس ان تتنفس فحسب ، عند من يجدون ان الحياة استحقاق لايحق لأي احد ان يسلبه او يصادره .
هكذا تمسكت شاعرتنا بالأمل وأشرعت أبوابها تختلس الضياء عبر نوافذها وان اعتمتها الأزمنة ، انسابت جملها رقراقة كماء نبع ، تبعث الدفء في الأرواح التي اتلفها صقيع الركون ، فلاشتاء يدوم والربيع قادم .
تلك المرأة التي لا أعرفها))
اختلست بعضا من ألوان الطيف
أعارتها للوحات أيامنا السريالية
و خلقت فسحة للصيف
عله يتسرب إلى متاحف بلاهتنا
إلى أروقة تعرض موات الأفكار
مرصعة بالكثير من اللاشيء
و الكثير من الزيف ))
الصراع الازلي قائم لاينفك مادام الانسان على ظهر هذه البسيطة ، هو صراع الاحلام مع الخيبات ، والاِقدام مع النكوص ، وقد تجلى هذا بوضوح باستخدام الشاعرة لمفردات تمثل أُس الصراع ، بين التفاؤل واليأس ، ( الهجرة ، السجن ، زبد البحر ، كفن ، ضباب ، موت ، زيف ) وفي مقابلها ( الشمس ، عبور آمن ، القمر ، اجنحة ) مجموعتان اقرب الى التضاد تمثل بالصراع الذي يختلج روح الشاعرة التي تصبو الى غد لا يئد الفرح ، فكانت امنيتها تلك من خلال تلك المرأة التي لاتعرفها ..

تلك المرأة التي لا أعرفها
كلما حاضت أنوفهم أنفة
امتطت صهوة الحنين
و طافت حول أسطح أزقة مُرة
استوطنتها يتامى الحساسين
بحثا عن عبور آمن إلى أقبية الغيم
استعارت من القمر أقراط من فضة
و أساور من ياسمين
لترافق موكب الغروب
إلى أوطان....
حيث الشمس أكثر أناقة....
تلك المرأة التي لا أعرفها
بسطَت كفها
لتحمل الغد إلى غد آخر بديل
غد لا يئد الفرح
غد مؤجل في صدرها
منذ بدأ التكوين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ياحلاوة شعرها تسلم عيون اللي خطب?? يا أبو اللبايش ياقصب من ف


.. الإسكندرانية ييجو هنا?? فرقة فلكلوريتا غنوا لعروسة البحر??




.. عيني اه يا عيني علي اه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي


.. أحمد فهمي يروج لفيلم -عصـ ابة المكس- بفيديو كوميدي مع أوس أو




.. كل يوم - حوار خاص مع الفنانة -دينا فؤاد- مع خالد أبو بكر بعد